المعارضة السورية: لا جديد في لقاء روما.. ودي ميستورا: الحل في اتفاق موسكو وواشنطن

ماخوس لـ«الشرق الأوسط»: تعيد ترتيب أوراقها للمرحلة المقبلة

لقاء روما جمع أمس بين المبعوث الأممي الخاص لسوريا دي ميستورا ووزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني ومنسق الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب (إ.ب.أ)
لقاء روما جمع أمس بين المبعوث الأممي الخاص لسوريا دي ميستورا ووزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني ومنسق الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب (إ.ب.أ)
TT

المعارضة السورية: لا جديد في لقاء روما.. ودي ميستورا: الحل في اتفاق موسكو وواشنطن

لقاء روما جمع أمس بين المبعوث الأممي الخاص لسوريا دي ميستورا ووزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني ومنسق الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب (إ.ب.أ)
لقاء روما جمع أمس بين المبعوث الأممي الخاص لسوريا دي ميستورا ووزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني ومنسق الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب (إ.ب.أ)

كشفت المعارضة السورية أنها تعمل حاليا على ترتيب أوراقها للمرحلة المقبلة وتتمسك بإبعاد بشّار عن المشهد السياسي للمرحلة الانتقالية المقبلة، مؤكدة أن لقاء رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا مع وزير الخارجية الإيطالي في روما، أمس، بحث آخر مستجدات الأزمة السورية، في وقت يجتمع فيه الائتلاف السوري حاليا في إسطنبول مستبقا اجتماع الهيئة العليا بالرياض في الخامس عشر من الشهر الحالي، لتوحيد رؤية المعارضة.
وقال الدكتور منذر ماخوس عضو الهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض، لـ«الشرق الأوسط» إن «رياض حجاب الموجود في روما حاليا بدعوة من الحكومة الإيطالية، ناقش مع وزير الخارجية الإيطالي الأوضاع السورية، وشرح الوضع على الأرض وآفاق الحل السياسي مع كل الأطراف المعنية الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وألمانيا»، منوها بأن إيطاليا من الأعضاء النشطاء الذين لديهم موقف يحسب لهم وموقف متميز من القضية السورية، وهذا سبب ذهاب حجاب لهناك». وأوضح أن حجاب، سيعرض نتائج مباحثاته التي جرت خلال الشهر والنصف شهر الماضي، بما فيها مباحثاته في روما التي كانت آخر محطة في جولته الأوروبية، في اجتماع الهيئة العليا للتفاوض في الرياض منتصف الشهر الحالي، نافيا ما تناقلته بعض المواقع، عن أن نائب رئيس الائتلاف المعارض موفق نيربية، أبدى ليونة في الموقف من بقاء بشار في المرحلة بالمقبلة، ومنوها بأن نيربية نفسه، نفى هذا الكلام، مؤكدا أن الجو السائد اليوم في المعارضة عدم تقديم أي تنازلات والقبول ببقاء بشار. وأضاف: «ليس هناك أي مجال لأي تنازلات حول وجود بشار في مستقبل سوريا، إذ إن بشار يجب أن يغادر منذ أول يوم من المرحلة الانتقالية».
وبدأ الائتلاف السوري اجتماعاته بإسطنبول، أمس، للبحث في تشكيل الحكومة السورية المؤقتة بتكليف الدكتور جواد أبو حطب، ونوه الدكتور ماخوس، بأن لدى الأخير، مشروعا قدمه للمشاركين في الاجتماع للتصويت عليه بما في ذلك برنامج الحكم، وتسمية الأشخاص الذين يتم ترشيحهم في تشكيلة الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن الاجتماع يستعرض الأوضاع الميدانية وعلى وجه الخصوص الوضع في حلب وفي داريا وفي الساحل، لتقييم الأعمال الميدانية على الأرض وسيشمل ذلك تقريرا للهيئة الرئاسية.
في روما، رأى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، أن المرحلة باتت «حاسمة» لإيجاد حل يوفق بين محاربة تنظيم داعش والعملية السياسية الانتقالية في هذا البلد. وقال دي ميستورا إن «المرحلة حاسمة، فمن الآن وحتى سبتمبر (أيلول) لدينا فرصة سانحة لإيجاد صيغة توفق بين محاربة (داعش) وجبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا) وبين العملية السياسية الانتقالية». واعتبر أيضا في ختام لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أن «الحل يكمن في اتفاق محتمل بين روسيا والولايات المتحدة». وأضاف أن البلدين «أظهرا أنهما قادران على الاتفاق وتحذو الجهات الأخرى حذوهما».
وأكد دي ميستورا «النية الثابتة» للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهو شخصيا في «تحريك المفاوضات حول سوريا في أسرع وقت ممكن».
وأصدرت الهيئة العليا للمفاوضات تصريحا في أعقاب زيارة رئيسها لروما، قالت فيه، إن الاجتماع تناول تأكيد الهيئة على التزامها الكامل بالحل السياسي، مع التشديد على أن الوسيلة الأنجع لتخفيف معاناة الشعب السوري تكمن في التطبيق الفوري وغير المشروط لقرارات الأممية ذات الصلة، وخاصة المواد 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن 2254. فيما يتعلق بفك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة، وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات لجميع من هم في حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية.
وحذر الدكتور حجاب في الاجتماع من التأثير السلبي لتفاقم الأزمة على المجتمع الدولي برمته، مؤكدًا أن السماح للنظام في الاستمرار بانتهاك الحقوق الأساسية للشعب السوري، من شأنه تغذية الإرهاب وتعزيز قوى التطرف والدفع بالمزيد من الهجرات غير الشرعية إلى أوروبا وغيرها من الدول.
وعلى هامش هذا اللقاء؛ اجتمع وفد الهيئة مع المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا، وأكد له ضرورة تبني الأمم المتحدة استراتيجية جديدة للدفع بالعملية السلمية من خلال تبني سياسة أكثر حزمًا إزاء الانتهاكات ضد الشعب السوري، وضرورة تبني أطروحات جديدة قبل الدعوة إلى عقد جولة رابعة من المفاوضات في جنيف، تتضمن إبداء مزيد من الحزم إزاء مماطلة النظام واستمراره في انتهاك الحقوق الأساسية للشعب السوري، ووضع جدول زمني واضح، وأجندة جادة وفق قرار أممي ملزم، وتعزيز أدوات الرقابة الأممية لوقف قصف المدنيين.
وطالب الوفد باستحداث سياسات جزائية بالتزامن مع أي اختراق أو تلاعب أو إضاعة للوقت، وأن يأتي ذلك بالتزامن مع تحقيق إنجازات حقيقية على الأرض وتوفير البيئة الملائمة للتفاوض عبر تطبيق المواد الإنسانية من قرار مجلس الأمن 2015 - 2254. وخاصة فيما يتعلق بوقف العنف، ورفع المعاناة عن الشعب السوري وفك الحصار وإيصال المساعدات لمن هم في حاجة إليها، وإطلاق سراح المعتقلين ووقف تنفيذ أحكام الإعدام وغيرها من الإجراءات التعسفية التي يمارسها النظام في حق المدنيين.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».