تقرير دولي يهز الرياضة في روسيا وبوتين يفتح باب التحقيق

«وادا» تتهم موسكو بعمل ممنهج للتلاعب بالمنشطات

جانب من الحفل الختامي لدورة الألعاب الأولمبية التي اقيمت في سوتشي مطلع 2014 (أ.ف.ب)
جانب من الحفل الختامي لدورة الألعاب الأولمبية التي اقيمت في سوتشي مطلع 2014 (أ.ف.ب)
TT

تقرير دولي يهز الرياضة في روسيا وبوتين يفتح باب التحقيق

جانب من الحفل الختامي لدورة الألعاب الأولمبية التي اقيمت في سوتشي مطلع 2014 (أ.ف.ب)
جانب من الحفل الختامي لدورة الألعاب الأولمبية التي اقيمت في سوتشي مطلع 2014 (أ.ف.ب)

فجر تقرير للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) أمس أزمة رياضية في روسيا الاتحادية، إذ اتهم فيه الحكومة الروسية بالإشراف على برنامج ممنهج للتلاعب بنظام المنشطات في الرياضة، ومن ضمنها دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي مطلع 2014.
وفي أول رد فعل أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن المسؤولين الواردة أسماؤهم في تقرير الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «وادا»، والمتهمين بالتمكين من تعاطي المنشطات على نطاق واسع، سيتم وقفهم عن العمل أثناء فترة التحقيق.
ودون أن يذكر بالتحديد هوية هؤلاء المسؤولين قال بوتين: «المسؤولون الواردة أسماؤهم في تقرير اللجنة كجناة صريحين سيتم وقفهم عن العمل بشكل مؤقت لحين الانتهاء الكامل من التحقيق».
وأوضح الرئيس الروسي قائلاً: «لكن لكي يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن مدى المسؤولية القانونية للمسؤولين نحن نطلب من لجنة (وادا) تقديم معلومات كاملة وموضوعية بصورة أكبر تكون مبنية على حقائق لدراستها من قبل سلطات إنفاذ القانون الروسية أثناء التحقيق».
كانت «وادا» ذكرت في وقت سابق اليوم أنها اكتشفت وجود نظام للغش تديره الدولة في روسيا، حيث كان يتم العبث بعينات المنشطات وتحويل الإيجابية منها إلى سلبية من قبل مختبرات تحليل المنشطات في موسكو.
وكشف التقرير الذي أعده البروفسور الكندي ريتشارد مكالارين أن نظام المنشطات كان تحت إشراف وتنظيم وزارة الرياضة الروسية مع «مشاركة ومساعدة فعالة» لجهاز الاستخبارات الروسية ومجلس الأمن الاتحادي الروسي.
كما أكد التقرير أن عينات إيجابية لفحوصات المنشطات تتعلق ببطولة العالم لألعاب القوى التي أجريت في موسكو عام 2013 قد تم استبدالها قبل وصولها إلى الاتحاد الدولي لفحصها.
وكتب مكالارين: «في نهاية بطولة العالم بموسكو، فإن مختبر (موسكو) استبدل عينات إيجابية للبول قبل أن يتم إرسالها إلى مختبر آخر»، حسب تعليمات الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
وأعد مكالارين تقريره بناء على طلب الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) بعد اتهامات أطلقها المدير السابق للوكالة الروسية لمكافحة المنشطات غريغوري رودتشنكوف حول تنشط منظم في روسيا.
وأعلن الكرملين في بيان له على موقعه على شبكة الإنترنت: «سيتم إيقاف جميع المسؤولين الذين وردت أسماؤهم في التقرير مباشرة وبشكل مؤقت من مناصبهم حتى يتم الانتهاء من التحقيق بشكل كامل».
وأكد الكرملين أيضا أن الاتهامات تستند فقط إلى أقوال «شخص واحد سمعته سيئة».
كما أدان الكرملين التدخل «الخطير» للسياسة في الرياضة، بعد أن طالبت أكثر من دولة بإبعاد رياضيي روسيا بشكل كامل عن دورة الألعاب الأولمبية في ريو من 5 إلى 21 أغسطس (آب) المقبل.
وأوضح في هذا الصدد: «نشهد اليوم تكرارًا خطيرًا من التدخل السياسي في الرياضة. نعم، إن شكل هذا التدخل قد تغير، ولكن الهدف هو نفسه: جعل الرياضة أداة للضغط الجيوسياسي».
ومضى الكرملين: «إن الأحداث الأخيرة والجو المقلق الذي يحوم حول الرياضة الدولية والحركة الأولمبية يُذّكر عن غير قصد بأوائل عام 1980»، في إشارة إلى مقاطعة الغرب لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في موسكو في ذلك العام.
وقاطع عدد من الدول في طليعتها الولايات المتحدة الأميركية أولمبياد موسكو 1980 احتجاجًا على الغزو السوفياتي في ذلك الحين لأفغانستان، ثم قاطعت البلدان الاشتراكية أولمبياد لوس أنجليس 1984. واعتبر الكرملين أن «الحركة الأولمبية التي تلعب دورًا موحدًا ضخمًا للبشرية يمكن أن تصبح مرة جديدة على مشارف الانقسام».
وأشار إلى أن جميع الرياضيين الروس «خضعوا في الأشهر الستة الماضية إلى فحوصات للمنشطات بناء على طلب (وادا)، وتحت إشراف الوكالة البريطانية لمكافحة المنشطات في مختبرات خارجية».
وارتفعت الأصوات المطالبة باستبعاد روسيا بشكل كامل عن الألعاب الأولمبية وليس فقط رياضيي ألعاب القوى، بعد قرار إيقافهم سابقًا من الاتحاد الدولي للعبة بسبب فضيحة المنشطات أيضا.
وطالب رئيس وادا كريغ ريدي روسيا بطرد المسؤولين المتورطين بفضيحة الفساد بعد تقرير مكالارين بقوله: «إن تقرير مكالارين يؤكد، على الأقل، أنه لا يمكن إعادة اعتماد الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات طالما أن جميع المسؤولين في وزارة الرياضة والوكالات الحكومية الأخرى المتورطين حسب التقرير لم يغادروا مناصبهم». كما أدان رئيس الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات ترافيس تيغارت الفساد غير المسبوق في الرياضة الروسية.
وكانت الوكالة الأميركية مع نظيرتها الكندية أول من بدأ حملة منذ السبت الماضي لإبعاد روسيا عن ألعاب ريو.
وطالبت اللجنة الأولمبية الألمانية بدورها بفرض عقوبات على روسيا قد تصل إلى حرمان الرياضيين الروس من المشاركة في أولمبياد ريو.
وقال ألفونس هورمان رئيس اللجنة الأولمبية الألمانية: «من الضرورة بمكان أن نفرض عقوبات بحق المخالفين، من الممكن أن تصل إلى حد حرمان الرياضيين الروس من المشاركة في جميع الرياضات سواء الفردية أو الجماعية».
وأكد هورمان في معرض حديثه ضرورة إبعاد الرياضة عن آفة المنشطات «علينا معاقبة الأشخاص الذين يسيئون إلى عالم الرياضة»، معربًا في الوقت عينه عن رغبته بإرساء أسس صحيحة للرياضة الروسية. وسبق أن طالبت «وادا» بدورها بإقصاء الرياضيين الروس من المشاركة في جميع الأحداث الرياضية، بما في ذلك أولمبياد ريو بين 5 - 21 أغسطس (آب) المقبل.
وأشار مكالارين في تقريره بشكل خاص إلى تورط عدد من المسؤولين في مسألة تعاطي المنشطات أبرزهم وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو، والذي يشغل أيضا عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وكان موتكو ينفي باستمرار أي دور للحكومة الروسية في فضيحة المنشطات التي تواجهها بلاده منذ أشهر.
وكان رودتشنكوف كشف في مايو (أيار) الماضي أن العشرات من الرياضيين الروس، منهم 15 حصلوا على ميداليات أولمبية، استفادوا من نظام تنشط نظمته وأشرفت عليه روسيا وأجهزة مخابراتها في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي مطلع 2014.
ويأتي التقرير بعد إطلاق الولايات المتحدة وكندا حملة لإبعاد روسيا بشكل كامل عن الألعاب الأولمبية، وليس فقط رياضي ألعاب القوى، في حال أكد مكالارين ثبوت وجود منشطات أشرفت عليه الدولة الروسية.
واتخذ الاتحاد الدولي لألعاب القوى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قرارًا بإيقاف الرياضيين الروس وحرمانهم من المشاركة في البطولات الدولية، وسمح فقط لروسية واحدة بالمشاركة في المنافسات، وهي لاعبة الوثب الطويل داريا كليشينا التي تتدرب في الولايات المتحدة.
وتقدم 68 رياضيًا روسيًا بطلب إعادة النظر في إيقافهم في إطار فضيحة المنشطات في ألعاب القوى الروسية، لكن الاتحاد الدولي رفض جميع هذه الطلبات، وسمح لكليشينا، 25 عامًا، فقط بالمشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو.
ولجأ الرياضيون الـ68 إلى محكمة التحكيم الرياضي (كاس) التي ستعلن قرارها النهائي بشأن مشاركتهم في الألعاب من عدمها في الحادي والعشرين من الشهر الحالي.
من جهته علق ألكسندر جوكوف، رئيس اللجنة الأولمبية الروسية، على التقرير الصادر من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، قائلاً إنه لا يحمل قرارًا بفرض الحظر الشامل على مشاركة الرياضيين الروس في أولمبياد ريو 2016، وهذا أمر يدعو للتفاؤل.
لكن الوكالة الدولية دعت عقب إعلان نتائج التقرير أمس إلى إيقاف روسيا عن جميع الأحداث الرياضية الدولية، بما فيها الألعاب الأولمبية في ريو من 5 إلى 21 أغسطس المقبل.
واعتبر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، أمس، أن ما كشفه تقرير «وادا» بشأن قضية المنشطات الروسية «هجوم مروع وغير مسبوق» على الرياضة.
وقال باخ في بيان له: «إن النتائج التي توصل إليها التقرير تظهر هجومًا مروعًا وغير مسبوق على نزاهة الرياضة والألعاب الأولمبية، لذلك، فإن اللجنة الأولمبية الدولية لن تتردد باتخاذ أشد العقوبات المتاحة ضد أي فرد أو منظمة متورطة».
وأوضحت اللجنة الأولمبية الدولية أن التقرير المستقل لوادا سيدرس «بعناية» وأن «إجراءات مؤقتة وعقوبات» قد تتخذ عندما يعقد أعضاء اللجنة مؤتمرًا طارئًا اليوم.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.