من هو البابا بنديكتوس السادس عشر؟

سيرة حياة أول بابا يستقيل منذ 600 سنة

من هو البابا بنديكتوس السادس عشر؟
TT

من هو البابا بنديكتوس السادس عشر؟

من هو البابا بنديكتوس السادس عشر؟

مؤلف هذا الكتاب هو الباحث الإيطالي أندريا تورنييلي، أحد كبار المختصين بشؤون الفاتيكان والقضايا الدينية المسيحية الكاثوليكية، كما أنه كان من المقربين من البابا المستقيل لسنوات طويلة حتى قبل أن يصبح بابا. وهو يقدم هنا صورة متكاملة عن سيرة حياة هذا الرجل الذي شغل وسائل الإعلام لأسباب شتى بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. فمن هو هذا البابا يا ترى؟ على هذا السؤال يجيب المؤلف قائلا ما معناه: ولد جوزيف راتزنجير الملقب حاليا بالبابا بنديكتوس السادس عشر في قرية صغيرة بإقليم بافاريا في ألمانيا عام 1927، وفي السادس عشر من شهر أبريل (نيسان) على وجه التحديد. وكان والده ضابطا في البوليس الألماني، وكاثوليكيا ملتزما بشعائر دينه ومتحمسا جدا لها.
ومعلوم أن ألمانيا كانت ولا تزال مقسومة إلى قسمين من الناحية المذهبية: قسم بروتستانتي في الشمال أساسا وهو يشكل أغلبية نسبية، وقسم كاثوليكي موجود في الأقاليم الجنوبية عادة.
ولهذا السبب فإن الصغير جوزيف راتزنجير ورث عن عائلته ذلك العداء المذهبي للبروتستانتيين. وسوف تلاحقه هذه المشاعر المذهبية زمنا طويلا وربما حتى اليوم. فالبروتستانتيون يتهمونه بأنه لا يحبهم حتى بعد أن انتخب بابا للفاتيكان. وربما لم يكونوا مخطئين، فهو يعتبرهم في قرارة نفسه مجرد هراطقة! وبالتالي فليس المسلمون هم وحدهم الذين يكرهونه ويشتبهون به، وإنما البروتستانتيون أيضا، بل هم بالدرجة الأولى. من هذه الناحية فليس مأسوفا عليه! فهو رغم علمه الكبير بقي متعصبا كاثوليكيا. للتأكد من ذلك يكفي أن نقارن بينه وبين عدوه اللدود هانز كونغ المنفتح كل الانفتاح على الأديان والمذاهب الأخرى، وبالأخص على الإسلام والبروتسانتية. أين الثرى من الثريا؟ تحية للمجدد الكبير البروفسور هانز كونغ.
ثم يقول لنا المؤلف بأنه كانت له أخت راهبة تدعى ماريا، وقد كرست حياتها كلها له ولخدمته حتى ماتت عام 1991، وكانت تهتم به وبشؤونه المنزلية ونظافة ملبسه وطعامه.. إلخ. وله أخ راهب أيضا ويدعى جورج، وهو أكبر منه بسنتين ولا يزال حيا.
وفي عام 1939 دخل الشاب جوزيف راتزنجير إلى الدير لكي يتلقى التعاليم الدينية ويصبح راهبا، ولكن اندلعت في العام نفسه، كما نعلم، الحرب العالمية الثانية، وعندئذ أجبروه على الانخراط في منظمة الشبيبة الهتلرية. وكان عمره آنذاك اثني عشر عاما فقط، ومع ذلك فسوف يعيبون عليه ذلك لاحقا، وسوف يحاول غلاة الصهاينة استخدام هذه المسألة لابتزازه والضغط عليه حتى بعد أن أصبح بابا. ومعلوم أنهم خبراء في هذا المجال ولا يشق لهم غبار.
ولكن البابا صرح في مذكراته بعد سنوات طويلة بأنه لم يطلق طلقة نارية واحدة في حياته رغم كل تلك السنوات التي قضاها في صفوف الشبيبة الهتلرية أولا، ثم الجيش الألماني ثانيا. وقد هرب من الجيش قبيل استسلام ألمانيا وانهيار النظام النازي بأيام قليلة.
وعندئذ اعتقلته قوات الحلفاء عام 1945، حيث التقاه الكاتب الألماني الشهير (أو الذي سيصبح شهيرا لاحقا) غونتر غراس. ومعلوم أنه هو أيضا كان منخرطا في صفوف الشبيبة الهتلرية، وقد اعترف بذلك مسببا فضيحة نسبية، أو فرقعة حقيقية في الأوساط الأدبية والسياسية.
ولكن اعتقاله لم يدم طويلا؛ إذ سرعان ما أطلقوا سراحه؛ نظرا لعدم أهميته في النظام النازي. وهكذا عاد إلى الدير من جديد لكي يواصل علومه الدينية، ثم دخل بعدئذ إلى جامعة ميونيخ، حيث درس الفلسفة وعلم اللاهوت في آن معا. وقد حضر رسالة دكتوراه تحت العنوان التالي: «شعب الله وبيته في العقيدة اللاهوتية للقديس أوغسطينوس». وهو أعظم قديس في المسيحية ويعد من المرجعيات اللاهوتية الكبرى.
وفي تلك السنوات كان جوزيف راتزنجير يركب الدراجة ويجوب شوارع مدينة ميونيخ الجميلة طولا وعرضا. وكان شغوفا بالعلم لا يشبع. وقد درس الفلسفة المثالية الألمانية التي تعتبر أعظم فلسفة في العصور الحديثة. ونقصد بها تلك الفلسفة التي أسسها كانط ثم تابعها من بعده بأشكال شتى فيخته، وشيلنغ، وهيغل، والشاعر الكبير هولدرلين، وسواهم.
وبالتالي فالرجل لم يحصر نفسه بالعلوم الدينية أو اللاهوتية، وإنما تجاوزها إلى البحوث العلمية والفلسفية. ولذلك أصبح لاحقا أكبر عالم وفيلسوف في تاريخ البابوية منذ أن كانت قد تأسست قبل ألفي سنة وحتى اليوم.
ولهذا السبب عينوه أستاذا لعلم اللاهوت في جامعة بون بين عامي 1963 - 1966، وأصبح بالتالي أصغر أستاذ جامعي من حيث سنه أو عمره في كل أنحاء ألمانيا. وابتدأت شهرته تصعد وتكبر شيئا فشيئا.
ثم أصبح أستاذ علم اللاهوت في كلية توبنجين بين عامي 1966 - 1969، وهي الكلية التي خرجت سابقا الثلاثي العبقري الشهير: هيغل، شيلنغ، هولدرلين. ومن كان عميد الكلية آنذاك؟ إنه العالم اللاهوتي المجدد الكبير هانز كونغ الذي ذكرناه آنفا. ومعلوم أنه اختلف معه لاحقا واتهمه بالرجعية، وحذر من انتخابه بابا في روما. ولكن يبدو أنه غير رأيه فيما بعد وتصالح معه بعد أن زاره في مكتبه بالفاتيكان. والواقع أن هانز كونغ من كبار المجددين في العلوم اللاهوتية المسيحية. هذا في حين أن جوزيف راتزنجير أصبح محافظا جدا بعد أن كان تقدميا من الناحية الدينية والعقائدية.
نعم.. لقد كان جوزيف راتزنجير تقدميا ومجددا أثناء انعقاد المجمع الكنسي المشهور باسم الفاتيكان الثاني بين عامي 1962 - 1965، وقد دعا آنذاك إلى تجديد العقيدة المسيحية لكي تساير العصر وتتصالح مع الحداثة. وأيد القرارات اللاهوتية الانفتاحية الجريئة التي اتخذها هذا المجمع الشهير. ولكنه فيما بعد تراجع عن خط التجديد بعد أن رأى اللاهوتيين الألمان يقتربون من الماركسية ويعتنقون الأفكار اليسارية. وعندئذ خاف على العقيدة المسيحية وأصبح أكثر تحفظا أو محافظة، إن لم نقل رجعية.
وفي عام 1969 عينوه أستاذا لتاريخ العقائد في جامعة راتسبونغ التي ألقى فيها محاضرته الشهيرة عام 2006 وأثارت عليه نقمة العالم الإسلامي كله. ومعلوم أنها تركت جرحا لا يندمل. ولكنه في ذلك الوقت، أي قبل سبعة وثلاثين عاما، كان مجرد أستاذ لتاريخ العقائد في تلك الجامعة. لا ريب في أنه محق بإدانة العنف الذي ترتكبه الجماعات المتطرفة باسم الله أو الدين. ولكن هذا العنف اللاهوتي غير محصور بدين واحد كما أوهم، وإنما هو موجود في جميع الأديان، وإن في فترات متفاوتة من تاريخها. ومذهبه البابوي الكاثوليكي كان مشهورا بارتكاب العنف والقمع باسم الدين إبان القرون الوسطى ومحاكم التفتيش وملاحقة العلماء والمفكرين. فلماذا نسي ذلك كله فجأة؟ أين الموضوعية في البحث وهو العالم الكبير؟ ثم ما معنى قوله بأن المسيحية متصالحة مع الفلسفة والعقل على عكس الإسلام؟ هذا كلام ديماغوجي لا يصمد أمام الامتحان على الإطلاق؛ فالمسيحية، وبالأخص مذهبه الكاثوليكي البابوي، كانت من ألد أعداء العقل والعلم طيلة قرون وقرون. وإلا فلماذا حاكموا غاليليو وقطعوا لسان جيوردانو برينو وأرعبوا معظم مفكري الغرب على مدار عدة قرون؟ لا ريب في أن الكاثوليكية تصالحت مع العلم والعصر مؤخرا بعد الفاتيكان الثاني. وهي تشكر على ذلك، ولكن ماذا فعلت قبل ذلك؟ ثم كيف نسي أن الإسلام هو الذي حمل إلى أوروبا مشعل النور والحضارة وساهم في نهضتها؟ عيب عليه وهو العالم الكبير أن يتناسى كل ذلك أو يطمسه.
على أي حال فإنه التقى عام 1977 كارول وايتاولا الذي سيصبح بابا روما بعد عام واحد فقط تحت اسم يوحنا بولس الثاني. وكان لقاء ناجحا وموفقا. والواقع أنهما كان يعرف بعضهما بعضا عن طريق المراسلة منذ زمن طويل. وكان يجمع بينهما حب الفلسفة والعلوم اللاهوتية. ولذلك عينه يوحنا بولس الثاني عام 1981 المسؤول الأعلى عن شؤون العقيدة المسيحية في الفاتيكان.
وكانت شهرته قد طبقت الآفاق بصفته عالما لاهوتيا من أعلى طراز، ولكن المجددين خشوا من نزعته المحافظة، بل اتهمه البعض بأنه يريد أن يعيد محاكم التفتيش إلى سابق عهدها! والواقع أنه فصل الكثير من الأساتذة المجددين من مناصبهم الجامعية بعد أن اتهمهم بالانحراف عن نهج العقيدة القويمة المستقيمة (أي ما يدعى في المصطلح اللاهوتي بالأرثوذكسية العقائدية). ولذلك أصبح الكثيرون يخشونه ويهابونه ويكرهونه في الوقت ذاته.
ولكن لم يكن أحد يشك في أهميته كفيلسوف وكعالم لاهوت لا يشق له غبار. والواقع أن سبب تشدده يعود إلى خوفه من الحضارة الحديثة التي أغرقت في الماديات والشهوات، ومعه الحق في ذلك من هذه الناحية. انظروا التطبيل والتزمير لزواج الشواذ في أوروبا، واعتبار ذلك قمة الحضارة والرقي والتقدم! بل ليس حقهم في الزواج فقط، وإنما في تبني الأطفال. وهكذا يصبح الطفل عائشا بين رجلين بدلا من أن يعيش بشكل طبيعي بين رجل وامرأة، أو أم وأب. ولذا فهو يحاول أن يقنع الأوروبيين بالعودة إلى القيم الدينية والروحية وعدم اختزال الحياة في مجرد متع حسية وشهوات لا تشبع ولا تنتهي.
باختصار فإنه يريد أن يعيد الشعوب الأوروبية إلى المسيحية بعد أن خرجت منها أو تخلت عنها على أثر فويرباخ وماركس ونيتشه وفرويد وعموم الثورات الفكرية والسياسية الحديثة. فهل سينجح في ذلك يا ترى؟
الأمر مشكوك فيه؛ نظرا إلى انغماس الأوروبيين في حياة الحداثة وعدم رغبتهم في العودة إلى الدين من جديد. ولكن لا أحد يعلم ما الذي سيحدث في مستقبل الأيام، فربما شبعت البشرية الأوروبية من الشهوات المادية وعادت إلى الروحانيات من جديد.



ماجد آل حسنة يحصد جائزتَي «شخصية العام» من «جائزة مُلهِم الدولية 2025»

المستشار ماجد بن أحمد آل حسنة (الشرق الأوسط)
المستشار ماجد بن أحمد آل حسنة (الشرق الأوسط)
TT

ماجد آل حسنة يحصد جائزتَي «شخصية العام» من «جائزة مُلهِم الدولية 2025»

المستشار ماجد بن أحمد آل حسنة (الشرق الأوسط)
المستشار ماجد بن أحمد آل حسنة (الشرق الأوسط)

حصل المستشار ماجد بن أحمد آل حسنة، خبير الاتصال المؤسسي والبروتوكول الدولي، على جائزتين ونوط الاستحقاق من الدرجة الأولى ضمن «جائزة مُلهِم الدولية» (Globe Magnitude Award) لعام 2025، تقديراً لمسيرته القيادية وإسهاماته المؤثرة في مجالات المراسم والبروتوكول الدولي، والقيادة والإبداع.

وجاء تتويج آل حسنة بـ«جائزة شخصية العام في المراسم والبروتوكول الدولي» و«جائزة شخصية العام في القيادة والإبداع» ضمن «جائزة مُلهِم الدولية».

ويأتي هذا التكريم تتويجاً لمسيرة مهنية حافلة امتدت لسنوات من العمل القيادي في قطاع العلاقات العامة والاتصال المؤسسي؛ إذ أسهم في بناء وتطوير استراتيجيات اتصال فعّالة، وقاد حملات إعلامية ناجحة لعدد من المؤتمرات والمعارض الدولية، إضافة إلى إشرافه على تطوير أدوار الإعلام وعلاقات المستثمرين في قطاع الاستثمار السياحي، وتقلّده مناصب قيادية في جهات وطنية بارزة.

وخلال كلمته في حفل التتويج، عبّر آل حسنة عن اعتزازه بهذا التكريم، مؤكداً أنه لا يراه إنجازاً شخصياً بقدر ما يعدّه امتداداً لدعم وطنٍ علّم أبناءه أن القيادة مسؤولية، وأن الأثر رسالة. وأهدى هذا التكريم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وإلى الشعب السعودي الكريم.

وآل حسنة هو من الأسماء العربية المؤثرة في مجال البروتوكول والاتصال، وهو الرئيس المؤسس لمجموعة العلاقات العامة والإعلام الخليجية، كما عُرف بإسهاماته الفكرية من خلال مقالاته المنشورة ومؤلفاته التي قدّمت رؤى مهنية ملهمة، أسهمت في رفع مستوى الوعي وتعزيز الممارسات الاحترافية في هذا المجال.

وأقيمت فعاليات «جائزة مُلهِم الدولية» خلال يومَي 12 و13 ديسمبر (كانون الأول) 2025 في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة نخبة من القادة وصنّاع التأثير من مختلف الدول العربية والدولية.


5 أطعمة ومشروبات تضاعف مستويات القلق

الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)
الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)
TT

5 أطعمة ومشروبات تضاعف مستويات القلق

الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)
الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)

قد تعتقد أن التوتر يأتي فقط من ضغوط العمل أو المشكلات اليومية والعلاقات المتعبة، ولكن خبراء التغذية يحذِّرون من أن بعض الأطعمة والمشروبات الشائعة يمكن أن ترفع مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، وتجعلك تشعر بالتوتر والقلق دون أن تدرك السبب الحقيقي.

وحسب خبراء التغذية، فإن ما نأكله ونشربه يومياً يلعب دوراً مباشراً في تحفيز استجابة الجسم للتوتر، عبر التأثير على سكر الدم والجهاز العصبي ومحور «الدماغ- الأمعاء»، وفق مجلة «Real Simple» الأميركية. ويسلط الخبراء الضوء على أبرز هذه الأطعمة والمشروبات، مع بدائل مقترحة أكثر صحة:

الوجبات الخفيفة المالحة

وتشمل رقائق البطاطس، والمقرمشات المُنكَّهة، والوجبات المجمدة، والمنتجات المالحة طويلة الصلاحية. ويشير خبراء التغذية إلى أن هذه الأطعمة غنية بالكربوهيدرات البسيطة والدهون المشبعة والصوديوم، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الالتهابات، واختلال توازن بكتيريا الأمعاء، وهو ما يرفع الكورتيزول، ويحفِّز إشارات التوتر في الدماغ.

البديل الأفضل: يمكن اختيار مقرمشات مصنوعة من مكونات طبيعية، مثل: اللوز، والبذور، والمكسرات النيئة، مع الحرص على الاعتدال، وربطها بالبروتين أو الألياف لتثبيت مستوى السكر في الدم.

مشروبات الطاقة

توفر مشروبات الطاقة دفعة سريعة من النشاط، ولكنها قد تسبب توتُّراً، ورعشة، وقلقاً، وأرقاً؛ فالكافيين المرتفع فيها يحفِّز الجهاز العصبي، ويرفع مستويات الكورتيزول والأدرينالين.

البديل الأفضل: الاكتفاء بكوب أو كوبين من القهوة يومياً، أو اختيار الشاي الأخضر الذي يحتوي على كافيين أقل ومادة «إل- ثيانين» المهدئة، مع تجنب الكافيين في المساء.

الحلوى المعلبة

يسبب الإفراط في تناول الحلوى والسكاكر ارتفاعاً سريعاً في سكر الدم، يليه هبوط مفاجئ، ما ينشِّط هرمونات التوتر، ويزيد الالتهابات في الجسم على المدى الطويل.

البديل الأفضل: الاعتدال في تناول الحلوى، واستبدال خيارات صحية بها، مثل: التوت المغطى بالشوكولاتة الداكنة، وشرائح التفاح مع زبدة الفول السوداني.

المشروبات الغازية المحلاة

تسبب المشروبات الغازية المحلاة تقلبات حادة في مستويات السكر بالدم، ما يؤدي إلى ارتفاع هرمون التوتر، وتقلب المزاج، وزيادة الشعور بالقلق والإرهاق عند الاستهلاك المتكرر.

البديل الأفضل: المياه الفوارة مع الفاكهة، والمشروبات الغنية بالبروبيوتيك، وشاي الأعشاب، والشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة.

مبيضات القهوة المحلاة

قد تبدو مبيضات القهوة المحلاة بسيطة وغير ضارة، ولكنها غالباً تحتوي على سكريات ومُحليات صناعية ترفع سكر الدم في الصباح، ما يؤدي إلى زيادة الكورتيزول وتهيج الجهاز الهضمي.

البديل الأفضل: استخدام الحليب الطبيعي أو حليب الشوفان، أو مبيضات قليلة السكر، مع قياس الكمية بدلاً من إضافتها عشوائياً.

ووفق خبراء التغذية، فإن تقليل هذه الأطعمة والمشروبات، واستبدال خيارات أكثر توازناً بها، قد يكون خطوة بسيطة لكنها فعالة في خفض مستويات التوتر، وتحسين المزاج والصحة العامة، دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في نمط الحياة.


طهران تنفي تدخلها في الشأن اللبناني وبيروت تؤكد بالأدلة والقرائن

الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً في شهر فبراير الماضي وفداً إيرانياً يضم رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي والسفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً في شهر فبراير الماضي وفداً إيرانياً يضم رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي والسفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني (الرئاسة اللبنانية)
TT

طهران تنفي تدخلها في الشأن اللبناني وبيروت تؤكد بالأدلة والقرائن

الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً في شهر فبراير الماضي وفداً إيرانياً يضم رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي والسفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً في شهر فبراير الماضي وفداً إيرانياً يضم رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي والسفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني (الرئاسة اللبنانية)

تدخل العلاقات اللبنانية - الإيرانية في مرحلة دقيقة للغاية، وتقف الآن في منتصف الطريق بين تنقيتها من الشوائب وتفلتها من الضوابط، وما يترتب عليها من انعكاسات سلبية لا يمكن تطويقها بتبادل الزيارات بين وزير الخارجية اللبنانية يوسف رجي، ونظيره الإيراني عباس عراقجي، لأنها لن تقدّم أو تؤخّر، كما قال مصدر سياسي بارز لـ«الشرق الأوسط»، ما لم تحسم القيادة الإيرانية أمرها وتقرر فعلاً وقف تدخلها في الشأن اللبناني، رغم أن موفديها إلى بيروت ينفون تدخلها، في مقابل تأكيد جهات رسمية بأن لديها من الأدلة والقرائن ما يثبت عكس ما يدّعيه موفدو طهران.

عينة من التدخل

ولم يكن أمام المصدر السياسي سوى تعداد عينات من التدخل الإيراني؛ أولاها زيارات الموفدين، ومعظمهم يحضرون من دون توجيه دعوات رسمية لهم، ويكتفون بإعلام الجانب اللبناني بموعد وصولهم إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أو بقدومهم براً من دمشق قبل سقوط نظام بشار الأسد، مؤكداً أن معظم لقاءاتهم الرسمية تبقى في سياق توفير الغطاء السياسي لتبرير اجتماعاتهم بقيادة «حزب الله» وحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، وعدد من القوى السياسية والنواب المنتمين إلى محور الممانعة، قبل أن تقرر غالبيتهم التخلف عن تلبية دعواتهم تأكيداً لمعارضتهم إسناده لغزة، وتأييداً لحصرية السلاح.

وسأل المصدر: من يحمل من الموفدين الإيرانيين إلى لبنان كلمة السر مع تعدد الوفود، وبالأخص تلك التي ترأسها تباعاً أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، ووزير الخارجية عراقجي، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف الذي أقحم نفسه في اشتباك سياسي بدعوته للتواصل مع باريس لتطبيق الـ1701، كاشفاً عن موافقتهم إعلامياً على عدم التدخل في الشأن اللبناني، لكن بعضهم سرعان ما يتراجع عن التزاماته؟

علي أكبر ولايتي (أرشيفية - رويترز)

كما سأل: كيف يسمح هؤلاء بلقاء «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، فيما لا تبديان تجاوباً مع إصرار الحكومة على جمع السلاح الفلسطيني بداخل المخيمات تطبيقاً لحصريته بيد الدولة؟ وأين يقف الموفدون الإيرانيون من تحريضهم للحزب بعدم التجاوب مع خطة الحكومة لجمع السلاح؟

وتوقف المصدر أمام قول مستشار المرشد الإيراني الوزير السابق علي أكبر ولايتي، إن «(حزب الله) بالنسبة للبنانيين أهم من الخبز والماء»، وإن سلاحه هو حاجة لتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. وقال إن تعهدهم أمام الرؤساء بعدم التدخل سرعان ما يتهاوى، وإلا ما التفسير الإيراني لمقتل هذا العدد من الخبراء العسكريين أثناء وجودهم إلى جانب معظم أبرز قيادات الحزب الذين اغتالتهم إسرائيل؟ وهل وجودهم ما هو إلا وليد صدفة؟ ولماذا تمتنع طهران عن تأييدها لخطة الحكومة الخاصة بحصرية السلاح، فيما كانت وراء تزويده بأسلحة ثقيلة منها الصواريخ الباليستية؟

أزمة صامتة

وبصرف النظر عن الرد الذي اعتمده الوزير رجي حيال الدعوة التي تلقاها من الوزير عراقجي لزيارة طهران، للبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفضيله بأن يُعقد اللقاء في دولة محايدة، فإن رده، كما قال المصدر السياسي، لا يحد من الأزمة الصامتة التي تطغى على المسار العام للعلاقة من جراء إصرار القيادة الإيرانية على التدخل في الشأن اللبناني، أكان مباشرة أو من خلال حليفها «حزب الله» الذي يتعاطى مع المفاوضات الجارية عبر لجنة «الميكانيزم» لوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل برعاية خاصة من الولايات المتحدة الأميركية، من زاوية ربطها بإعادة التواصل بين واشنطن وطهران.

أرشيفية لوزير الخارجية اللبناني يوسف رجي وهو يستقبل نظيره الإيراني عباس عراقجي ببيروت في يونيو 2025 (إرنا)

وبكلام آخر، فإن الحزب يضع موقفه النهائي من المفاوضات، تسهيلاً أو اعتراضاً، بتصرف القيادة الإيرانية لتحسين شروطها في مفاوضاتها مع الإدارة الأميركية، في حال أبدت تجاوباً حيال إلحاح طهران على استئنافها، رغم أنها ما زالت متعثرة بعدم تجاوبها مع الوسطاء، وإصرارها على تقليص النفوذ الإيراني في لبنان.

فإيران تصر على استخدام لبنان، وبحسب المصدر السياسي، منصة لتوجيه الرسائل، تحديداً للولايات المتحدة لتأكيد حضورها في الإقليم، تعويضاً عن الضربات القاسية التي أُلحقت بمحور الممانعة بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وإخفاق الحزب في إسناده لغزة، وبينهما الضربات التي وجّهت لجماعة الحوثي في اليمن وصولاً إلى العمق الإيراني.

وفي هذا السياق، لفت المصدر إلى أن التوتر السياسي هو الغالب حتى الساعة، على أداء القيادة الإيرانية في المنطقة؛ ومنها لبنان، وهذا ما انعكس على الخطاب الأخير لأمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، بدعوته لوقف المفاوضات التي تتولاها «الميكانيزم»، بذريعة أن لا جدوى منها من جهة، وإصراره من جهة ثانية على التمسك بسلاحه ورفضه كل الدعوات لنزعه تحقيقاً لهدف إسرائيل والولايات المتحدة.

وأكد المصدر أن قاسم برفع سقوفه السياسية، يعكس حالة من القلق والتوتر الإيراني حيال ما يمكن أن تؤول إليه التطورات المتسارعة في المنطقة بغياب التفاوض مع واشنطن، وقال إن تصعيده يبقى محصوراً بإطلاق مواقف من العيار الثقيل من دون أن تصرف ميدانياً على الأرض، التزاماً منه بوقف النار، بعد أن أدى إسناد الحزب لغزة لإحداث خلل في ميزان القوى بافتقاده لتوازن الردع وقواعد الاشتباك مع إسرائيل، وإصراره لمراعاة المزاج الشيعي العام.

أين التزام الحزب؟

وتوقف المصدر نفسه أمام إصرار قاسم على ربط مصير سلاحه بالتوافق على الاستراتيجية الدفاعية للبنان، مع أن دعوته لوقف المفاوضات تشكل، من وجهة نظر الحكومة، انقلاباً على موقفه بتأييده للبنود الواردة في اتفاق وقف الأعمال العدائية.

وسأل عن مصير الحوار الذي بدأ بين الرئيس عون و«حزب الله» ممثلاً برئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. وأين يقف الحزب في ضوء رد عون على قول مجموعة من نوابه إنه أعطى التزاماً قبل جلسة انتخابه رئيساً بموضوع الاستراتيجية الدفاعية، ولا يتضمن إشارة إلى سحب سلاحه؟ كما سأل: لماذا لم ينشر الحزب هذا الالتزام في الوقت المناسب إذا كان موجوداً، وبحسب عون، وموقّعاً منه؟ «فلينشروه الآن».

فقاسم تحاشى في خطابه الأخير الرد على عون، وعلى الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، على خلفية قوله «إنه ممثل إيران في لبنان». وربما يكمن السبب في أنه لا يود الدخول في سجال، مع أن الرد الرئاسي يطرح سؤالاً حول مصير الحوار، وهل كان نواب الحزب مضطرين لفتح سجال مع الرئيس عون؟ وما المانع من حصر طرحه في حوار عون - رعد، إلا إذا كان يمر حالياً ببرودة ناجمة عن تباين في مقاربتهما للمفاوضات، رغم أن عون كان ولا يزال يصر على طمأنة الحزب واستيعابه ورفضه الصدام معه، رغم أن ذلك شكل إحراجاً له أمام حزب «القوات اللبنانية» وآخرين.

فرصة إعادة النظر

لذلك لم يبدّل عون، كما يقول المصدر، موقفه بمنح الحزب فرصة ليعيد النظر في قراءته للوضع اللبناني من زاوية ما ترتب عليه من أكلاف ناجمة عن تفرّده بإسناده لغزة، انسجاماً مع موافقته على البيان الوزاري الذي نص على حصرية السلاح ودخوله على هذا الأساس في حكومة الرئيس نواف سلام ومشاركته فيها بوزيرين، بدلاً من أن يبقى موقفه عالقاً باعتماده التوقيت الإيراني لحسمه، لا اللبناني، الذي يتطلب منه وضع سلاحه بعهدة الدولة لاستقدام الضغوط الدولية على إسرائيل للانسحاب من الجنوب، واضعاً واشنطن أمام مسؤوليتها بإلزامها بوقف الأعمال العدائية، بعد أن أُسقطت ذرائعها للتفلت من التزاماتها.