شفاينشتايغر يعيد الجدل حول معضلة لمسة اليد واعتبارات التعمد

هل كرة القدم بحاجة إلى تعديل في اللوائح لتوضيح الأمور التي يجب فيها احتساب ركلات جزاء على لمسة اليد؟

شفاينشتايغر وخيبة الأمل لتسببه في احتساب ركلة جزاء (أ.ب.أ) - يد شفاينشتايغر المرفوعة قرب رأس إيفرا هل تعمدت إبعاد الكرة؟ (ا ف ب)
شفاينشتايغر وخيبة الأمل لتسببه في احتساب ركلة جزاء (أ.ب.أ) - يد شفاينشتايغر المرفوعة قرب رأس إيفرا هل تعمدت إبعاد الكرة؟ (ا ف ب)
TT

شفاينشتايغر يعيد الجدل حول معضلة لمسة اليد واعتبارات التعمد

شفاينشتايغر وخيبة الأمل لتسببه في احتساب ركلة جزاء (أ.ب.أ) - يد شفاينشتايغر المرفوعة قرب رأس إيفرا هل تعمدت إبعاد الكرة؟ (ا ف ب)
شفاينشتايغر وخيبة الأمل لتسببه في احتساب ركلة جزاء (أ.ب.أ) - يد شفاينشتايغر المرفوعة قرب رأس إيفرا هل تعمدت إبعاد الكرة؟ (ا ف ب)

يبين قرار الحكم نيكولا ريزولي باحتساب ركلة جزاء في مباراة نصف نهائي «يورو 2016»، التي جمعت ألمانيا وفرنسا، الحاجة إلى تعديل في اللوائح لتوضيح أن لمسة اليد تتعلق بوضعية الجسم والسيطرة على الكرة، كما تتعلق بالنية.
باحت ردود الفعل المتفاوتة على لمسة اليد التي ارتكبها باستيان شفاينشتايغر، قائد منتخب ألمانيا، خلال المباراة التي شهدت هزيمة فريقه 2 - 0 أمام فرنسا، الخميس الماضي، بالكثير عن إلى أي مدى لا تزال القاعدة المتعلقة بالمخالفة تثير لبسا لدى الكثيرين. وكان الرد الفوري على إشارة الحكم الإيطالي نيكولا ريزولي إلى نقطة الجزاء، وإشهار البطاقة الصفراء لقائد ألمانيا، ينطق بالدهشة: «علام احتسب ركلة الجزاء هذه؟». إن كل من كان يتابع المباراة في هذه اللحظة لم يكد يرى المخالفة، وسرعان ما اشتعلت مواقع الإنترنت بالحديث عن نظريات المؤامرة وفريق المستخدمين الناقم عادة. وبعد ذلك، وبعد كثير من الإعادات للعبة، انقسم الناس إلى فرقتين: هؤلاء الذين يعتقدون بوجوب تفعيل قاعدة لمسة اليد «حرفيا» (مثل الآن شيرر)، وأولئك الذين يساندون وجهة النظر السائدة للحكام، وفحواها أن ركلة الجزاء أو الركلة الحرة ينبغي احتسابها عندما تكون يد أو ذراع اللاعب في وضع غير طبيعي (مثل تييري هنري، الذي سبق أن استفاد هو نفسه بشكل غير مشروع من لمسة يد!).
وتظهر نظرة سريعة على رسائل البريد الإلكتروني الكثيرة التي وصلتنا من القراء، على صلة بركلة الجزاء، خلال تقرير الغارديان عن مباراة نصف النهائي لحظة بلحظة، أن هناك انقساما بنسبة 60 - 40 تقريبا لصالح سلامة قرار الحكم ريزولي باحتساب ركلة الجزاء. ويصعب اعتبار هذا استطلاعا مستوفيا للشروط العلمية المتبعة، لكن لعله يتسم بقدر كبير من الدقة، ويشير إلى ميل عدد أكبر من الناس إلى الوقوف إلى جانب تفسير الحكام للقاعدة، وليس الصياغة الفعلية للقاعدة الخاصة بالمخالفة التي تنص على وجوب احتساب ركلة حرة في حال قام اللاعب بـ«لمس الكرة متعمدا (عدا حارس المرمى داخل منطقة جزائه)».
وإذا كان لك أن تفعل القاعدة وفقا لصياغتها، فهل تستطيع أن تقطع فعلا على وجه اليقين بما إذا كان شفاينشتايغر تعمد اعتراض الكرة بيديه؟ تقول وجه نظر معظم الناس أن اللاعب نال العقاب المستحق لأنه تواجد في المكان الخاطئ، وكان عليه أن يقفز نحو الكرة كما لو كان نسخة رديئة من الرجل الخارق، ليحاول أن يقترب من الكرة برأسه قدر المستطاع. وكون الكرة ارتطمت بيده ربما لا يكون عملا مقصودا، ولكنه حرم باتريس إيفرا من أن ينال جائزة ارتقائه في التوقيت السليم وتمركزه بشكل أفضل بكثير مما فعل لاعب وسط ألمانيا، لكن هذا ليس مكتوبا في لوائح اللعبة.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حول المنطقة الرمادية المحيطة بقاعدة لمسة اليد، قدم حكم الدوري الممتاز الإنجليزي ديفيد إليراي ما يمكن أن يكون رؤية ثاقبة حول كيفية احتساب الحكام لقراراتهم، حيث قال: «ينظر الحكام إلى اثنين من المحددات: هل ذهبت اليد أو الذراع إلى الكرة، أو بطريقة من شأنها أن تعترض الكرة، أم هل اليد في وضع لا ينبغي أن تكون فيه عادة؟». مرة أخرى، لم يرد أي من هذه التفسيرات في كتاب اللوائح، لكن معظم الناس سيقبلون بأن هذه طريقة عادلة للنظر إلى القرارات المتعلقة بلمسة اليد. وحقيقة أن كثيرا من اللاعبين، وسيرجيو راموس مثال كبير على هذا، يضعون أذرعهم خلف أجسامهم عند محاولة اعتراض التسديدات داخل منطقة الجزاء، تكشف أن المدافعين يتوقعون احتساب ركلات جزاء إذا ارتطمت الكرة بالذارع أو اليد، سواء كان ذلك متعمدا أم لا.
إذن، لماذا لا يتم تعديل القواعد بحيث تكون متسقة مع أفكار الحكام الذين يطبقونها؟ إذا تضمن القانون رقم 12 نصا يقول «لمس الكرة عمدا أو بطريقة تعتبر غير طبيعية»، ألن يساعد هذا على وضع نهاية للجدل والغضب الذي يحيط بهذه القرارات؟ كما من شأن هذا أن يجعل الحكام أقل عرضة للإساءة أو الاتهامات التي تنطوي على تشهير. هناك قواعد أخرى يمكن أن تصير أكثر وضوحا أيضا، لكن هذه المتعلقة بلمسة اليد يمكن أن تكون أسهلها لتحقيق الاتساق مع ما يعتمل في تفكير الحكام.
وقد كان للتحرك العام باتجاه مزيد من المرونة من قبل الحكام في «يورو 2016» أثرا منعشا، وقوبل باستحسان من معظم المتفرجين. ويقدر كثير من المشجعين رؤية حكم من الحكام وهو يبدي مرونة في التعامل مع القوانين بين الحين والآخر، لكن يظل هناك تعطش، بوجه عام، للوضوح، وتحديدا عندما تتضمن المخالفة احتساب ركلة جزاء. ومن ثم، فلا شك أن تعديلا في القوانين باتجاه جعلها أكثر وضوحا حول كون القرارات بشأن لمسة اليد لا تتعلق بالنية وحدها، وإنما بوضعية الجسم والسيطرة، سيساعد بشكل رسمي في جعل هذه القاعدة أكثر وضوحا.
لقد عبر شفاينشتايغر عن خيبة الأمل لاحتساب ركلة جزاء يرى أنه لم يكن يتعمد مطلقا لمس الكرة باليد، بل إن وضع جسمه عند القفز لأعلى أجبره على رفع ذراعيه.
كان شفاينشتايغر قد تحدى المشككين، بل وتحدى قدراته الجسدية أملا في تقديم دور حاسم خلال مباراة المنتخب أمام نظيره الفرنسي، ولكن إسهامه الأبرز تمثل في خطأ تسبب في احتساب ضربة جزاء جاء منها الهدف الأول المثير للجدل.
وقال يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني: «لا أعرف ما إذا كانت ضربة جزاء أم لا.. عند النظر إلى طريقة تعامله مع الكرة، يبدو الأمر وكأنها لمسة يد، لكنه كان حظا سيئا بشكل عام».
وأضاف: «لا يمكن إلقاء اللوم عليه، ولكنه رفع يده لأعلى، وما كان يفترض عليه ذلك. هناك بعد الحركات لا يمكن التحكم بها أحيانا».
وأثار قرار ضربة الجزاء حالة جدل واسعة، حيث يرى كثيرون أن الارتقاء لتسديد الكرة أو التصدي لها بالرأس دون رفع الذراع يعد أمرا مستحيلا، لكن في الوقت نفسه كان فارق ضئيل يفصل بين ذراع شفاينشتايغر ورأس الفرنسي إيفرا الذي ارتقى محاولا تصويب الكرة باتجاه الشباك.
وبشكل عام، كان القرار يبدو قاسيا على شفاينشتايغر الذي قدم أداء مرضيا طوال 44 دقيقة قبلها، وقدم دعما ملموسا بتمريراته، وحاز على إعجاب الجماهير، رغم التشكك قبل البطولة من أن الإصابات قد تحرمه من المشاركة مع المنتخب الألماني في البطولة الأوروبية. وأظهر شفاينشتايغر أنه قادر على القيادة، وسجل في المباراة الأولى أمام إيطاليا، وظل يبذل جهده، لكن يبدو أن هذا النوع من الجهد يكلف صاحبه ثمنا باهظا في حالة عدم تحقيق المطلوب.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.