فرنسا نجحت في التحدي الأمني وسقطت كرويًا في المتر الأخير

شعور بخيبة الأمل لخسارة الكأس الأوروبية واطمئنان على مستقبل الفريق

لاعبو فرنسا وشعور بالإحباط بعد خسارة النهائي (رويترز) - الرئيس الفرنسي هولاند استقبل لاعبي المنتخب أمس مؤكدا دعمه لهم رغم الخسارة (أ.ف.ب)
لاعبو فرنسا وشعور بالإحباط بعد خسارة النهائي (رويترز) - الرئيس الفرنسي هولاند استقبل لاعبي المنتخب أمس مؤكدا دعمه لهم رغم الخسارة (أ.ف.ب)
TT

فرنسا نجحت في التحدي الأمني وسقطت كرويًا في المتر الأخير

لاعبو فرنسا وشعور بالإحباط بعد خسارة النهائي (رويترز) - الرئيس الفرنسي هولاند استقبل لاعبي المنتخب أمس مؤكدا دعمه لهم رغم الخسارة (أ.ف.ب)
لاعبو فرنسا وشعور بالإحباط بعد خسارة النهائي (رويترز) - الرئيس الفرنسي هولاند استقبل لاعبي المنتخب أمس مؤكدا دعمه لهم رغم الخسارة (أ.ف.ب)

كانت الحافلة المكشوفة جاهزة لحمل اللاعبين والانتقال بهم إلى شوارع باريس من أجل الاحتفال بالتتويج والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كان يعول على نجاح المنتخب الوطني من أجل إكمال عملية «التعافي» الأمني والنفسي من اعتداءات نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن البرتغال دخلت على الخط وأسقطت «المخطط».
دخل الفرنسيون إلى «استاد دو فرانس» في ضاحية سان دوني الباريسية وهم مستعدون تماما للاحتفال بالكأس الغالية حتى إن الإجراءات الأمنية كانت حاضرة من أجل مواكبة احتفال الفرنسيين بإحراز كأس أوروبا لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخهم والثانية على أرضهم بعد 1984 لكن الصوت الوحيد الذي كان مسموعا بعد الدقائق الـ120 كان صوت المشجعين البرتغاليين.
ورغم ما حصل في النهائي، تجاوزت فرنسا «قطوع» البطولة القارية التي أقيمت وسط ظروف صعبة وجراح عميقة ناجمة عن المشاهد المؤلمة التي عاشتها العاصمة باريس خلال اعتداءات 13 نوفمبر 2015 والتي أسفرت عن 130 قتيلا، في يوم المواجهة بين فرنسا وألمانيا وديا على نفس «استاد دو فرانس» الذي شهد اعتداءات خارج أسواره.
وعادت فرنسا إلى الملعب ذاته في مباراتها الافتتاحية ضد رومانيا وخرجت فائزة 2-1. ثم لعبت هناك مجددا في الدور ربع النهائي ضد أيسلندا وحققت فوزا كاسحا 5-2. واختتمت البطولة على هذا الملعب بالذات لكنها لم تكن موفقة هذه المرة وسقطت أمام البرتغال صفر-1 بعد التمديد.
ورغم الخسارة الأولى على أرضها في بطولة كبرى (توجت بلقب كأس أوروبا عام 1984 ومونديال 1998 بين جماهيرها)، خرجت فرنسا من النهائيات القارية بإيجابيات كثيرة وأهمهما أن الفرنسيين استعادوا حبهم للمنتخب الوطني ووضعوا خلفهم أعواما من الخيبة والفضائح كما تعافوا أمنيا ونفسيا من ذيول ما حصل في نوفمبر الماضي من اعتداءات انتحارية، وما حصل قبيل البطولة من إضرابات ومظاهرات عمالية.
ورأى الرئيس الفرنسي هولاند في «جورنال دو ديمانش» أن «الشعب الفرنسي احتاج إلى إيجاد طريقه مجددا. لقد شاهدنا ذلك خلال الاعتداءات. تعاضدنا في المآسي وكان علينا أن نجد أنفسنا في الأشياء التي تسعد، أن نتحد».
وكتب هولاند أن المنتخب الفرنسي تأثر على الصعيد الشخصي بالاعتداءات التي حصلت، مضيفا: «الاعتداءات كانت نفسها عليهم. لقد قرروا أنهم يريدون إسعاد الشعب الفرنسي الذي عاش هذه الحوادث.. لقد منحهم (المدرب ديدييه) ديشامب هذه الرغبة في جعل الناس سعداء وهم يدركون أنها ليست لحظة عادية في التاريخ».
لكن الفرحة لم تكتمل في مباراة النهائي التي كانت فرنسا فيها الطرف الأفضل بوضوح وكان بإمكانها أن تحسم اللقب لمصلحتها في الوقت الأصلي لو لم يتدخل القائم الأيمن للوقوف في وجه محاولة البديل أندريه جينياك في الوقت بدل الضائع.
ورغم خيبة خسارة المباراة النهائية، بإمكان فرنسا أن تكون مطمئنة أيضا على الصعيد الكروي لأن منتخبها يعد بالكثير بالنسبة للمستقبل نظرا إلى المستوى الذي قدمه خصوصا في الدور نصف النهائي حين أقصى ألمانيا بطلة العالم بالفوز عليها 2-صفر بفضل ثنائية أنطوان غريزمان الذي توج هدافا للنهائيات برصيد 6 أهداف.
وبعد نحو عشر سنوات من الغياب عن المنافسة بجدية، بنى المدرب ديدييه ديشامب فريقا بات مستعدا الآن للسعي لإحراز لقب كأس العالم القادمة.
وبعد أن دخل منتخب فرنسا البطولة والقليل من النقاد يتوقعون أن يتجاوز الدور قبل النهائي ناهيك عن الفوز على ألمانيا لأول مرة في مباراة رسمية في 58 عاما فإنه نجح في تجاوز التوقعات ووضع أساسا صلبا.
وهناك حالة ألفة شبابية ونهم في هذا المنتخب الفرنسي ستجعله ببعض التعديلات البسيطة أقوى مع سعيه لإحراز لقب كأس العالم في روسيا بعد عامين.
وسيواصل ديشامب مهمته على رأس الإدارة الفنية لمنتخب فرنسا حتى نهائيات مونديال روسيا عام 2018.
وقال ديشامب: «أحتاج إلى بعض الوقت لهضم كل شيء. اللاعبون سيبدأون مجددا مع أنديتهم. سأحلل الأمور مع أفراد طاقمي وسنبدأ مجددا لما ينتظرنا بعد سنتين».
وتابع: «أعتقد أنه كان ينقصنا الوضوح في الرؤية. يجب تهنئة البرتغال، لكن هناك الكثير من خيبة الأمل. الخسارة بهذه الطريقة وفي النهائي بعد المشوار الجيد أمر مؤلم حقا. هذا شيء فظيع».
وختم بالقول: «يجب تقبل النتيجة، لكن ذلك سيأخذ وقتا لتجاوزها. خضنا بطولة رائعة وكان بالإمكان أن تكون أفضل. أنا فخور باللاعبين. افتقدنا إلى الشيء الأساسي وهو الخطوة الأخيرة، لكن ذلك لا ينقص من قيمة العمل الكبير الذي قمنا به. أنا محبط أيضا بالنسبة إلى الجمهور الذي رافقنا ودعمنا منذ أسابيع».
وألقت الهزيمة أمام البرتغال - رغم قسوتها - الضوء على لاعبي فرنسا الشباب الذين لا يزالون بحاجة للنضج بعد مواجهة منافس أكثر ذكاء، وتبنى فرق رائعة في المعتاد على هزائم كهذه.
وقال ديشامب موضحا الشعور العائلي الذي نشأ خلال العامين الماضيين: «خيبة الأمل التي نشعر بها هائلة وسنحتاج إلى وقت لتجاوزها. فزنا معا وعانينا معا وخسرنا معا».
ولخص الجناح الواعد كينغسلي كومان، وعمره 20 عاما كأصغر لاعبي فرنسا، خيبة الأمل بعدما دخل سريعا غرفة الملابس بعد صفارة النهاية لكن بعد نصيحة من الجهاز الفني عاد لتوجيه الشكر للجماهير.
وأثبت أنطوان غريزمان (25 عاما) بأهدافه الستة أنه لا يزال في بداية رحلته كوريث للقميص الفرنسي رقم عشرة الذي ارتداه عظماء مثل زين الدين زيدان وميشال بلاتيني.
وربما العبء الواقع على كاهله بعد مباراته الـ70 هذا الموسم كان أكثر مما يمكن تحمله في النهائي الأوروبي.
ومن سخرية القدر أن هجوم فرنسا الذي كان مصدر قوتها الرئيسية في البطولة هو من خذلها في هذه الليلة حيث افتقر للمسة الأخيرة من أجل وضع الكرة في المرمى.
لكن في غياب كريم بنزيمة أبرز مهاجميها عن البطولة ووجود ألكسندر لاكازيت لاعب أولمبيك ليون في الانتظار واستمرار تطور أنطوني مارسيال فإن المستقبل يبدو مشرقا في الأمام.
وتفوق ثلاثي الوسط الفرنسي المكون من بليز ماتودي وبول بوغبا وموسى سيسوكو في أغلب فترات المباراة. وأظهر نجولو كانتي الذي لم يلعب في النهائي أن بوسعه إضافة المزيد من الصلابة أيضا.
ولا يزال على بوغبا إظهار أنه يستطيع أن يصبح اللاعب الرائع الذي يطمح إليه. وكانت اللمحات التي أظهرها من روعته متقطعة للغاية خلال البطولة. لكن عمره 23 عاما وأفضل سنواته لا تزال أمامه وقد يكون هو اللاعب الذي يقود هذا الفريق للأمام.
وقبل البطولة كانت نقطة ضعف فرنسا في الدفاع. وفي المجمل تحدى الدفاع الفرنسي المنتقدين. وأثبت صمويل أومتيتي (22 عاما) الذي لم يكن قد شارك في أي مباراة دولية قبل البطولة أنه يمتلك مستقبلا مع الفريق.
وكان المنتخب الفرنسي يفتقد بالفعل قلبي دفاعه الأساسيين رفائيل فاران ومامادو ساكو لكن الخيارات كثيرة أمامه في وجود كيرت زوما وايمريك لابورت ضمن الساعين لدخول التشكيلة.
وستكون أبرز عقبة أمام ديشامب هي استبدال الظهيرين. وبينما لعب باتريس ايفرا دور الخبرة داخل الفريق فإن مستواه لم يبرر له مركزه. ويجب الآن أن يدخل ليفين كورزاوا ولوكاس ديني التشكيلة الأساسية. وعلى الجانب الأيمن سيترك بكاري سانيا أيضا مكانه رغم أنه لا يوجد أي بديل مباشر له حتى الآن.
وقال ديشامب: «أنا فخور بما فعلته هذه المجموعة من اللاعبين. لم نحصل على جائزتنا لكننا نمتلك مجموعة استثنائية وهذا يجعلنا نفكر في أننا سنحظى بأيام أفضل».
لقد سمحت نهائيات 2016 في تحقيق المصالحة بين المنتخب الفرنسي والجمهور ومداواة الجراح التي خلفتها مشاركاته الأخيرة.
لقد عرف معسكر المنتخب الفرنسي خيبات انضباطية كبرى على غرار مستواه الفني في السنوات الماضية، ففي مونديال 2010 طرد المهاجم نيكولا انيلكا من بعثة المنتخب لخلاف مع المدرب الغريب الأطوار ريمون دومينيك، وتلا ذلك مقاطعة زملائه التمارين في جنوب أفريقيا.
وفي 2012، دخل لاعب الوسط سمير نصري في مشادة عنيفة مع صحافي، أوقف بعدها 3 مباريات. كما أوقف المهاجم جيريمي مينيز عن خوض مباراة بسبب مواجهة مع أحد الحكام وزميله الحارس هوغو لوريس. وحتى أن مشاركته في البطولة الحالية لم تخل من المواقف المثيرة للجدل، إذ اتهم مهاجم ريال مدريد الإسباني كريم بنزيمة المدرب ديشامب بالعنصرية لأنه استبعده عن النهائيات بسبب مسألة ابتزاز زميله ماتيو فالبوينا في قضية شريط جنسي صوره الأخير.
ثم أضيفت إلى هذه المسألة جراح أعمق ناتجة عن المشاهد المؤلمة التي عاشتها العاصمة باريس خلال اعتداءات 13 نوفمبر 2015.
ويمكن القول إن عملية المصالحة مع الجمهور بدأت في نوفمبر 2013 خلال مباراة الملحق المؤهل إلى مونديال 2014 ضد أوكرانيا حيث كانت فرنسا بحاجة إلى الفوز من أجل السفر إلى البرازيل وهذا ما فعلته (3-صفر).



«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.