الاتحاد الأوروبي يبسط قواعد المنشأ في اتفاقية الشراكة مع الأردن

القرار يساهم في جذب الاستثمارات.. وخلق مزيد من فرص العمل

جانب من حفل توقيع اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن (إ.ب.أ)
جانب من حفل توقيع اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن (إ.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي يبسط قواعد المنشأ في اتفاقية الشراكة مع الأردن

جانب من حفل توقيع اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن (إ.ب.أ)
جانب من حفل توقيع اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن (إ.ب.أ)

اتفق الاتحاد الأوروبي والأردن أمس على تعديل بروتوكول قواعد المنشأ المنبثق عن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن، وقال رئيس الوزراء الأردني، هاني الملقي، إن قرار تبسيط قواعد المنشأ الأوروبية بين الأردن والاتحاد الأوروبي يعتبر من أهم الإنجازات على مستوى العلاقات الثنائية في الآونة الأخيرة ومن أهم نتائج مؤتمر لندن للمانحين للاستجابة والتخفيف من تداعيات أزمة اللاجئين السوريين على الأردن.
وأضاف خلال حفل توقيع الاتفاقية أن القرار سيساهم في تجاوز أهم الصعوبات أمام سهولة نفاذ الصادرات الأردنية إلى السوق الأوروبية وزيادة الصادرات الأردنية والاستفادة من الإعفاءات الجمركية بموجب اتفاقية الشراكة الأردنية الأوروبية، حيث سجل الميزان التجاري بين الطرفين ميلاً لصالح الجانب الأوروبي الذي سجل في عام 2002 عجزا بقيمة 860 مليون دينار مقابل 3 مليارات دينار في عام 2015.
وقال إن القرار سيساهم في جذب الاستثمارات وخلق المزيد من فرص العمل للأردنيين واللاجئين السوريين، لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية ومستوى المعيشة المنخفض، خاصة مناطق جيوب الفقر.
من جانبه قال وزير التخطيط والتعاون الدولي عماد فاخوري الذي وقع الاتفاقية مع سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن، أندريا ماتيو فونتانا، إن القرار، الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ 19-7-2016 ولغاية 31-12-2026، يشمل تبسيط قواعد المنشأ المطبقة في إطار اتفاقية الشراكة للسلع الصناعية (50 فصلاً جمركيًا)، حيث تتضمن اتفاقية الشراكة قواعد منشأ تفصيلية لكل بند تتلخص بشكل رئيسي بعمليات تصنيعية محددة أو نسبة مواد أجنبية لا تتجاوز 50 في المائة كحد أقصى من سعر المنتج تسليم باب مصنع إلى قواعد منشأ مبسطة تتمثل بشكل رئيسي بقاعدة تغيير البند الجمركي أو تحديد نسبة استخدام المواد الأجنبية لا تتجاوز 70 في المائة كحد أقصى من سعر المنتج تسليم باب مصنع.
وأضاف أن الأردن تمكن من توسعة التغطية الجغرافية للقرار من (5) مناطق تنموية إلى (18) منطقة تنموية ومدن ومناطق وتجمعات صناعية وذلك بناءً على طلبات القطاع الخاص الأردني وهي: مدينة الحسين بن عبد الله الثاني الصناعية - الكرك، منطقة الجيزة الصناعية - عمان، منطقة القسطل الصناعية - عمان، منطقة القويرة الصناعية - العقبة، مدينة التجمعات الصناعية - سحاب، مدينة الضليل الصناعية - الزرقاء، منطقة الهاشمية الصناعية - الزرقاء، منطقة الرصيفة الصناعية - الزرقاء، منطقة السخنة الصناعية - الزرقاء، منطقة اربد التنموية ومدينة الحسن الصناعية - إربد، مدينة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الصناعية - سحاب، منطقة الملك الحسين بن طلال التنموية - المفرق (بما في ذلك مدينة المفرق الصناعية)، منطقة معان التنموية - معان، منطقة ماركا الصناعية - عمان، مدينة الموقر الصناعية - عمان، منطقة وادي العش الصناعية - الزرقاء.
وقال إن القرار يشمل أيضا شرط توظيف نسبة عمالة محددة من اللاجئين السوريين في المنشآت المستفيدة من القرار؛ بنسبة لا تقل عن 15 في المائة من إجمالي موظفي المصنع الواحد الموجود في المنطقة الجغرافية المحددة في القرار خلال السنة الأولى والثانية من تاريخ دخول القرار حيز التنفيذ لتصل النسبة إلى ما لا يقل عن 25 في المائة من بداية العام الثالث من تاريخ تطبيق القرار، علما بأنه عندما يحقق الأردن الشرط المتفق عليه حول عدد تصاريح العمل الممنوحة للاجئين السوريين، سيقوم الجانبان بالنظر في أمر منح مزيد من التسهيلات في شروط القرار وذلك بقرار من لجنة الشراكة الأردنية - الأوروبية.
وأوضح الوزير فاخوري إن الإطار الزمني لأولويات الشراكة هو فترة ثلاثة أعوام 2016 - 2018 مع مراجعة في السنة الثالثة، وبحيث يتم التمديد، باتفاق الجانبين، لعامين آخرين حتى عام 2020 وحسب التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وقال إن وثيقة أولويات الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي تتضمن ثلاثة محاور للتعاون المستقبلي بين الجانبين: وهي تعزيز التعاون حول الاستقرار الإقليمي والأمن بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والنمو المستدام والقائم على المعرفة، والتعليم الجيد وخلق فرص العمل، وكذلك تعزيز الحكم الديمقراطي وسيادة القانون وحقوق الإنسان.
وأكد الوزير الفاخوري أنه تم الاتفاق على تبني عقد بين الأردن والاتحاد الأوروبي كوثيقة تفصيلية وأداة تنفيذية بين الجانبين يوضح الالتزامات المتبادلة بينهما بما في ذلك لمواجهة تبعات اللجوء السوري وهو ملحق بوثيقة أولويات الشراكة حيث يتعهد الجانب الأوروبي بتوفير حد أدنى من المساعدات الاعتيادية الإضافية (منح وقروض ميسرة ومساعدات إنسانية) بقيمة 747 مليون يورو للعامين 2016 و2017.
على صعيد متصل، جرى أمس أيضا التوقيع على اتفاقية المنحة الأوروبية بقيمة 90 مليون يورو لدعم برنامج بعنوان الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في الأردن، ستذهب نصفها تقريبا لدعم موازنة الدولة.
من جهته قال سفير الاتحاد الأوروبي: «إن الاتحاد ملتزم تجاه تطوير مصادر الطاقة المستدامة والحد من الأثر السلبي للمصادر التقليدية على التغير المناخي»، وأضاف: «استثمر الاتحاد الأوروبي أكثر من 145 مليون يورو في تطوير استخدامات الطاقة الخضراء في الأردن، وأن هذا المشروع هو خطوة هامة أخرى لتعزيز مبادرات الاقتصاد الأخضر، وخلق فرص العمل، ومحاربة الفقر، إضافة إلى أن هذا الدعم يسعى إلى معالجة الطلب المتزايد على الطاقة الناتج عن أزمة اللاجئين».
وتهدف المنحة إلى مساعدة الحكومة الأردنية في استكمال العمل بالإصلاحات المؤسسية والتشريعية، وخلق بيئة ملائمة للاستثمار في قطاع الطاقة وتشجيع القطاعين العام والخاص للمساهمة في تحقيق وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطاقة والوصول إلى توليد ما نسبته 10 في المائة من إجمالي احتياجات المملكة من الطاقة الكهربائية من مصادر طاقة متجددة وتحقيق وفورات في استهلاك الطاقة بنسبة 20 في المائة من خلال الاستخدام الأمثل للطاقة بحلول عام 2020.



كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
TT

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» الذي كانت أسسته الأمم المتحدة بهدف توحيد المصارف في مواءمة أنشطتها في الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.

والتحالف الذي تم تأسيسه في عام 2021 يطلب من المصارف الأعضاء وضع أهداف علمية لخفض الانبعاثات تتماشى مع سيناريوهات 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ للقطاعات الأكثر تلويثاً.

وفي السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت عملية الانسحاب مع «غولدمان ساكس»، وتبعه كل من «ويلز فارغو» و«سيتي» و«بنك أوف أميركا» في الشهر نفسه. وأعلن بنك «مورغان ستانلي» انسحابه في أوائل يناير لينتهي المطاف بـإعلان «جي بي مورغان» يوم الثلاثاء انسحابه، وفق ما ذكر موقع «ذا بانكر» الأميركي.

وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، رفض في وقت سابق التعليق على ما إذا كان سيحذو حذو زملائه الأميركيين وينسحب من التحالف. ومع ذلك، تزايدت التكهنات بأنه قد يرضخ قريباً للضغوط المتزايدة من أعضاء إدارة ترمب المقبلة والولايات الحمراء التي هددت برفع دعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار ومقاطعة المصارف وشركات الاستثمار الأميركية التي قدمت تعهدات مناخية في إطار تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، والذي يعد «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» جزءاً منه.

في ديسمبر الماضي، أصدر المدعي العام في تكساس دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد شركات الاستثمار «بلاك روك» و«فانغارد» و«ستيت ستريت»، زاعماً أنها «تتآمر لتقييد سوق الفحم بشكل مصطنع من خلال ممارسات تجارية مانعة للمنافسة».

لماذا اختارت المصارف الأميركية الانسحاب الآن؟

بحسب «ذا بانكر»، تتكتم المصارف الأميركية حتى الآن على أسباب انسحابها. ومع ذلك، يقول باتريك ماكولي، وهو محلل بارز في منظمة «ريكليم فاينانس» الفرنسية غير الربحية المعنية بالمناخ، إن هذه المغادرة هي إجراء استباقي قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف متزايدة من ضغوط ترمب وأنصاره الذين يهاجمونهم.

وفقاً لهيتال باتيل، رئيس أبحاث الاستثمار المستدام في شركة «فينيكس غروب» البريطانية للادخار والتقاعد، فإن حقيقة أن المصارف الأميركية لم تقل الكثير عن خروجها من التحالف «تدل على الكثير». أضاف «في العادة، عندما تقوم بتحول كبير، فإنك تشرح للسوق سبب قيامك بذلك»، مشيراً إلى أن المصارف الأميركية الكبيرة يمكنها أن ترى الاتجاه الذي «تهب فيه الرياح» مع إدارة ترمب القادمة.

هل يمكن لأعضاء آخرين في التحالف خارج الولايات المتحدة أيضاً الانسحاب؟

مع الإجراء الذي قامت به المصارف الأميركية، يقول ماكولي إن ترمب وأنصاره قد يحولون انتباههم أيضاً إلى تلك غير الأميركية، مما يهدد أعمالها في البلاد إذا استمرت في مقاطعة الوقود الأحفوري.

حتى الآن، حشدت المصارف الأوروبية، التي تشكل الجزء الأكبر من الأعضاء الـ142 المتبقين في التحالف، دعماً له. يقول أحد المصارف المطلعة إن المزاج السائد بين المصارف في أوروبا هو أن التحالف «لا يزال قادراً على الصمود».

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مصرف «ستاندرد تشارترد»، الذي ترأس التحالف حتى العام الماضي، إنه لا ينوي تركه.

ويقول بنك «آي إن جي» الهولندي إنه لا يزال ملتزماً ويقدر التعاون مع الزملاء في التحالف، مما يساعده في دعم انتقال صافي الانبعاثات الصفري، وتحديد أهداف خاصة بالقطاع.

هل يضعف التحالف مع خروج المصارف الأميركية الكبرى؟

على الرغم من أنها ليست «ضربة قاضية»، فإن باتيل قال إن المغادرة تعني أن التحالف «ضعيف للأسف».