عمرو موسى لـ(«الشرق الأوسط»): الأزمة السورية تتصدر اجتماعات المجلس العربي الدولي بالكويت

قال إن السياسة الأميركية لم يعد لها رصيد من الثقة بالمنطقة وحذر من اللعب بمقدرات مصر

عمرو موسى
عمرو موسى
TT

عمرو موسى لـ(«الشرق الأوسط»): الأزمة السورية تتصدر اجتماعات المجلس العربي الدولي بالكويت

عمرو موسى
عمرو موسى

قال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، لـ«الشرق الأوسط» إن مشاركته في اجتماعات المجلس العربي الدولي في الكويت الأسبوع المقبل تهدف إلى مناقشة الوضع في المنطقة العربية وتحدياته، خاصة بعد انعقاد القمة العربية في الكويت أخيرا. وطالب موسى بضرورة تنفيذ شعار القمة (التضامن لمستقبل أفضل)، مؤكدا أنها حاجة عربية يجب أن تلتف حولها كل الدول.
وأعرب موسى عن اعتقاده أن السياسة الأميركية فقدت زمام المبادرة في منطقة الشرق الأوسط بسبب تراكم الغضب وفقدان الثقة في المواقف الأميركية، مشيرا إلى أن روسيا «استطاعت استعادة موقعها من خلال مواقفها في سوريا؛ حتى وإن اختلفنا معها». وقال موسى إن تجربة الإسلام السياسي انتهت في مصر، واصفا الاضطرابات التي تشهدها البلاد في الوقت الراهن بـ«رقصة الذبيح». لافتا إلى أن اللعب بأية مقدرات تتعلق بمصر هو لعب بمقدرات المنطقة ككل.
وإلى أبرز ما جاء في الحوار..
* ما أهداف زيارتك للكويت الأسبوع المقبل؟
- أشارك في اجتماع مجلس العلاقات العربية الدولية الذي يعقد في الكويت، ويضم عددا من الشخصيات العربية من المشرق والمغرب، وممن شغلوا مناصب مهمة سياسية واقتصادية، بالإضافة لشخصيات أخرى تعمل في مجال التقدم العربي والعمل المشترك. وهي عادة تجتمع أكثر من مرة في العام بدعوة من الأمين العام للمجلس الأخ محمد جاسم الصقر، للبحث في الشأن العربي كله، والموقف في المنطقة والتحديات الجديدة، خاصة في ضوء المتغيرات التي طرأت على العالم العربي وما زالت مستمرة في التطور وإنتاج ظرف جديد.
وكان من بين التوصيات التي تقررت في اجتماعات سابقة، أن يذهب عدد من المسؤولين العرب السابقين للاجتماع مع رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء التركي لإقناعه بخطأ سياسته المتحيزة ضد سياسة الدولة المصرية والمؤيدة للتوجه السياسي الديني في مصر والمنطقة. وكان من ضمن الحديث الذي وجه إليه أن العلاقة بين حزبين أو دولتين أو بين مجتمعين، حتى لو كان بينهما اختلاف، فهو لا يعني أن نفقد الود في العلاقة بين البلدين. وأنه من الخطأ تأييد تيار معين في مصر ليس عليه إجماع والتدخل في الشؤون الداخلية. وقد تحدثنا مع إردوغان وكذلك رئيس الجمهورية (عبد الله غل)، وأيضا وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، وكان الحديث مهما جدا وأبلغنا رسالة بأن الدول العربية تطلب من تركيا إعادة النظر في العلاقة مع مصر، والتي تساوي علاقات تركيا مع كل الدول العربية. وللأسف يصر إردوغان أن يبقى الوضع كما هو، أما الحديث مع رئيس الجمهورية فيؤشر إلى أن هناك إمكانية للاقتناع.
* هل الاجتماع المقبل للمجلس العربي الدولي سوف يناقش عناوين مهمة على خلفية المستجدات التي طرأت أخيرا؟
- كل المشاكل ما زالت قائمة وأهمها حركة التغيير وما يدور حاليا في العالم العربي والمستقبل، وهل هناك فرص لمعالجة سلمية سياسية للوضع في سوريا، أخذا في الاعتبار الكارثة الإنسانية بداية من القتلى، مرورا بالنازحين وأوضاعهم داخليا وخارجيا. وهو الأمر الذي يجب أن يعالجه النظام العربي، وهو قادر على هذا، قبل أن تصبح مشكلة دولية. وكذلك العمل على إعادة بناء سوريا، ورؤية آفاق التغيير بها، بما يلبي حاجة الشعب السوري وتضحياته التي قدمها على مدار أكثر من ثلاث سنوات من قتل وتدمير وتشريد.
* إذن أنت ترى أنه لا يجب أن تنتظر الدول العربية التوافق الروسي الأميركي لحل الأزمة؟
- أولا العلاقة الأميركية - الروسية طرأ عليها تغيير جذري بعد ما حدث في القرم وأوكرانيا، والسؤال الآن هل من الممكن أن يتعارك اثنان ويختلفا اختلافا جذريا استراتيجيا كما حدث في القرم ويتفقا في سوريا؟ في الحقيقة لا يمكن تجاهل عنصر الثقة في السياسة الدولية، وبالتالي لا يمكن أن نثق بها في أزمة ولا نثق بها في مشكلة أخرى، بالإضافة إلى الشعور بوجود صفقة، أنت تترك هنا وأنا أترك هناك، وهذه مصالح كبيرة جدا. ولذا لا أعتقد أن روسيا تستطيع أن تتنازل في موضوع أوكرانيا ولا في موضوع سوريا، لأنه يعد بالنسبة لها دورا كبيرا لا يقل أهمية عن موضوع حساس مثل الشرق الأوسط والعالم العربي، الذي استعادت فيه روسيا زمام المبادرة فيما يتعلق بسياستها وعودتها، بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع مواقفها، إنما هي تمكنت من تشكيل تحالف مع عدد من الدول.
أما الولايات المتحدة فهي في مواقف دفاعية في كل الأمور، سواء في القرم أو سوريا وحتى في قضية الشرق الأوسط، فلم يعد للسياسة الأميركية رصيد من الثقة والمصداقية يمكنها أن تبني عليه في أية قضايا. وزمام المبادرة لواشنطن فُقد، ولن تتمكن من استعادته لأن الغضب تراكم ضد سياستها غير المنصفة في منطقة الشرق الأوسط.
* المنطقة العربية تواجه احتقانا غير مسبوق بسبب التطورات التي تحدث في دول التغيير والتحول الديمقراطي.. وتدخل قطر في شؤون عدد من الدول العربية الأخرى.. هل يمكن للمجلس أن يقوم بدور في هذا الشأن؟
- بالتأكيد.. لأن هذا المجلس يفكر في خدمة المصلحة العربية وفي لم الشمل، إنما حتى يجري هذا لا بد من التفاهم حول عدد من المبادئ، وهي الامتناع عن التدخل في شؤون الدول وكل دولة أدرى بمصالحها. وأن الموقف من التيار الديني أو الإسلام السياسي قد حسم في مصر، والذي يحدث الآن عبارة عن رقصة الذبيح، ولن تعود (جماعة الإخوان) إلى حكم سقط. واللعب بأية مقدرات تتعلق بمصر هو لعب بمقدرات المنطقة ككل، ولذلك يجب التعامل بحذر ورصانة في السياسة، خاصة في ضوء انعقاد القمة أخيرا بالكويت ونتائجها وما حدث فيها، وأن الأمور لم تتحرك في قضية المصالحة وتنقية الأجواء.
* هل يمكن تحقيق شعار القمة «التضامن العربي لمستقبل أفضل»؟
- تفعيل التضامن العربي ضرورة وليس مجرد شعار للرفاهية، خصوصا في ضوء الظروف القائمة في العالم والمنطقة لا بد من العودة إلى التضامن العربي، أي تجمع المصالح العربية أو تجميعها في هدف واحد يلتف حوله الجميع، مع إعادة بلورة للمصالح الاقتصادية العربية، وكذلك إعادة النظر في النظام العربي الإقليمي بما فيه الأمن والاقتصاد وأشياء كثيرة جدا.
* كيف ترى الوضع في المنطقة بعد متغيرات الربيع العربي؟
- ما حدث ليس ربيعا عربيا، وإنما حركة تغير عربي بسرعات مختلفة وبألوان مختلفة.



الرئيس المصري ونظيره الإندونيسي يدعوان لإنهاء «الاحتلال الإسرائيلي» للجولان

الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)
TT

الرئيس المصري ونظيره الإندونيسي يدعوان لإنهاء «الاحتلال الإسرائيلي» للجولان

الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يستقبل نظيره الإندونيسي الأربعاء في القاهرة عشية اجتماعات «الثماني النامية» (الرئاسة المصرية)

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الأربعاء، إسرائيل إلى إنهاء احتلالها لهضبة «الجولان» السورية، معربين عن إدانتهما لأي محاولات للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها، خاصة العدوان الإسرائيلي على الجولان، الذي «يمثل انتهاكاً لاتفاق فك الاشتباك عام 1974»، ولقرارات الأمم المتحدة المتعددة.

واستقبل السيسي، سوبيانتو، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر، لحضور اجتماع الدول الثماني النامية، الخميس. واتفق الرئيسان، بحسب بيان مشترك، صدر عقب محادثات رسمية بين الزعيمين في القاهرة، على أن الحل الوحيد المستدام للوضع في سوريا يأتي من خلال إطلاق عملية سياسية سلمية شاملة وديمقراطية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، تعطي الأولوية لتحقيق تطلعات ومصالح الشعب السوري، وتضمن سيادة ووحدة أراضي سوريا.

السيسي وسوبيانتو في مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات الرسمية (الرئاسة المصرية)

وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، استعرض الرئيسان سبل دعم الجهود للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان النفاذ الآمن والمستمر دون عوائق للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وأعرب الرئيس الإندونيسي عن تقديره لدور مصر الرائد في تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأكد التزام بلاده بالعمل مع مصر في هذا الشأن.

وأدان الزعيمان تهجير الفلسطينيين من أرضهم، معربين عن رفضهما للممارسات الإسرائيلية التي ترمي لتحقيق هذا الهدف، سواء التهجير من غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية، كما أدانا الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والعنف الذي يمارسه المستوطنون وهدم بيوت الفلسطينيين والاقتحامات العسكرية في المدن الفلسطينية، والممارسات التي تهدد الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة في مدينة القدس.

وأكد الرئيسان ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الرابع من يونيو (حزيران) 1967 ووقف جميع الإجراءات أحادية الجانب والالتزام بقواعد القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وخاصة القرارات 242 و252 و267 و446 و2334، لا سيما أن «الممارسات أحادية الجانب لخلق واقع جديد على الأرض - فضلاً عن كونها انتهاكاً لالتزامات إسرائيل الدولية - تقوض حل الدولتين، الذي لا يزال تعتبره الدول المحبة للسلام الحل الوحيد لإنهاء الصراع».

واتفق الزعيمان على حتمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ومتصلة الأراضي وقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يتعلق بالشأن اللبناني، رحب الرئيسان باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ودعوا إسرائيل إلى الالتزام بالاتفاق. وأكد الزعيمان أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006)، وتمكين نشر الجيش اللبناني وفرض سيطرته على جميع أنحاء البلاد بما فيها جنوب لبنان، كما أكدا على أهمية دعم المؤسسات اللبنانية.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أعاد الرئيسان التأكيد على التزامهما بتعميق التعاون الثنائي في مجالات عديدة بما فيها التجارة وأمن الغذاء والطاقة والدفاع والتعليم والثقافة والسلم الإقليمي. ورحب الرئيسان باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين في نوفمبر 2023.

جلسة مباحثات موسعة (الرئاسة المصرية)

وأعرب البلدان عن تطلعهما لعقد اجتماع اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين في القاهرة عام 2025 والانتهاء من التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات الجاري التفاوض بشأنها سعياً لوضع إطار فعال لدفع سبل التعاون بين البلدين.

وكان الرئيسان عقدا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة، وفق المتحدث باسم الرئاسة المصرية، الذي ذكر، في بيان نشرته الرئاسة بصفحتها على «فيسبوك»، أن الرئيس المصري أكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين، مشيداً بتطلعات مصر نحو تعزيز الشراكة الثنائية مع إندونيسيا في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف التعاون والتنسيق السياسي إزاء القضايا والأزمات الإقليمية والدولية.

كما أوضح المتحدث أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الثقافي والعلمي، حيث أعرب الرئيس الإندونيسي عن شكره لمصر، قيادة وشعباً، على الفرص التعليمية التي أتيحت للطلاب الإندونيسيين على مدار السنوات الماضية في الجامعات المصرية، وبالأخص جامعة الأزهر الشريف، وما لذلك من أثر إيجابي على المجتمع الإندونيسي ومساهمته في نشر الفكر الإسلامي الوسطي.