«انقلاب أنقرة» يرفع النفط والذهب.. وتوقعات بالتصحيح

«انقلاب أنقرة» يرفع النفط والذهب.. وتوقعات بالتصحيح
TT

«انقلاب أنقرة» يرفع النفط والذهب.. وتوقعات بالتصحيح

«انقلاب أنقرة» يرفع النفط والذهب.. وتوقعات بالتصحيح

تخطى النفط عتبة 48 دولارًا بعد فترة من التحرك عند مستويات أقل، وذلك بدعم من الأنباء الأولية عن الانقلاب العسكري في تركيا، قبل أن يثبت فشله في تولي زمام الأمور، وعودة الحكومة والرئيس المنتخب. كما صعد المعدن الأصفر النفيس بعد تلك الأنباء، إذ يعتبر الذهب الملاذ الآمن للمستثمرين، وعادة ما يلجأون إليه وقت الأزمات.
وبعد زوال أسباب الأزمة، فإنه من المتوقع أن يحدث تصحيح طفيف اليوم، مع الأخذ في الاعتبار الإجراءات التي ستتخذها الحكومة التركية لبسط نفوذها كاملاً، فيما حذرت أمس السبت من إمكانية تكرار محاولات الانقلاب مرة أخرى.
ووصلت مكاسب أسعار النفط إلى أكثر من 1 في المائة في التعاملات اللاحقة على التسوية يوم الجمعة، وارتفعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 71 سنتًا أو 50.1 في المائة إلى 08.48 دولار للبرميل بعد أن كانت سجلت 61.47 دولار عند التسوية. وصعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 60 سنتا أو 31.1 في المائة إلى 28.46 دولار للبرميل من 95.45 دولار عند التسوية.
كما ارتد الذهب عن خسائره وصعد في أواخر التعاملات في سوق نيويورك يوم الجمعة، وصعد في المعاملات الفورية 22.0 في المائة إلى 45.1337 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن كان هبط في وقت سابق إلى 15.1322 دولار. وقفز نحو 10 دولارات للأوقية مع أوائل محاولات الانقلاب في تركيا.
وتتجه أنظار المستثمرين إلى الملاذات الآمنة وقت ضبابية الرؤى الاقتصادية، والابتعاد عن الأدوات عالية المخاطر مثل الأسهم؛ وهو ما ظهر في ارتفاع الذهب رغم اتجاهه النزولي قبل أنباء الانقلاب العسكري، بينما صعود النفط جاء نتيجة أهمية الموقع الاستراتيجي التركي في نقل الشاحنات والغاز للاتحاد الأوروبي.
لكن لجوء المستثمرين للنفط، قابله بيانات أميركية قللت من معنوياتهم نحو الشراء، وذلك بعد إعلان منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة، حفارات للأسبوع الثالث على التوالي.
وزاد منتجو النفط الأميركيين عدد منصات الحفر في الوقت الذي يعزز فيه بعض المنتجين إنفاقهم ونشاطهم للاستفادة من أسعار أعلى في المستقبل على الرغم من هبوط أسعار الخام مؤخرًا. وقالت تقرير لشركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، إن المنتجين أضافوا ست منصات نفطية في الأسبوع المنتهي في 15 يوليو (تموز) ليصل إجمالي عدد المنصات إلى 357 مقارنة مع 638 منصة قبل عام.
ومنذ أوائل يونيو (حزيران) بعدما تجاوزت أسعار الخام حاجز 50 دولارا للبرميل بلغ صافي عدد المنصات الحفر التي أضافها المنتجون 32 منصة في أكبر زيادة خلال فترة تسعة أسابيع منذ يوليو - أغسطس (آب) 2015 عندما بلغ صافي عدد المنصات التي أضافها المنتجون 35 منصة.
وحدثت الزيادة في يوليو - أغسطس العام الماضي بعدما ارتفع النفط إلى 60 دولارًا للبرميل في مايو (أيار) - يونيو 2015.
وكان عدد المنصات الحفر النفطية تقلص بعدما سجل ذروة بلغت 1609 منصات في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 وسط أكبر وتيرة هبوط في الأسعار في نحو 30 عامًا لكن محللين ومنتجين يقولون: إن سعر 50 دولارًا لبرميل النفط سيشجع على العودة إلى الإنتاج.
وعززت بيانات من الولايات المتحدة والصين أكبر مستهلكين للطاقة في العالم آفاق الطلب على الخام في آخر تعاملات الأسبوع. غير أن المخاوف من أن يؤدي استمرار التخمة في المعروض من الخام والمنتجات المكررة إلى عرقلة تعافي الأسعار كبحت المكاسب.
وزادت مبيعات التجزئة الأميركية أكثر من المتوقع في يونيو حيث اتجه الأميركيون إلى شراء السيارات وسلع أخرى بما عزز التوقعات بأن النمو الاقتصادي زاد في الربع الثاني.
وارتفع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة العام الماضي بفضل مبيعات السيارات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود بعد هبوط أسعار النفط.
وسجلت الصين نموًا اقتصاديا بلغ 7.6 في المائة في الربع الثاني بما يزيد قليلا عن توقعات السوق ويعكس جهود الحكومة الرامية إلى دعم استقرار النمو.



أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف متزايدة من تعطل الإمدادات

ضباط تفتيش الهجرة يرتدون بدلات واقية يتفقدون ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين (أرشيفية - رويترز)
ضباط تفتيش الهجرة يرتدون بدلات واقية يتفقدون ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين (أرشيفية - رويترز)
TT

أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف متزايدة من تعطل الإمدادات

ضباط تفتيش الهجرة يرتدون بدلات واقية يتفقدون ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين (أرشيفية - رويترز)
ضباط تفتيش الهجرة يرتدون بدلات واقية يتفقدون ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين (أرشيفية - رويترز)

عكست أسعار النفط الانخفاضات المبكرة، يوم الثلاثاء، مدعومةً بمخاوف من تقلص الإمدادات الروسية والإيرانية في مواجهة العقوبات الغربية المتصاعدة.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 60 سنتاً أو 0.79 في المائة إلى 76.90 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.22 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 50 سنتاً أو 0.68 في المائة إلى 74.06 دولار.

وقال المحلل لدى «يو بي إس»، جيوفاني ستونوفو، إن المتعاملين في السوق بدأوا على ما يبدو في تسعير بعض مخاطر تعطل الإمدادات الصغيرة على صادرات الخام الإيراني إلى الصين.

وقد تُرجم القلق بشأن العقوبات التي تحد من المعروض إلى زيادة الطلب على نفط الشرق الأوسط، وهو ما انعكس في ارتفاع أسعار النفط السعودي لشهر فبراير (شباط) إلى آسيا، وهي أول زيادة من نوعها في ثلاثة أشهر.

وفي الصين، أصدرت مجموعة «مواني شاندونغ بورت غروب»، يوم الاثنين، إشعاراً بحظر سفن النفط الخاضعة للعقوبات الأميركية من شبكة موانيها، حسبما قال ثلاثة تجار، مما قد يقيّد السفن المدرجة في القائمة السوداء من محطات الطاقة الرئيسية على الساحل الشرقي للصين.

وتشرف مجموعة «مواني شاندونغ» على موانٍ كبيرة على الساحل الشرقي للصين، بما في ذلك تشينغداو وريزهاو ويانتاي، وهي محطات رئيسية لاستيراد النفط الخاضع للعقوبات.

وفي الوقت نفسه، أدى الطقس البارد في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تعزيز الطلب على زيت التدفئة، على الرغم من أن مكاسب أسعار النفط حدت منها البيانات الاقتصادية العالمية.

وتسارع التضخم في منطقة اليورو في ديسمبر (كانون الأول)، وهو أمر غير مرحب به لكنه متوقع، ومن غير المرجح أن يعرقل المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي.

وقال المحلل في «بانمور ليبروم» آشلي كيلتي: «أثار ارتفاع التضخم في ألمانيا اقتراحات بأن البنك المركزي الأوروبي قد لا يكون قادراً على خفض أسعار الفائدة بالسرعة المأمولة في جميع أنحاء منطقة اليورو».

وقال رئيس قسم الأبحاث في مجموعة «أونيكس كابيتال غروب»، هاري تشيلينغويريان، إن المؤشرات الفنية للعقود الآجلة للنفط تقع الآن في منطقة ذروة الشراء، ويحرص البائعون على التدخل مرة أخرى للاستفادة من القوة، مما يخفف من ارتفاع الأسعار الإضافي.

وينتظر المتعاملون في السوق المزيد من البيانات هذا الأسبوع، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية الأميركية لشهر ديسمبر (كانون الأول) يوم الجمعة، للحصول على أدلة حول سياسة أسعار الفائدة الأميركية وتوقعات الطلب على النفط.