الأردن: مشكلة اللاجئين السوريين دولية وتتطلب آليات تحفظ أمن دول الجوار

جودة: أمن الوطن والمواطنين أولوية قصوى لا تراجع عنها

الأردن: مشكلة اللاجئين السوريين دولية وتتطلب آليات تحفظ أمن دول الجوار
TT

الأردن: مشكلة اللاجئين السوريين دولية وتتطلب آليات تحفظ أمن دول الجوار

الأردن: مشكلة اللاجئين السوريين دولية وتتطلب آليات تحفظ أمن دول الجوار

قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، إن أمن وأمان الأردن ومواطنيه هو أولوية قصوى لا تراجع عنها.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير جودة، أمس، مع المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي أرثرين كازين، حيث جرى بحث التعاون القائم بين الأردن والمنظمة، وأهمية دعم الأردن، لتمكينه من الاستمرار في إيواء وخدمة اللاجئين السوريين.
كما بحث الجانبان الوضع على الحدود الشمالية الشرقية الأردنية (مع سوريا) بعد الحادث الإرهابي الذي أدى إلى مقتل 7 من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وجرح 13 آخرين، وعبرت كازن عن تعازيها وتضامنها مع الأردن.
وكان الجيش الأردني أعلن المنطقة الحدودية مع سوريا «عسكرية مغلقة بعد التفجير الإرهابي الذي وقع في الحادي والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي».
وأكد جودة أهمية الدور الحيوي الذي يضطلع به برنامج الأغذية العالمي في دعم ومساندة اللاجئين والمجتمعات المحلية المستضيفة لهم، داعيا إلى التنسيق بين الأجهزة والمنظمات الدولية وتوحيد الجهود، بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للأشقاء السوريين.
واستعرض الجانبان تحديات البرنامج المالية، مؤكدين أهمية أن تعمل الدول المانحة على دعم وتمويل البرنامج، لتمكينه من القيام بمهامه ودعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وفي مقدمتها الأردن وتوفير الحاجات الأساسية للاجئين السوريين.
وأكد جودة أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يلتزم بواجباته الإنسانية والدولية، وأن لا يترك الدول المضيفة للاجئين دون إسناد.
كما تم خلال اللقاء استعراض الانعكاسات والتداعيات الإنسانية للأزمة السورية على الأردن الذي يستقبل أكثر من مليون و300 ألف لاجئ سوري، وتقديم الخدمات لهم، والعبء الكبير الذي يتحمله الأردن في هذا الإطار، وبخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها ومحدودية موارده، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مساعدة الأردن، لتمكينه من الاستمرار بأداء هذا الدور الإنساني المهم الذي يقوم به نيابة عن العالم.
وعرضت كازين خلال اللقاء إيجازا حول أنشطة البرنامج المتعلقة بدعم اللاجئين السوريين في الأردن والمجتمعات المستضيفة لهم، معربة عن تقديرها لحجم الأعباء التي يتحملها الأردن، نتيجة استضافة اللاجئين السوريين، مؤكدة دعم البرنامج للأردن، ليتمكن من الاستمرار في أداء هذا الدور الإنساني.
في السياق ذاته، استقبل مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة، الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، في مكتبه بالقيادة العامة، أمس، المديرة العامة لبرنامج الأغذية العالمي.
وبحث الفريق أول الزبن، مع المديرة العامة لبرنامج الأغذية العالمي التحديات التي فرضتها أزمة اللجوء السوري على المملكة، وأوضاع اللاجئين السوريين الموجودين على الحدود الشمالية الشرقية من المملكة، مشيرًا إلى أن مشكلة اللاجئين السوريين مشكلة دولية تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي للتعامل معها من خلال آليات مناسبة تحفظ أمن دول الجوار. وأكد أن المنطقتين الشمالية الشرقية والشمالية مناطق عسكرية مغلقة، ولن يسمح لأي من كان باجتياز الحدود، حيث إن أمن المملكة ومواطنيها أولوية أولى لن يسمح المساس بها.
وكانت السلطات الأردنية سمحت للمنظمات الإغاثية بإرسال مواد إغاثية ومياه ومستلزمات طبية إلى مخيم الركبان المحاذي للساتر الترابي على الحدود الأردنية السورية خلال عطلة العيد بكميات قليلة وفق مسؤول أممي.
وقال المسؤول الأممي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطات الأردنية سمحت بوصول مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان بعد أن تعرض موقع عسكري أردني إلى تفجير إرهابي.
وأشار المسؤول الأممي أن الشاحنات المحملة بالمساعدات تصل إلى الساتر الترابي على الحدود، ويتم تفريغ حمولتها إلى سيارة ثانية، كي يتم توصيلها إلى المخيم المذكور من خلال تشديد الرقابة الأمنية.
وقال المسؤول الأممي إن السلطات لن تسمح بدخول اللاجئين الراغبين بالدخول إلى الأردن، أو السفر من خلالها إلى دولة ثالثة.
على صعيد متصل، أكد مصدر في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، أن «المنظمة استأنفت توصيل المياه يوميا إلى اللاجئين السوريين العالقين على الحدود الشمالية الشرقية للبلاد»، وذلك بعد «تذبذب ساد إرسال المياه عقب وقوع التفجير الإرهابي الأخير في منطقة الركبان، وإغلاق المنطقة الحدودية عسكريا».
وأوضح المصدر أن «استئناف إيصال المياه بدأ بعد أيام من الحادث الإرهابي، وأن المنظمة مستمرة في إيصال المياه بشكل يومي بالتعاون مع الحكومة الأردنية».
وأشار المصدر أن عشرين صهريجا محملة بالمياه تدخل إلى منطقة اللاجئين السوريين العالقين يوميا، مبينا أن الأوضاع الأمنية على الحدود هي التي «تتحكم في دخول هذه الصهاريج إلى داخل المنطقة التي يوجد فيها اللاجئون».
وقال إن «الصهاريج تصل الحدود، لكن دخولها يكون منوطا بالوضع الأمني، بحيث يتم الاعتماد على إرشادات قوات حرس الحدود في الدخول وتوصيل المياه إلى المنطقة الحرام».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.