حسن المشاري.. أحد رواد الإصلاح الإداري في السعودية

رحيل وزير الزراعة والمياه السعودي الأسبق

الراحل حسن المشاري
الراحل حسن المشاري
TT

حسن المشاري.. أحد رواد الإصلاح الإداري في السعودية

الراحل حسن المشاري
الراحل حسن المشاري

توفي أمس، حسن المشاري، وزير الزراعة والمياه السعودي الأسبق، الذي كان أحد بناة النظام الإداري في المملكة، وأحد أهم رجال الدولة الذين تركوا أثرًا قويًا في بناء المؤسسات وتحديثها وإنشاء هياكل إدارية ذات إنتاجية.
تولى الشيخ حسن المشاري وزارة الزراعة والمياه، لمدة 11 عامًا، وقبلها كان وكيلاً لوزارة المالية والاقتصاد الوطني لمدة خمس سنوات، وخلال تجربته في الحكومة عرف كأحد رجال الملك فيصل، الذين اعتمد عليهم الملك الراحل في تطوير الجهاز الإداري وإحداث إصلاحات جوهرية في النظام الاقتصادي والزراعي. وقد كان محلّ ثقة الملك فيصل، وكثيرًا ما رافقه في زياراته الخارجية وفي المؤتمرات الرسمية، وهو من أوائل التكنوقراط السعوديين الذين تلقوا تعليمًا عاليًا وحصلوا على فرصة للابتعاث.
وبحسب ترجمة لسيرته، كتبها الزميل محمد السيف ونشرتها «المجلة العربية»، (العدد 477، يوليو/تموز، 2016) ينحدر حسن المشاري من عائلة نزحت إلى الأحساء من الدرعية قبل قرن من ولادته، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الأمراء في الهفوف، وعرف بتفوقه طيلة مشواره الدراسي فحين تخرج من المدرسة الأميرية عام 1363هـ (1944م) حصل على المركز الأول على مستوى المملكة، من بين 285 طالبًا، هم طلاب شهادة إتمام الدراسة الابتدائية آنذاك.
واصل دراسته في مكة المكرمة، حيث التحق في مدرسة تحضير البعثات، وحصل على شهادته المتوسطة في عام 1365هـ (1946م)، ثم حصل على الشهادة الثانوية عام 1368هـ (1949م)، وقد كان زملاؤه في تلك المرحلة في مكة المكرمة: إبراهيم العنقري، وعبد العزيز الخويطر، وناصر المنقور، وعبد الوهاب عبد الواسع، وعبد الرحمن آل الشيخ، وأحمد زكي يماني.
نهاية الأربعينات سافر إلى القاهرة، ودرس في كلية التجارة، بجامعة فؤاد، وتخرج فيها عام 1953، متخصصًا في المحاسبة، وبدأ حياته العملية في شركة أرامكو، لمدة عامين ونصف، درس الماجستير في جامعة جنوب كاليفورنيا، وحصل منها على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال الصناعية، وكان موضوع رسالته: «تحليل مفاوضات عقود الزيت بين المملكة العربية السعودية والشركات الأجنبية»، بعدها عُيّن مديرًا عامًا لشركة إسمنت اليمامة بالرياض، لكن الخطط الحكومية التي بدأت في عهد الملك فيصل بداية الستينات 1960م (1380هـ) جاءت به من نخبة من الكفاءات السعودية للعمل في إدارة الجهاز الحكومي، لتحقيق الإصلاح الاقتصادي الذي أوصت به دراسة قام بها البنك الدولي، فتم تعيينه وكيلاً لوزارة المالية والاقتصاد الوطني للشؤون المالية، وذلك في 29-7-1380هـ (17 يناير/كانون الثاني 1961)، وكانت مهمته العمل على تنظيم القطاع المالي السعودي، خلال عمله في الوزارة عمل مع الأمير طلال بن عبد العزيز والأمير نواف بن عبد العزيز والأمير مساعد بن عبد الرحمن.
خلال عمله في وزارة المالية كان عضوًا في مجلس إدارة معهد الإدارة العامة، الحاضنة الرئيسية للكفاءات الإدارية في السعودية والمسؤول عن تطوير القطاع الإداري العام في المملكة، وفي عام 1963، صدر مرسوم ملكي بتشكيل اللجنة العليا للإصلاح الإداري، وكان حسن المشاري عضوًا فيها.
وفي 24 يونيو (حزيران) 1964 صدر مرسوم ملكي بتعيين حسن المشاري وزيرا للزراعة، حيث اهتم بتطوير القطاع الزراعي والاهتمام بالثروة الحيوانية والحفاظ على الثروة المائية، واهتم بنحو خاص في خلق قوة إنتاج زراعي يمكنها توفير نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي في الغذاء، وفي أواخر عمله كوزير تم إنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وكان حسن المشاري - بصفته وزيرا للزراعة والمياه - أول رئيس لمجلس إدارة المؤسسة.
بعد رحيل الملك فيصل، في 25 مارس (آذار) 1975، تم تشكيل حكومة جديدة برئاسة الملك خالد، وضمت عددًا من التكنوقراط والكفاءات بينهم: غازي القصيبي وسليمان السليم ومحمد أبا الخيل.. وآثر حسن المشاري مغادرة العمل الحكومي، حيث تسّلم مكانه في وزارة الزراعة والمياه عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ.
لعدة سنوات عمل المشاري في القطاع الخاص، حيث أصبح رئيسًا لمجلس إدارة «الشركة السعودية للفنادق والمناطق السياحية» التي تشّكلت بمرسوم ملكي في 7 أغسطس (آب) 1975، وفي عام 1977 تأسس البنك السعودي الفرنسي، وأصبح حسن المشاري أول رئيس لمجلس إدارة البنك.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.