«الشرعية» ترد على جرائم الميليشيات بالتصعيد العسكري في ذمار

الانقلابيون يرسلون تعزيزات عسكرية إلى المحافظة.. والمقاومة ترفع استعداداتها

عناصر من قوات الشرعية في حيفان بعد معركة شرسة انتهت بطرد الحوثيين من المحافظة الواقعة جنوب تعز (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الشرعية في حيفان بعد معركة شرسة انتهت بطرد الحوثيين من المحافظة الواقعة جنوب تعز (أ.ف.ب)
TT

«الشرعية» ترد على جرائم الميليشيات بالتصعيد العسكري في ذمار

عناصر من قوات الشرعية في حيفان بعد معركة شرسة انتهت بطرد الحوثيين من المحافظة الواقعة جنوب تعز (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الشرعية في حيفان بعد معركة شرسة انتهت بطرد الحوثيين من المحافظة الواقعة جنوب تعز (أ.ف.ب)

كثفت قوات الشرعية عملياتها العسكرية ضد مواقع وتجمعات ودوريات ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في مناطق متفرقة من محافظة ذمار، وذلك ردا على استمرار الميليشيات في انتهاكاتها بحق المواطنين، من اعتقالات وملاحقات وقتل للمدنيين.
وحذرت المقاومة في ذمار عناصر جماعة الحوثي من مغبة «أفعالهم الاستفزازية وتصرفاتهم الهمجية، وإيقاظهم للفتن وخرقهم لمبادئ الصلح والسلم والسلام والتعايش، ومحاولاتهم الحثيثة العبث بأمن واستقرار وسلامة المواطنين، والتضييق عليهم والتدخل في شؤون حياتهم وفرض الجبايات والإتاوات، والملاحقة والاستجواب والاستيقاف اللا مبرر للبعض، إمعانا في جر المنطقة والعودة بها إلى مربع الحرب والاقتتال».
وقال مصدر في المكتب الإعلامي للمقاومة الشعبية في ذمار، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عناصر المقاومة الشعبية في المحافظة نصبت كمينا استهدفت فيه طقما عسكريا تابعا للمشرف الأمني للميليشيات في المحافظة، المدعو أبو مفضل الجرموزي، وسقط فيه عدد من الجرحى من الميليشيات من أفراد الطقم المستهدف، وذلك أثناء مروره من قاع أنس بالقرب من الجمعة، مركز المديرية». وأكد المصدر ذاته أن «الميليشيات أعلنت النفير العام في المحافظة، وطالبت مشايخ القبائل الموالين لهم بدعمهم ومدهم بالمقاتلين من أبناء القبائل، بعد مقتل كثير من عناصر الميليشيات في جبهات تعز ومأرب، وحددوا مدهم بعدد 50 شخصا من كل قبيلة، وأنه في حال رفضت القبيلة ذلك سيتم أخذ أبنائها بالقوة».
ودعت المقاومة الشعبية في مديرية عتمة، إحدى مديريات محافظة ذمار الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، أبناء المديرية إلى ضرورة رفع أهبة الاستعداد والجاهزية بعد قيام ميليشيات الحوثي باستحداثات عسكرية وإرسال تعزيزات بالقرب من مركز مديرية عتمة بمحافظة ذمار.
وقال بيان صادر عن مقاومة مديرية عتمة، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «تهيب قيادة مقاومة عتمة بالشرفاء من أبناء المديرية، أفرادا ومواطنين وضباطا وجنودا ورجال أمن، برفع أهبة الاستعداد والحذر للتعامل مع الموقف بما يجب إن لزم الأمر وفي حال الضرورة القصوى».
كما طالب بيان المقاومة «جماعة الحوثي بسرعة إخراج مسلحيهم الذين قدموا من خارج المديرية، واحترام خيار السلم والتعايش الذي اختاره أبناء هذه المديرية بمختلف مكوناتها». محملين السلطة المحلية وجماعة الحوثي مسؤولية الاستمرار في مثل هذه الممارسات اللا مسؤولة والتصرفات الطائشة.
ويأتي ذلك، بعدما استحدثت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح نقاط تفتيش ومواقع عسكرية في مديرية عتمة، علاوة على إرسال تعزيزات عسكرية وقيادات أمنية بقيادة مشرف ميليشيات الحوثي في المحافظة أبو عادل الطاووس.
في المقابل، استهدفت عناصر المقاومة الشعبية في ذمار، طقما عسكريا للميليشيات الانقلابية في مديرية جبل الشرق (غرب المحافظة)، وتواترت أنباء تفيد بإصابات كثيرة في صفوف الميليشيات الانقلابية.
بدوره، وجه العميد عبد الكريم عوبل السدعي، رئيس اللجنة العسكرية في مجلس المقاومة الشعبية بمحافظة ذمار، رسالة للقيادة العسكرية والسياسية، تطلب سرعة التوجه للحسم العسكري والقضاء على الميليشيات الانقلابية، قائلاً إن «ذلك هو الحل الوحيد لاستئصال الميليشيات من جميع المحافظات اليمنية».
وطالب القيادة ودول التحالف بمكافأة من صمدوا في أيام العيد وحققوا انتصارات بجميع الجبهات، بصرف مرتباتهم السابقة كاملة؛ لأن من تبقى وصمد هم من سيحققون النصر؛ لأنهم جاءوا للجهاد وجعلوا عملهم خالصا لله. وحذر السدعي الميليشيات في ذمار من أي تحرك باتجاه عتمة، مؤكدا «بأنهم على قيد الاستعداد لاستئصالهم من المحافظة ومنتظرين توجيهات القيادة».
وحمل العميد السدعي مسؤول المحافظة من قبل الميليشيات الانقلابية، المدعو أبو زيد، كامل المسؤولية، وطالبه بترك ذمار وشأنها، والعودة إلى جبال مران والدفاع عنها. وناشد جميع أبناء المحافظة الترصد لأي تعزيزات للميليشيات، تتجه لقتل إخواننا في تعز.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.