جيني أسبر: لم أتابع «باب الحارة» لأنه لم يستهوني

تصوّر حاليًا دورها في مسلسلي «الرابوص» و«هواجس عابرة»

جيني اسبر
جيني اسبر
TT

جيني أسبر: لم أتابع «باب الحارة» لأنه لم يستهوني

جيني اسبر
جيني اسبر

تابعها المشاهد في الموسم الدرامي الرمضاني الأخير بكثير من المسلسلات التلفزيونية المتنوعة حيث كانت حاضرة بقوة، كما هي في المواسم السابقة، وفي حوار معها حول جديدها الدرامي تتحدث الفنانة السورية جيني اسبر لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «أصوّر حاليًا دوري في مسلسل (الرابوص) مع المخرج إياد نحاس وشخصيتي فيه (غصون) حبيبة بطل المسلسل (يجسد الدور الفنان عبد المنعم عمايري)، وهي شخصية غامضة جدًا، وتأتيها كوابيس غريبة، ولكن مع تواتر الأحداث والحلقات تتوضح شخصيتها. كذلك أصور دوري في مسلسل كوميدي جديد بعنوان (هواجس عابرة) مع المخرج مهند قطيش، وهو عبارة عن حلقات متصلة منفصلة، وأجسد فيه شخصية مساعدة كوافيرة تحلم بأن تتحول لكوافيرة مهمة ولديها صالون كبير وهي شخصية جديدة لأول مرة أقدمها. وأقرأ حاليًا نصًا لمسلسل كوميدي بعنوان (كعب عالي)».
وحول مشاركتها في الموسم الدرامي الحالي تقول جيني: «شاركت في ستة مسلسلات عُرِضت في موسم رمضان الحالي وهي تتنوع ما بين البيئة الشامية (خاتون) والبدوية (الطواريد) والاجتماعي المعاصر والكوميدي والإثارة، وغيرها»، وتقول وهي مبتسمة: «أعتبر أن الموسم الحالي كان جيدًا بالنسبة لي ولتجربتي الفنية، وهذا ليس رأيي فقط بل شهادة الجمهور والنقاد أيضًا، والجميل هنا أنه كان هناك اختلاف بالشخصيات التي أديتها في هذه المسلسلات حيث قدمت كل شخصية بـ(كركتر) مختلف، وقد أعطيت كل شخصية حقّها في الأداء والحضور وأنا راضية عما قدمته من أدوار».
وعن عدم مشاركتها بشكل مكثف في مسلسلات البيئة الشامية، ومنها مسلسل «باب الحارة»، تقول جيني: «كان لي مشاركة في الجزأين من مسلسل (خاتون)، والجزء الثاني صورناه مع الأول، وسيُعرض في الموسم الرمضاني المقبل، وقد انتشر أسلوب تصوير الأجزاء مع بعضها في مسلسلات البيئة الشامية في السنوات الأخيرة لسبب جوهري، وهو ضمان وجود الممثلين، لأنه قد تتغير ظروفهم بين فترة وأخرى ومن الأفضل في المسلسلات الشامية أن يؤدي الممثلون أنفسهم الأدوار التي قدموها في الجزء الأول من المسلسل، لأن تغيير الممثلين يضعف المسلسل».
وتتابع جيني: «بالنسبة لمسلسل (باب الحارة)، لم أتابعه لأنه لم يستهوني بصراحة، وأنا دُعيت للمشاركة فيه بجزئه السادس ولكنني كنتُ في أميركا وحاملاً بابنتي ساندي، فاعتذرت عن المشاركة فيه، صحيح هناك وجوه فنية جديدة دخلت في أجزائه الجديدة كما سمعت، ولكن برأيي (باب الحارة) ليس مسلسلاً مهمًا حتى يُحكى عنه».
وحول ظاهرة التكرار في مسلسلات البيئة الشامية، ترى جيني أن البيئة محصورة بنمط وأحداث معينة ولا يمكن تقديمها بشكل آخر، فلا يمكن الإضافة عليها كمسلسلات الفانتازيا، أو أن نأتي بشخصيات جديدة كما في المسلسلات المعاصرة، ومع أن هناك أحداثًا كثيرة وشخصيات مهمة في تاريخ الشام ولكن لم تُقدم بعد وهذا له علاقة بالكتّاب وما يختارونه من مواضيع. وعن مشكلات الكوميديا السورية وانتقادها بالاستسهال والتهريج تقول جيني: «هناك كوميديا تهريج وهي من أنواع الفنون الكوميدية فلا يجوز أن ننعت مسلسلاً ونقول إنه فاشل، لأنه يقدم تهريجًا، ولذلك ليس بالضرورة أن تكون الكوميديا دائمًا هادفة كحال مسلسل (بقعة ضوء)، في الموسم الحالي كان هناك مسلسل كوميدي هو (سليمو وحريمو)، وهو مسلسل ترفيهي، وكنت ضيفة عليه، وقد اعتذرت عن الدور الرئيسي الذي عُرِضَ علي، وهو الدور الذي قدمته الفنانة عبير شمس الدين، ولأن المخرج صديقي (فادي غازي)، وكنتُ معه من البداية، فقد شاركت بدور صغير كضيفة ومع ذلك جاءني الكثير من الإعجاب به».
وعن ظاهرة الممثلات الجميلات اللواتي دخلن ميدان التمثيل أخيرًا، وهن لا يملكن إلاّ جمال الشكل، تقول جيني: «هذه ظاهرة موجودة منذ سنوات، ولكن في المحصلة لا يبقى إلاّ الجيد ولا يصح إلا الصحيح، ولن تبقى في الساحة الفنية إلا من تمتلك الموهبة، وهناك بالفعل في الجيل الجديد من الممثلات السوريات من يمتلكن الموهبة والأداء المتميز والحضور وسيكون لهن مستقبل جيد في عالم الدراما السورية مثل دانا مارديني وجيانا عنيد ورنا كرم ونور العائق. إنهن متميزات».
وحول تعمق ظاهرة الشللية في ظل الأزمة الحالية تقول جيني: «الشللية موجودة من زمان بعيد، ولكن هناك شللية إيجابية أنا معها، وهي اختيار الممثلين بمكانهم الصحيح والمريح مع بعضهم ومع المخرج والمنتج. هذه شللية مقبولة، ولكن المشكلة عندما تكون الشللية مع أناس غير موهوبين ويتم التركيز عليهم من قبل مخرج ما أو منتج كنوع من (التنفيعة)».
وعن تجاوز بعض المسلسلات السورية للخطوط الحمراء في موضوع الإثارة، تقول جيني: «هناك مشاهد كانت موظفة بشكل صحيح، وبرأيي في ظل الانفتاح الهائل من خلال وسائل الاتصال لا يمكننا أن نختبئ خلف إصبعنا، ونقول: هذه مشاهد جريئة. فالمشاهد المثيرة والجريئة متاحة لأي كان، فلم يعد التلفزيون هو مصدر هذه المشاهد، فيمكن لأي شخص أن يفتح الإنترنت ويشاهد أي مشهد جريء أو مثير. وأنا مع المشاهد الجريئة إذا وُظّفت لصالح الدور والمسلسل».
وحول المسلسلات السورية اللبنانية المشتركة التي انتشرت في السنتين الأخيرتين تقول جيني: «هذا أمر جيد وشيء جميل تبادل الخبرات، ولكن لي ملاحظة ولتسمها تحيزًا وتساؤلاً.. وهو عندما يشارك ممثلون لبنانيون في الأعمال المشتركة يأخذون دور البطولة وهم يستحقون ذلك، حيث لهم حضورهم واسمهم ولكن للأسف الممثلات السوريات عندما يشاركن في الدراما اللبنانية أو المشتركة يتم بخس حقهن؛ فهل شاهدت مثلاً مسلسلاً مشتركًا (لبناني سوري) تكون البطلة فيه ممثلة سورية؟ مع أن نجماتنا لسن أقل تميزًا من النجمات اللبنانيات، وإذا كانت اللبنانيات يتميزن بالأداء فلدينا من هن أكثر أداء وخبرة؛ لماذا دائمًا البطلة لبنانية ولا يكون العكس؛ البطلة سورية والبطل لبناني؟».
وحول إن عرض عليها تقديم برامج تلفزيونية، تقول جيني: «عرض علي الكثير من المقترحات في هذا المجال، ولكن لا أحب خوض مجال لا يستهويني وليس مجالي، وهو التمثيل، وإذا قررت يومًا ما تقديم برنامج تلفزيوني فسيكون له علاقة بتخصصي، وهو برنامج يتعلق بالصحة والجمال والرياضة أكثر من أن يكون برنامجًا لاستضافة ضيف ما أو تقديم برنامج ترفيهي».
وحول جديدها في مجال عالم الموضة والأزياء الذي تهتم به تقول جيني: «هناك عدسات لاصقة للعين أطلق عليها اسمي (جيني للصبايا)، تم طرحها في أسواق الخليج قبل فترة وقريبًا سيتم طرحها في الأسواق السورية واللبنانية».
وعن حياتها بعد طلاقها من زوجها السابق، تضحك جيني: «بعد طلاقي أعيش بسعادة لا توصف، وأعيش حاليًا مع ابنتي ساندي التي أصبحت كل حياتي، وهي مصدر سعادتي الحقيقية».
وهل ستتزوجين مرة جديدة؟ تجيب جيني: «هناك عروض زواج كثيرة علي ولكن أعتبر الموضوع (نصيبًا) وليس هدفًا بالنسبة لي، وإذا ما حصل فسأكون متأنية كثيرًا في الاختيار، ومع دراسة عميقة حتى لا تتكرر السلبيات والأخطاء التي حصلت في زواجي الأول والتي أدت للطلاق».



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».