موجز إعلامي

موجز إعلامي
TT

موجز إعلامي

موجز إعلامي

* افتتاحيات الصحف الأميركية تسعى لتسكين أحزان المكلومين
أورلاندو - «الشرق الأوسط»: في الشهر الماضي، وفي اليوم التالي لقيام مسلح بقتل 49 شخصًا في ملهى ليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا، نشرت صحيفة «أورلاندو سنتينال» على صفحتها الأولى افتتاحية بعنوان «مجتمعنا سيشفى».
وبعد 3 أيام من قيام قناصة بفتح النيران على رجال شرطة أسفر عن مصرع 5 منهم خلال مظاهرات بوسط مدينة دالاس، طالعتنا صحيفة «دالاس مورنينغ نيوز» بافتتاحية على صفحتها الأولى بعنوان «لقد تم اختبار هذه المدينة، مدينتنا من قبل.. والآن نواجه اختبارًا جديدًا»، وضمت الافتتاحية صورة لعين تذرف دمعة.
ومع استمرار موجات العنف في تمزيق المدن بجميع أنحاء البلاد، تستخدم الصحف افتتاحياتها أداة لمداواة المجتمعات التي ألم بها الحزن
* سوزانا ريد: «الناس يحبون المزاح.. وأنا أحب ذلك عندما يرد الناس على أسئلتنا»
لندن - «الشرق الأوسط»: عندما استيقظت البلاد على نتيجة الاستفتاء الأوروبي، كانت سوزانا ريد، مقدمة برنامج «صباح الخير يا بريطانيا» هي من طرحت على نيجيل فاراج السؤال الذي كان الملايين يبحثون له عن إجابة - هل كان أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيلتزمون بوعود الحملة المنادية بهذا الخروج، خصوصًا تلك المتعلقة بمبلغ 350 يورو من المدخرات التي من المفترض أن يتم توجيهها لصالح الخدمات الصحية؟ سألت ريد: «هل تستطيع أن تضمن أن هذا المبلغ سيذهب لوزارة الصحة»؟ رد فاراج قائلاً: «لا أستطيع أن أضمن هذا، وما كان لي أن أزعم هذا أبدًا».
صدم رده الكثيرين، بمن في ذلك بعض هؤلاء الذين، كما أشارت ريد، ربما صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بسبب ترويج الإعلانات المثيرة للجدل الصادرة عن الحملة الرسمية، لهذا الادعاء، الذي قال عنه فاراج، المنتسب لحملات أخرى نادت بالخروج، إنه كان «خطأ».
* غريتشن كارلسون تعترف على شاشة «فوكس نيوز» بعامها الخمسين
لوس أنجليس - «الشرق الأوسط»: في 21 يونيو (حزيران) الماضي، كرست غريتشن كارلسون الدقائق الختامية من برنامجها المسائي «القصة الحقيقية مع غريتشن كارلسون» على «فوكس نيوز»، لمناقشة لحظة مهمة، فقد بلغت عامها الخمسين في ذلك اليوم.
قالت وهي تضحك: «أعرف، أن الإعلاميين الذين يطلون عبر الشاشات لا يعترفون بسنهم الحقيقية بسهولة، لكن لأنه ليس بمقدورك أن تفعل شيئًا حيال هذا الأمر، فلعلك تقبل به وتكون راضيًا». وأضافت: «وهي لدي الكثير جدًا لأشعر بالامتنان حياله يا بني». بعد يومين تم استدعاؤها إلى اجتماع عقب البرنامج مع الرئيس التنفيذي لـ«فوكس نيوز» وإبلاغها بأنه لن يتم تجديد عقدها، بعد 11 عامًا من عملها مع المحطة. لم يستغرق الاجتماع سوى أكثر قليلاً من دقيقة واحدة، بحسب محاميتها، نانسي إيريكا سميث.
* الصين تشن حملة مشددة على التقارير الإخبارية المنتشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي
بكين - «الشرق الأوسط»: ما الشيء المشترك في موضوعات هذه التقارير الإخبارية الصينية؟
- انهيار المعايير الأخلاقية في القرى في شمال الصين.
- اعتداء بالحرق العمدي على حافلة في تشانغشا، عاصمة مقاطعة هونان.
- تفر فتاة من شنغهاي من عشاء في رأس السنة القمرية في منزل أسرة صديقها في الجنوب بسبب ظروف الحياة الصادمة.
قضت هيئة «إدارة الفضاء الإلكتروني» القوية في الصين، التي مهمتها مراقبة المعلومات على الإنترنت وحجب بعض المواقع (بما في ذلك موقع صحيفة نيويورك تايمز)، بأن كل تلك التقارير مستندة إلى معلومات كاذبة مستمدة من منصات التواصل الاجتماعي. ووردت التقارير ضمن إعلان للهيئة نشر يوم الأحد كأمثلة لتبرير القرار الجديد.



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.