ترامب يختار حاكم إنديانا لخوض الانتخابات الأميركية نائبًا له

رغم اختلافهما حول عدد من القضايا الجوهرية

حاكم إنديانا مايك بنيس وزوجته كاترين لدى وصولهما للقاء المرشح الجمهوري دونالد ترامب في نيويورك أمس (أ.ب)
حاكم إنديانا مايك بنيس وزوجته كاترين لدى وصولهما للقاء المرشح الجمهوري دونالد ترامب في نيويورك أمس (أ.ب)
TT

ترامب يختار حاكم إنديانا لخوض الانتخابات الأميركية نائبًا له

حاكم إنديانا مايك بنيس وزوجته كاترين لدى وصولهما للقاء المرشح الجمهوري دونالد ترامب في نيويورك أمس (أ.ب)
حاكم إنديانا مايك بنيس وزوجته كاترين لدى وصولهما للقاء المرشح الجمهوري دونالد ترامب في نيويورك أمس (أ.ب)

بعد يومين من صدور تصريحات غير مؤكدة وغير واضحة، حسم دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، أمس الغموض بإعلانه أنه استقر على اختيار مايك بينس، حاكم إنديانا، ليخوض الانتخابات معه نائبا له.
وأعلن ترامب هذا الخبر ذلك في صفحته في موقع تويتر بقوله: «يسرني أن أعلن أنني اخترت الحاكم مايك بينس مرشحا لمنصب نائب الرئيس»، موضحا أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا اليوم السبت حول هذا الموضوع.
وبمجرد صدور هذا الإعلان قالت مصادر صحافية أمس إن اختيار بينس سيرضي الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري، الذي شكك قادته في التزام ترامب بمبادئ الحزب الجمهوري، بل في انتمائه للحزب. فيما قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن بينس له «مواقف متصلبة إزاء القضايا الاجتماعية، مثل الإجهاض وزواج المثليين».
وأصبح بينس عام 2004 عضوا في الكونغرس، وكان من قادة «حزب الشاي» الذي يمثل الجناح المتطرف في الحزب الجمهوري، واستمر لمدة 12 عاما استمر في الكونغرس، ثم ترشح وفاز بمنصب حاكم ولاية إنديانا. لكنه أثار ضجة خصوصا عند منتقديه عندما أعلن عن بعض مواقفه إزاء الهجرة والمهاجرين.
ويتوقع أن يسافر ترامب وبينس إلى كليفلاند (ولاية أوهايو) الأسبوع المقبل لحضور المؤتمر العام للحزب الجمهوري، والذي سيعلن خلاله رسميا اسم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، واسم نائبه.
وشكل خبر الإعلان عن اسم بينس أمس مفاجأة غير متوقعة لأن ترامب كان قد أعلن قبل ساعات من ذلك أنه سيؤجل الإعلان عن ذلك بسبب الهجوم الإرهابي الذي ضرب مدينة نيس في جنوب فرنسا، حيث غرد ترامب في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن الهجوم وكتب «لقد أجلت الإعلان عن نائب الرئيس». لكن في نفس اليوم، أي ليلة الخميس، غرد بأنه سوف يكشف اختياره يوم الجمعة (أمس)، وحدد الساعة 1100 صباحا بالتوقيت المحلي. وفي صباح أمس قال إنه لم يحدد موعدا مؤكدا للإعلان عن اختياره. لكن في وقت لاحق، أعلن الاسم رسميا، على أن يعقد مؤتمرا صحافيا اليوم السبت.
ويبلغ بينس من العمر 57 عاما، ويقدم نفسه على أنه «مسيحي محافظ وجمهوري، بهذا الترتيب». ودرس بنس المحاماة وعمل مذيعا في إحدى المحطات الإذاعية، وكان عضوا في مجلس النواب بين 2001 و2013 ورئيسا للمؤتمر الجمهوري (المنصب الثالث في الحزب) بين 2009 و2011.
وقد وافق حاكم ولاية إنديانا المحافظ مايك بينس على أن يكون مرشحا لمنصب نائب الرئيس الأميركي مع المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، بحسب ما ذكرت محطتا «سي إن إن» و«إيه بي سي» الأميركيتان.
وكانت صحيفة «رول كول»، التي تصدر في واشنطن، أول من أفاد بأن ترامب سوف يختار بينس، نقلا عن مصدر جمهوري على علم بالقرار بشكل مباشر. فيما أكدت صحيفة «إنديانابوليس ستار» أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب اختار بينس نائبا للرئيس خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية، وأن بينس تخلى عن محاولته لإعادة انتخابه كحاكم لولاية إنديانا للانضمام إلى فريق ترامب الذي يعمل في عاصمة الولاية.
وكانت وسائل إعلامية أميركية أخرى أكثر حذرا، حيث أفادت قناة «سي إن إن» بأن ترامب لم يستدع بينس ليعرض عليه المنصب.
يشار إلى أن ترامب التقى يوم الأربعاء مع بينس، كما التقى بمرشحين آخرين قال إنهم أفضل اختياراته. وذكر ترامب نفسه أن بينس من بين أفضل خياراته، بالإضافة إلى حاكم نيوجيرسي كريس كريستي، ونيوت جينجريتش رئيس مجلس
النواب السابق. كما لمح ترامب إلى أنه يرغب في أن يكون نائبه مشرعا خبيرا ليعزز بطاقته الانتخابية، حيث إنه دخيل على عالم السياسة وليس له خبرة في الحكم.
واختلف بينس بشدة مع ترامب في عدد من القضايا، من بينها دعوته المثيرة للجدل من أجل منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وأيضا بشأن الصفقات التجارية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».