«جامعة أفريقيا العالمية».. أول رؤية استراتيجية تعليمية موحدة لسبع دول عربية

تستهدف 72 جنسية.. وطلابها من 42 دولة أفريقية و25 دولة أجنبية

إحدى بوابات جامعة أفريقيا العالمية في الخرطوم («الشرق الأوسط»)
إحدى بوابات جامعة أفريقيا العالمية في الخرطوم («الشرق الأوسط»)
TT

«جامعة أفريقيا العالمية».. أول رؤية استراتيجية تعليمية موحدة لسبع دول عربية

إحدى بوابات جامعة أفريقيا العالمية في الخرطوم («الشرق الأوسط»)
إحدى بوابات جامعة أفريقيا العالمية في الخرطوم («الشرق الأوسط»)

تجسد جامعة أفريقيا العالمية، أول رؤية استراتيجية تعليمية، تعبر عن فلسفة موحدة لسبع دول عربية، ترجمها السودان إلى واقع ملموس بمشاركة مؤسسيها، حيث كانت نواتها التي غرست في الخرطوم، المركز الإسلامي الأفريقي الذي أسس في عام 1972. قبل أن يتطور إلى جامعة عالمية.
وقال الدكتور مصطفى إسماعيل رئيس مجلس الأمناء بجامعة أفريقيا العالمية في حوار مع «الشرق الأوسط»: «إن الجامعة تستقبل طلابا من 42 دولة أفريقية ونحو 25 دولة فيها أقليات مسلمة، مثل الصين والفلبين وتايلاند والبوسنة والهرسك، ومن دول أوروبا وحتى أميركا».
ويبلغ عدد طلاب الجامعة وفق إسماعيل، قرابة الـ13 ألف طالب للأعوام من 2008 إلى 2013. حيث تم هذا العام قبول أربعة آلاف طالب من مختلف أجناس وشعوب الدنيا.
«الشرق الأوسط» أجرت الحوار التالي مع رئيس أمناء جامعة أفريقيا العالمية، خلال زيارته الأخيرة للرياض، فإلى نص الحوار:

* حدثنا عن جامعة أفريقيا العالمية وأهدافها وقوتها الطلابية؟
- تمثل جامعة أفريقيا العالمية، أول نبتة استراتيجية تعليمية عربية صاحبة رؤية موحدة، كانت نواتها التي غرست في الخرطوم المركز الإسلامي الأفريقي، الذي أسس عام 1972، قبل أن يتطور فيما بعد حتى أصبح جامعة أفريقيا العالمية، حيث شاركت في تأسيسها سبع دول عربية، هي السودان والسعودية ومصر وقطر والكويت والإمارات والمغرب. وتضم الجامعة عددا كبيرا من الطلاب، ينتمون إلى 72 جنسية من أكثر من 42 دولة أفريقية، ونحو 25 دولة فيها أقليات مسلمة، مثل الصين والفلبين وتايلاند والبوسنة والهرسك، إلى جانب دول من أوروبا وحتى أميركا، ويبلغ عدد طلاب الجامعة قرابة الـ13 ألف طالب للأعوام من 2008 إلى 2013، وتم هذا العام قبول أربعة آلاف طالب من مختلف شعوب الدنيا.
* ما آلية قبول الجامعة لهذا الكم الكبير من الجنسيات؟
- تستهدف الجامعة قبول الطلاب الأفارقة بحجم يشكل 50% من القوة الطلابية، وتستقبل غير الأفارقة بنسبة تشكل 25%، فيما تستقبل الطلاب السودانيين بنسبة 25%. وما يجدر ذكره أن الطلاب السودانيين الذين يتم قبولهم بالجامعة، عادة يكونون من الطلاب ميسوري الحال، لأنهم هم الوحيدون الذين يدفعون الرسوم الدراسية، التي تستخدم في سد جزء من منصرفات الجامعة وميزانيتها، علما بأن الحكومة السودانية ظلت تدعم هذه الجامعة وتقدم لها كل ما تستطيع تقديمه، بالإضافة إلى الدعم المقدم من قبل الخيرين والمؤسسات الإسلامية.
* ألا تقدم الدول المؤسسة الأخرى دعما للجامعة؟
- بطبيعة الحال كانت الجامعة تتلقى الدعم من جهات عدة، غير أنه أثناء الغزو العراقي للكويت وآثاره التي أعقبت هذا الغزو، تأثرت علاقات السودان بهذه الدول المؤسسة، ومن هذه الآثار توقف الدول عن الدعم الذي كانت تقدمه للجامعة. وبعد أن عادت المياه إلى مجاريها بين السودان وهذه الدول، رأى مجلس الأمناء في الاجتماع الذي ذكرته، أن يرد الفضل إلى أهله وأن يكتب لهذه الدول التي دعمت هذه المؤسسة أن تعود وتواصل مسيرتها، وكان على رأس هذه الدول السعودية. لذلك رأى مجلس الأمناء أن تكون البداية بالسعودية، فكتب مجلس الأمناء رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عبر الرئيس السوداني عمر البشير، يطلب فيها زيارة وفد من مجلس أمناء الجامعة للسعودية، وخادم الحرمين وجه وزارة التعليم العالي باستقبال هذا الوفد والوقوف على أحوال الجامعة واحتياجاتها، فهذه مرجعية الزيارة، لذلك جاءتنا الدعوة من وزارة التعليم العالي.
* وما مخرجات زيارة وفد جامعة أفريقيا العالمية للسعودية؟
- هذه الزيارة التي قام بها وفد من جامعة أفريقيا العالمية، أتت في إطار تعزيز الشراكة بين الجامعة ونظيراتها من الجامعات السعودية، بجانب بحث سبل دعمها فنيا وماليا، وكذلك البحث عن آفاق الدعم الذي يمكن أن تقدمه المؤسسات التعليمية الأخرى في السعودية، سواء وزارة التعليم العالي التي أبدت استعدادها التام لتنفيذ الكثير من المشروعات الوقفية والتعاون في المجال الأكاديمي مع الجامعة، أو وزارة الشؤون الإسلامية، باعتبار أن السعودية تعتبر إحدى الدول المؤسسة السبع لنواة الجامعة التي كانت تتمثل في المركز الإسلامي الأفريقي الذي تأسس عام 1972، حيث تطور فيما بعد حتى أصبح جامعة أفريقيا العالمية. والتقى الوفد بمجموعة من المؤسسات الإسلامية في الرياض، منها الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وعدد من الجامعات، منها جامعة الملك سعود وجامعة الإمام والمدينة المنورة والجامعات فيها، ثم مكة المكرمة والجامعات فيها، وضم الوفد الزائر، شخصي بوصفي رئيس مجلس الأمناء وعضوية المشير عبد الرحمن حسن سوار الذهب عضو مجلس الأمناء، ومدير الجامعة الحالي الدكتور كمال عبيد، والبروفسور حسن مكي رئيس الجامعة السابق، والبروفسور عبد الرحيم محمد علي المدير الأسبق للجامعة. ونتجت الزيارة بالأساس عن اجتماع مجلس الأمناء السابق قبل عام، حيث راجع مسيرة الجامعة ورأى أن هذه الجامعة أسسها ودعمها، أساسا، عدد سبع دول عربية، تشمل السعودية ومصر والإمارات وقطر والكويت والمغرب والسودان.
* وهل سيكون برنامج الزيارات للدول المؤسسة ضمن استراتيجية الدعم المستمر للجامعة؟
- بالتأكيد فإن الدول المؤسسة السبع قادرة على إيجاد صيغة لدعم الجامعة، وبالتالي فإن الزيارات تؤسس لاستراتيجية آلية الدعم لها، خاصة أن الجامعة مرت بظروف صعبة، ضعف فيها الدعم بسبب فتور علاقات بعض الدول المؤسسة مع السودان، إبان حرب الخليج، بسبب موقفه في ذلك الوقت، كما ذكرت سابقا، فضلا عن تدهور الأوضاع الاقتصادية التي مر بها السودان بعد انفصال الجنوب وإيقاف بترول جنوب السودان، حيث انعكست أيضا على دعم الحكومة السودانية للجامعة.. ولكن الآن عادت مياه العلاقات إلى مجاريها، الأمر الذي جعلنا نقوم بزيارة استهدفنا بها بعض هذه الدول، وفي مقدمتها السعودية، لسد العجز في ميزانية الجامعة، ودعم عدد من برامج الجامعة مثل كفالة الطلاب، وتشييد عدد من القاعات والوقف وبعض مشروعات الوقف الخاصة بالجامعة، حتى تواصل مسيرتها وتعود إلى وضعها المأمول. ومن خلال اللقاءات وجدنا تجاوبا كبيرا من المسؤولين السعوديين، نأمل أن ينعكس هذا التجاوب في برامج مشتركة وفي دعم مقدر من السعودية للجامعة، ونواصل زياراتنا للدول الأخرى، التي ساهمت في تأسيس هذه الجامعة، حتى تواصل مسيرتها وتعود إلى وضعها المأمول.
* ما الآلية التي صمم بموجبها منهج الجامعة؟ وما رسالته التي يتطلع إليها؟
- رسالة الجامعة قائمة على الدعوة الإسلامية الخالية من التعقيدات والتطرف، وتكتنز أفضل القيم الأخلاقية المتسامحة المعتدلة، وذلك من خلال التميز الأكاديمي؛ بمعنى آخر أن الجامعة تخرج الطلاب على أفضل ما يكون في الكليات العلمية والكليات الإنسانية، حيث تتضمن الجامعة 14 كلية، تتخصص في مختلف أنواع العلوم التطبيقية والنظرية والإنسانية، بما في ذلك الطب والصيدلة والأسنان والاقتصاد والقانون، وغيرها من المجالات العلمية والإنسانية، وتستهدف آلية عمل المنهج بأن تخرج طلابا متميزين أكاديميا وأخلاقيا. وقد تحقق هذا الهدف، حيث إن طلاب الجامعة أصبح يشار إليهم بالبنان أفريقيا وعالميا، إذ يتخرج الطالب فيها وهو ملم بأمور الدين، ذلك أن منهج الجامعة قائم على منهج أهل السنة والجماعة، وقائم على المنهج المعتدل المتسامح، لذلك فإن الجامعة حتى الآن خرجت آلاف الطلاب، لم نجد حتى من بينهم متطرفا واحدا أو منتميا لجماعات أو حركات متطرفة، بل لم نجد منهم عاطلا واحدا عن العمل، وبالعكس فجميعهم تولوا في بلادهم مواقع مرموقة، عكست أخلاقهم وقيمهم ومعرفتهم بدينهم المعتدل المتسامح الذي يسع الجميع مما تعلموه في الجامعة.
* وما اللغة الرسمية لمنهج الجامعة.. العربية أم الإنجليزية؟
- عندما يأتي الطالب للجامعة، لا بد له أولا أن يقضي عاما كاملا لتعلم اللغتين العربية والإنجليزية، فالطالب الذي لا يعرف اللغة العربية يتخرج من الجامعة وهو يتكلم اللغة العربية بطلاقة، والطالب الذي لا يعرف اللغة الإنجليزية يتخرج وهو يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، إذ إن بالجامعة كلية للغات.
* طالما أن الجامعة عالمية التوجه وصاحبة رسالة.. لماذا لا توسع دائرة الدعم ليشمل حتى هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التطوعية والخيرية وغيرها؟
- يضم مجلس أمناء الجامعة شخصيات، بعضهم يمثل مؤسسات، وبعضهم يمثل كيانات، مثلا رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهناك دول مثل جنوب أفريقيا وممثلون لكبار رجال الأعمال في نيجيريا، وأيضا هناك عدد من رجال الأعمال الخيرين من دول الخليج، ومن بينهم سعوديون لا يودون ذكر أسمائهم ليكون خالصا لله، وكذلك هناك خيرون من إندونيسيا وماليزيا، ومثلا من مصر رجل الأعمال أحمد بهجت ومن نيجيريا الحاج أنديني، ومن الخليج مؤسسة آل مكتوم، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر، وهذه المؤسسات وغيرها تقيم كليات وداخليات، وتتحمل نفقاتها بالكامل، وتقيم أوقافا مثل المراكز التجارية، ويذهب ريعها لمتطلبات الجامعة.



جامعة آخن الألمانية مركز لـ«وادي سيليكون» أوروبي

جامعة آخن الألمانية  مركز لـ«وادي سيليكون» أوروبي
TT

جامعة آخن الألمانية مركز لـ«وادي سيليكون» أوروبي

جامعة آخن الألمانية  مركز لـ«وادي سيليكون» أوروبي

تعد الجامعة الراينية الفستفالية العليا بآخن هي أكبر جامعة للتكنولوجيا في ألمانيا وإحدى أكثر الجامعات شهرة في أوروبا. وفي كل عام، يأتيها الكثير من العلماء والطلاب الدوليين للاستفادة من المناهج ذات الجودة الفائقة والمرافق الممتازة، والمعترف بها على المستوى الأكاديمي الدولي.
تأسست الجامعة في عام 1870 بعد قرار الأمير ويليام أمير بروسيا استغلال التبرعات في إقامة معهد للتكنولوجيا في موضع من المواضع بإقليم الرين. وكان التمويل من المصارف المحلية وإحدى شركات التأمين يعني أن يكون موقع الجامعة في مدينة آخن، ومن ثم بدأت أعمال البناء في عام 1865 افتتحت الجامعة أبوابها لاستقبال 223 طالبا خلال الحرب الفرنسية البروسية. وكان هناك تركيز كبير على مجالات الهندسة ولا سيما صناعة التعدين المحلية.
على الرغم من استحداث كليات الفلسفة والطب ضمن برامج الجامعة في ستينات القرن الماضي، فإن الجامعة لا تزال محافظة على شهرتها الدولية كأفضل أكاديمية للعلوم الطبيعية والهندسة - ومنذ عام 2014، تعاونت الجامعة مع المدينة لمنح جائزة سنوية مرموقة في علوم الهندسة إلى الشخصيات البارزة في هذه المجالات.
يرتبط التركيز الهندسي لدى الجامعة بالعلوم الطبيعية والطب. وترتبط الآداب، والعلوم الاجتماعية، وعلوم الاقتصاد هيكليا بالتخصصات الأساسية، الأمر الذي يعتبر من المساهمات المهمة لبرامج التعليم الجامعي والبحث العلمي في الجامعة. ومن خلال 260 معهدا تابعا وتسع كليات، فإن الجامعة الراينية الفستفالية العليا بآخن تعد من بين المؤسسات العلمية والبحثية الكبيرة في أوروبا.
حظيت الجامعة على الدوام بروابط قوية مع الصناعة، مما أوجد نسخة مماثلة لوادي السليكون الأميركي حولها، وجذب مستويات غير مسبوقة من التمويل الأجنبي لجهود البحث العلمي فيها. ومن واقع حجمها ومساحتها، تعتبر مدينة آخن المدينة الألمانية المهيمنة على الشركات والمكاتب الهندسية المتفرعة عن الجامعة.
ولقد تم تطوير أول نفق للرياح، وأول مسرع للجسيمات في العالم في الجامعة الراينية الفستفالية العليا بآخن. ومن بين الابتكارات الكبيرة التي تم تطويرها داخل حرم الجامعة هناك طائرة رائدة مصنوعة بالكامل من المعدن، إلى جانب جهاز لترشيح سخام الديزل.
وبالنسبة لاستراتيجيتها لعام 2020 تعرب جامعة آخن عن التزامها بالأبحاث العلمية متعددة التخصصات، والتي، إلى جانب تنوعها، ودوليتها، والعلوم الطبيعية لديها، تشكل واحدة من التيمات الأربع الرئيسية للأعمال التي يجري تنفيذها في حديقة الأبحاث العلمية بالجامعة. كما تهدف الجامعة أيضا إلى أن تحتل المرتبة الأولى كأفضل جامعة تكنولوجية ألمانية وواحدة من أفضل خمس جامعات أوروبية في هذا المجال.
ومن بين أبرز خريجي الجامعة نجد: بيتر جوزيف ويليام ديبي، الزميل البارز بالجمعية الملكية، وهو عالم الفيزياء والكيمياء الأميركي من أصول هولندية. والمهندس الألماني والتر هوهمان الحائز على جائزة نوبل والذي قدم إسهامات مهمة في إدراك الديناميات المدارية. بالإضافة إلى فخر الدين يوسف حبيبي، زميل الجمعية الملكية للمهندسين، ورئيس إندونيسيا في الفترة بين عامي 1998 و1999.