صالونات التجميل ترد على منعها تقديم الخدمات الصحية برفع الأسعار 30 في المائة

بعد التزام الغالبية بقرار الداخلية إغلاق مراكز التدليك والحمامات

أحد الصالونات النسائية التي قلص القرار الجديد من عدد زبائنها ومداخيلها الشهرية («الشرق الأوسط»)
أحد الصالونات النسائية التي قلص القرار الجديد من عدد زبائنها ومداخيلها الشهرية («الشرق الأوسط»)
TT

صالونات التجميل ترد على منعها تقديم الخدمات الصحية برفع الأسعار 30 في المائة

أحد الصالونات النسائية التي قلص القرار الجديد من عدد زبائنها ومداخيلها الشهرية («الشرق الأوسط»)
أحد الصالونات النسائية التي قلص القرار الجديد من عدد زبائنها ومداخيلها الشهرية («الشرق الأوسط»)

سجلت صالونات التجميل بالعاصمة السعودية الرياض حالة من ارتفاع أسعار تقديم الخدمات بما يتراوح بين 20 و30 في المائة. وبناء على زيارة ميدانية رصدت فيها «الشرق الأوسط» أوضاع صالونات التجميل النسائية، لوحظ التزام الغالبية بعدم تقديم الخدمات الصحية التي أقرتها توصيات وزارة الداخلية في مارس (آذار) الماضي، بإغلاق مراكز التدليك والحمامات التي تعمل بترخيص «مشغل نسائي»، وحصرها على المراكز والصالات الرياضية المرخصة وفق ضوابط معينة.
وأفضت دراسة سابقة، أعدها كرسي أبحاث المرأة السعودية ودورها في تنمية المجتمع بجامعة الملك سعود في الرياض، بالتعاون مع اللجنة الوطنية النسائية بمجلس الغرف السعودية، نشرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى غياب التصنيف بين المشاغل التي تمارس مهنة التجميل، مما جعل هناك تباينا واضحا بين مستويات الخدمات المقدمة في مقابل الأسعار والاستغلال، إلى جانب ازدياد الاهتمام بالقضايا الصحية والبيئية، وزيادة الطلب على خدمات هذه المراكز، من خمس سنوات وحتى العام الحالي، بنمو سنوي يقدر بـ15 في المائة، أغلبه تركز في منطقة الرياض.
وتعتبر دراسة «تنظيم النشاط الاقتصادي للمرأة في مراكز التجميل بالسعودية» أول دراسة تدرس البيئة وتنظمها لمراكز التجميل في السعودية. وبتشخيص لواقع بيئة عمل المرأة في مراكز التجميل، اتضح للباحثات وجود قصور كبير من قبل الجهات الرسمية في الإشراف على النشاط الاقتصادي لمراكز التجميل، من أنظمة ولوائح أمانات المناطق، ووزارة العمل، ووزارة التجارة، التي لا تعدو أن تكون اشتراطات خاصة بالمكان لا علاقة لها بكفاءته ولا العاملات ولا المعايير الصحية والمهنية.
وأوضحت الدراسات المسحية أن أهم ما تعانيه سيدات الأعمال هو عدم وجود تراخيص تؤطر عملهن بمراكز تجميل، حيث تعمل المشاغل النسائية من دون ضوابط ولا معايير مهنية ولا أخلاقية. وتم إجراء دراسة ميدانية على 140 مشغلا نسائيا مرخصا في السعودية، غالبيتها في مدينة الرياض؛ لتحليل وتقييم الأنظمة الرسمية الخاصة بمراكز التجميل بالسعودية لـ110 من سيدات الأعمال مالكات المشاغل، وأخرى لتقييم ظروف العمل في مراكز التجميل لـ350 عاملة فيها. وترى نسبة 71 في المائة من العينة المجرى عليها الدراسة وجود تداخل بين القطاعات في تنظيم مراكز التجميل بين القطاعات الحكومية وضياع المرجعية القانونية، و42 في المائة يرون وجود ازدواجية وتضارب بين الأنظمة التي تصدر. فيما ترى 86 في المائة أنه لا يوجد نظام رسمي خاص بمراكز التجميل، لأنه لا يوجد ترخيص باسم «مركز تجميل» وإنما باسم «مشغل نسائي»، فـ96 مشغلا من أصل 101 أجريت عليها الدراسة كانت تعمل بمسمى ترخيص «مشغل نسائي»، بينما توافق 91 في المائة من العينة على وجود نظام واضح ورسمي لكنه لا آلية فيه للضبط والمراقبة والمحاسبة لمراكز التجميل، وهذا ما أكد الأهمية البالغة لوضع اللوائح، التي تضمنتها الدراسة، وتوضح أن أغلب مرتادات المشاغل النسائية ومراكز التجميل، من الفئة ما بين 15 و35 عاما، ممن يمثلن 43 في المائة من النساء في المجتمع السعودي.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».