«التحالف» يدعم الجيش الوطني بمعدات لخوض معركته الحاسمة

هيئة الأركان اليمنية: زيارة هادي بادرة صريحة لقرب تحرير العاصمة

«التحالف» يدعم الجيش الوطني بمعدات لخوض معركته الحاسمة
TT

«التحالف» يدعم الجيش الوطني بمعدات لخوض معركته الحاسمة

«التحالف» يدعم الجيش الوطني بمعدات لخوض معركته الحاسمة

كشف مسؤول يمني رفيع عن إرسال قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية إمدادات عسكرية متنوعة للجيش الوطني اليمني، خلال اليومين الماضيين، وذلك بهدف دعم الجيش لخوض معركته المقبلة في تحرير عدد من المدن وفي مقدمتها العاصمة اليمنية صنعاء، ولم يفصح المصدر عن نوعية وحجم هذه الأسلحة التي تلقاها الجيش اليمني.
بيد أن اللواء ناصر الطاهري، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، أكد لـ«الشرق الأوسط» إرسال قوات التحالف العربي آليات ومعدات عسكرية متكاملة ومتنوعة للجيش اليمني، متوسطة وخفيفة، كما شمل الدعم كميات كبيرة من الذخائر التي كان يحتاجها الجيش الوطني بشكل كبير لإكمال عملياته العسكرية.
الطاهري قال إن الأسلحة تضاف إلى المنظومة العسكرية التي اكتملت الآن، وذلك بعد أن حصل الجيش اليمين في وقت سابق على معدات ثقيلة تساعدها في خوض المعارك الكبرى، إضافة إلى أن قوات التحالف نشرت الكثير من أفرادها في جميع الجبهات، وتحديدا في المنطقة العسكرية الرابعة، وفي محافظة مأرب.
ويرجح مراقبون أن هذه التعزيزات العسكرية الكبيرة التي تلقاها الجيش الوطني في هذه الفترة والمتزامنة مع زيارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلى مدينة مأرب أول من أمس٬ تبعث برسالة إلى الانقلابين بقرب تحرير صنعاء، وتشير إلى أن العملية الكبرى ستنطلق في غضون يومين على الأرجح، خاصة أن قيادات في القوات المسلحة اليمنية وضعت تصوراتها النهائية لعملية تحرير صنعاء، التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» في وقت سابق، وتعتمد على الدخول مباشرة إلى مركز المينة بلواء كامل، وتطويق المدينة بثلاثة ألوية أخرى من الجهة الشرقية، وذلك بهدف الحفاظ على المنطقة التاريخية للمدنية.
وفي هذا الجانب، رفض اللواء ناصر الطاهري إعطاء ملامح عن موعد العمليات العسكرية المزمع تنفيذها، إلا أنه أشار إلى أن الدعم العسكري الذي تلقاه الجيش من قوات التحالف العربي، وزيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مأرب، ورفضه لأسلوب الأمم المتحدة في إدارة الحوار الذي عقد في دولة الكويت الشقيقة، وفرض رؤيتها بعيدا عن تطبيق القرار 2216، والمبادرة الخليجية، هي بوادر واضحة وصريحة على أن الساعة قد حانت.
وشدد اللواء الطاهري على أن الميليشيا دخلت في طريق المشاورات بهدف إطالة الوقت وتسيير الوقت لصالحهم من خلال تغيير الوضع الداخلي للبلاد وتعزيز جبهات بالسلاح، وبمرور الوقت بدأ الرأي العالمي يدرك أن هذه الميليشيا ومن معها لا يبحثون عن سلام، وذلك بعد خوضهم أكثر من 60 يوما لوضع قواعد رئيسية لإتمام العملية السلمية في الكويت تعتمد على القرار الأممي، إلا أنهم كانوا وفي كل مرة يصطنعون الحجج لتعطيل عملية التوقيع.
ميدانيا، ساعدت المعدات والآليات التي وصلت للجيش الوطني في التقدم على جبهتي «نهم، والجوف» بشكل ملحوظ، وهو ما أكده نائب رئيس هيئة الأركان بقوله إن الجيش يسير وفق الخطة بالتقدم نحو العاصمة اليمنية صنعاء، لافتا إلى أن الجيش عمليا تخطى منطقة نهم باتجاه قلب العاصمة اليمنية، وهو يبعد قرابة 40 كيلو عن المطار الدولي في صنعاء.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.