تحركات دبلوماسية دولية لاحتواء خلاف الحكومة اليمنية مع ولد الشيخ

الجباري: القوة السياسية الفاعلة دعت الحكومة إلى عدم الذهاب

تحركات دبلوماسية دولية لاحتواء خلاف الحكومة اليمنية مع ولد الشيخ
TT

تحركات دبلوماسية دولية لاحتواء خلاف الحكومة اليمنية مع ولد الشيخ

تحركات دبلوماسية دولية لاحتواء خلاف الحكومة اليمنية مع ولد الشيخ

تحركت الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الراعية للعملية السلمية في اليمن، لاحتواء الخلاف القائم ما بين الحكومة اليمنية والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ الذي وصل أمس الأربعاء إلى صنعاء، على خلفية خريطة الطريق التي كانت سببا رئيسيا لتعليق الحكومة الشرعية مشاوراتها في الكويت.
وفي هذا الإطار التقى أمس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، نائبي السفيرين الأميركي والبريطاني، ونقلت الحكومة اليمنية خلال اللقاء وجهة نظرها حول العودة إلى طاولة المشاورات، كما قال عبد العزيز جباري، نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخدمة المدنية، الذي لم يفصح بشكل موسع، إلا أنه أكد أن الحكومة تواصلت مع ممثلي عدد من الدول الراعية، ونقلت إليهم وجهة نظرها حول خريطة الطريق، بمن في ذلك نائب سفير كل من بريطانيا وأميركا.
وأشار نائب الرئيس اليمني، إلى أن الحكومة لم تبتّ حتى الآن بشكل مباشر في عودة المشاورات، رغم ما تم خلال الأيام القليلة الماضية من لقاءات وتواصل، خصوصا أن القضية لا تقتصر على عودة الحكومة إلى طاولة المشاورات في الكويت، لكنها مرتبطة بكثير من النقاط الرئيسية والمحورية التي يجب تحديدها قبل المضي في هذا الجانب، كي لا تنتهج المشاورات الطريقة السابقة نفسها، ويكون الفشل محتوما، ولا مفر منه أمام التعنت الحوثي الحريص على إفشال هذه العملية.
وقال الوزير الجباري، إن القوة السياسية الرئيسية والمؤثرة في اليمن أوصت الحكومة بعدم المشاركة في أي مشاورات مستقبلية مع وفد «الحوثيين - صالح» إن لم تكن مبنية على المرجعيات، وأن يلتزم الطرف الآخر بتنفيذها قبل الجلوس معهم، مشددين على عدم إعطاء فرصة لهذه الميليشيا بالتلاعب ومحاولة إفراغ القرارات الدولية من مضمونها، وجرّ المفاوضات السياسية إلى المربع الذي تريده الميليشيا، وهو ما تقوم به الحكومة في الوقت الراهن من رفضها العودة دون ضمانات دولية.
ولإنجاح أي مشاورات مقبلة، بحسب رؤية نائب رئيس الوزراء اليمني، أنه لا بد أن تكون مبنية على أسس سليمة، وأن تنفذ كل البنود التي اتفق عليها في وقت سابق، والتي جمعت الطرفين في جنيف، وبيل، والكويت، ودون ذلك فلن تذهب الحكومة لإجراء حوار لمجرد الحوار دون الخروج بنتائج واضحة وصريحة.
واستطرد الجباري، أن طريقة تناول القضية اليمنية لا بد أن تتغير وبشكل ملحوظ، وأن تعمد الأطراف المعنية بالعملية السلمية «الأمم المتحدة، ودول الـ18 الراعية للمباحثات» إلزام الجانبين في تنفيذ ما وُقع وما اتفقا عليه، التي من أبرزها الإفراج عن المعتقلين، وفتح الممرات الآمنة، وتسليم السلاح، وإن لم تكن هذه الأولويات للدول الراعية فلن يكون هناك جدوى من هذه النقاشات.
وأشار إلى أن وجهة نظر الحكومة نقلت إلى جميع الأطراف المعنية، خصوصا أن الهدف من المشاورات الوصول إلى سلام شامل لكل اليمن، ونحن نرى أنه لا بد من الرجوع إلى المرجعيات الثلاث «الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، والقرار الأممي 2216»، وأن تكون جميع المناقشات داخل هذا الإطار، مع تنفيذ ما اتفق عليه، للوصول إلى هذا السلام.
وأضاف الوزير الجباري، أنه لا بد أن يكون هناك إعلان واضح وصريح بالالتزام بقرار مجلس الأمن نصا وروحا، وألا يُكتفى بالحديث العام، فتتغير وتتحول كل هذه المساعي إلى جلسات فقط، وفي نهاية المطاف لا نجد التزاما سواء من المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، ومن جانب الحوثيين حول القرار «2216»، بل إن الحوثيين وخلال فترة المشاورات سعوا للالتفاف حول المبعوث الأممي بطرح مواضيع مخالفة لروح ونص القرار.
ولفت نائب رئيس الوزراء اليمني، إلى أن الحكومة لمست تطلعات جميع الشعب اليمني بكل فصائله ومكوناته وانتماءاته، الذي يرى أن الحل مع هذه الميليشيا يتمثل في الحسم العسكري، وهذه العملية تحتاج قرارا يمنيا صارما، وإقليميا لإنهاء العملية الانقلابية في اليمن.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.