مركز الملك سلمان للإغاثة قدم خدمات صحية لنحو 16 مليون يمني

الربيعة: ملتزمون بالقوانين الدولية والعربية

مركز الملك سلمان للإغاثة قدم خدمات صحية لنحو 16 مليون يمني
TT

مركز الملك سلمان للإغاثة قدم خدمات صحية لنحو 16 مليون يمني

مركز الملك سلمان للإغاثة قدم خدمات صحية لنحو 16 مليون يمني

أطلق الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أمس في العاصمة السعودية الرياض التقرير الخاص بالخدمات الإنسانية والصحية التي قدمتها بلاده للمصابين اليمنيين ومرافقيهم وذويهم داخل البلاد وخارجها، بحضور عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني، والدكتور ناصر باعوم وزير الصحة والسكان اليمني عضو اللجنة العليا للإغاثة.
وقال الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار المشرف العام على المركز، خلال كلمته إن السعودية دأبت على تبني المساعدات الإنسانية تماشيا مع التعاليم الدينية، وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي تحرص على إغاثة الملهوف، مشيرًا إلى أن المركز نفذ منذ تأسيسه قبل أكثر من عام نحو 80 برنامجًا إغاثيًا وإنسانيًا، بتكاليف بلغت أكثر من 416 مليون دولار، وبمشاركة 70 شريكًا.
وأشار الربيعة إلى أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وولي ولي العهد، تحرص على إعطاء اليمن وشعبه الاهتمام الكبير والعمل على تخفيف معاناته بشتى أطيافه، وبكل حيادية، مما وضع السعودية في بالمرتبة الأولى للمساعدات الإنسانية.
وشدد الربيعة على أن السعودية دولة سلم وسلام وعطاء وتقف مع شعب اليمن بكافة أطيافه، وذلك ضمن القرارات العربية والدولية، لافتًا إلى أن العمل مستمر والدعم متواصل لتخفيف معاناة الشعب اليمني، ووصل عدد الحالات الحرجة إلى 3 آلاف جريح ومصاب تم علاجهم في السعودية والأردن والسودان، وتم التوقيع مع ثلاثة مستشفيات خاصة، وقدمت مستشفيات السعودية العلاج لأكثر 47 ألف مصاب من النازحين، وأعاد المركز 61 مرفقا في اليمن بطريقة مباشرة أو من خلال منظمة الأمم المتحدة.
وأضاف: «توجيهات خادم الحرمين الشريفين كانت ولا تزال تؤكد بعمل المركز بكل حيادية ودون أي دوافع أخرى، وتطبيق المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية، كما دعم المركز عمل المستشفيات في حجة وصعدة».
ولفت المشرف العام على المركز إلى أنه بالتعاون مع قوات التحالف العربية الداعم للشرعية في اليمن تجاه الحصار غير الإنساني في تعز وقام بكسر الحصار على الأدوية والمستلزمات الطبية جويًا، لافتًا إلى أن حجم البرامج الصحية وصل لـ31 برنامجًا استفاد منها أكثر من 16 مليون يمني، وشارك فيها 40 شريكًا.
من جانب آخر، أوضح عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني أن هناك 21 مليون مواطن يمني بحاجة إلى إغاثة عاجلة يمثلون 80 في المائة من إجمالي عدد السكان، مشددًا على أن الحوار هو المخرج الرئيسي لإنهاء الأزمة، لافتًا إلى أن هناك 14 مليونًا أيضًا بحاجة إلى رعاية صحية ألف مدرسة مدمرة، موضحًا أن المركز انطلق بالعمل المباشر، وتمت إغاثة العالقين بالخارج بمبالغ أقل مما طلبته بعض المنظمات وبوجه السرعة.
وأفاد عبد الرقيب فتح إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة مؤسسة إغاثية تتبع معايير دولية، مشيرًا إلى أن القوة الانقلابية لا تزال تمارس أعمال القتل الممنهج والمتعمد خاصة في محافظة تعز.
إلى ذلك، أشار الدكتور ناصر باعوم وزير الصحة والسكان اليمني عضو اللجنة العليا للإغاثة، خلال كلمته، إلى أن أول طائرة لعلاج مرضى القلب قدمت من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وصلت إلى صنعاء في أوج حالات الحرب.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».