الحكومة الإسرائيلية تعد لبناء جدار جديد على طول الحدود مع الأردن

ادعت أنه لمجابهة الخطر «الداعشي».. وتخطط للسيطرة على الحدود

الحكومة الإسرائيلية تعد لبناء جدار جديد على طول الحدود مع الأردن
TT

الحكومة الإسرائيلية تعد لبناء جدار جديد على طول الحدود مع الأردن

الحكومة الإسرائيلية تعد لبناء جدار جديد على طول الحدود مع الأردن

كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، عن بداية العمل في إقامة الجدار المنوي بناؤه على طول الحدود الشرقية مع الأردن، بهدف «صد هجمات إرهابية لتنظيمات مثل (داعش) وغيره»، على حد قولها.
والمقطع الذي بُدئ العمل به، يقع في الجنوب من إيلات، فشمالاً بطول 30 كيلومترًا. لكن الوزارة أكدت أنها تعد الميزانية لمباشرة البناء في المرحلة التالية التي ستبدأ في الاتجاه المعاكس، من منطقة «المثلث الحدودي»، حيث تقع منابع الحمة الساخنة في الشمال، عند التقاء الحدود السورية الأردنية الإسرائيلية.
المعروف أن الحدود بين إسرائيل والأردن تمتد على 309 كيلومترات، بينها 71 كيلومترا تعتبر حدودًا فلسطينية أردنية على طول الضفة الغربية. وتؤخر السلطات الإسرائيلية بناء هذه الحدود في الوقت الحاضر، لتتضح صورة العلاقات بين فلسطين وإسرائيل، وكذلك لتتضح صورة الوضع الاقتصادي للجيش الإسرائيلي. وحسب مصدر عسكري، فإن إسرائيل ستبني الجدار أيضا، في هذه المنطقة، وستصر في أي اتفاق مع الفلسطينيين على أن يكون لإسرائيل دور في حراسة هذا المقطع من الحدود.
والتفسير الإسرائيلي لهذا المشروع، هو أنه ضروري لمواجهة خطر تسلل نشطاء «داعش» والجهاد العالمي، الذين يحاولون إقامة قواعد لهم في الأردن لهذا الغرض. وسيتم بناء الجدار بشكل يسمح بمواجهة أية محاولات لتفجير سيارات مفخخة على الحدود أو إطلاق النار. وسيشمل الجدار منظومة مراقبة للمساعدة على مواجهة محاولات التسلل، وكذلك حواجز مائية ومطبات اصطناعية ورادارات ومجسات وشارع ترابي محظور دخوله على طول الجدار.
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد استكملت في سنة 2013، إقامة الجدار في هضبة الجولان، على غرار الجدار الذي أقيم على الحدود مع مصر. ويتألف الجدار من ألواح معدنية على ارتفاع خمسة أمتار، ومن فوقها أسلاك شائكة. وهذا هو الجدار الثاني الذي يقام على الحدود الإسرائيلية – الأردنية، حيث بوشر العام الماضي بإنشاء الجدار على الحدود في القسم المجاور لمطار تمناع الدولي. وقال مصدر في الجهاز الأمني، إن تكلفة الجدار الذي صودق على إقامته، الآن، تصل إلى 100 مليون دولار. ولم يتم حتى الآن المصادقة على إقامة بقية أجزاء الجدار على الحدود الأردنية، والتي تقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 800 مليون دولار.
ويتحفظ الفلسطينيون من هذا الجدار، إذ يتخوفون من أن يتحول إلى ذريعة للسيطرة على الحدود، علما بأن ثلثها يقع في الأراضي الفلسطينية. كما يخشون من أن وجود إسرائيل على الحدود، يتيح لها الاستيلاء على مياه نهر الأردن ناحية الضفة الغربية، والأحواض المائية الجوفية، والجوانب الزراعية والاقتصادية في هذه المنطقة، ومنع التواصل الجغرافي بين الضفة والأردن، إضافة إلى منع حل الدولتين.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.