هدوء نسبي جنوب تعز.. واحتدام الاشتباكات في بقية جبهاتها

أهالي حيفان يستغيثون صحيًا

هدوء نسبي جنوب تعز.. واحتدام الاشتباكات في بقية جبهاتها
TT

هدوء نسبي جنوب تعز.. واحتدام الاشتباكات في بقية جبهاتها

هدوء نسبي جنوب تعز.. واحتدام الاشتباكات في بقية جبهاتها

انتقلت حدة الاشتباكات التي تشهدها تعز، من الجهة الجنوبية إلى الجهات الشرقية والغربية والشمالية إلى جانب أحياء المحافظة التي تتعرض لقصف عنيف وحصار منذ أشهر من قبل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع، في وقت شهدت فيه جبهة حيفان جنوب محافظة تعز، هدوءًا نسبيًا.
وتوقف الاقتتال نسبيًا في جبهة ظبي بعد معارك عنيفة استخدمت فيها مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة وقصف مدفعي منذ الصباح الباكر من قبل الميليشيات الانقلابية على مواقع قوات الشرعية والقرى، ورافقها شن قوات الجيش والمقاومة هجومًا واسع النطاق على مواقع ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في تبة الشريرة التي تم استعادتها منهم بعد تكبيدهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد.
ويأتي ذلك في الوقت الذي زادت حدة المواجهات العنيفة في جبهات القتال في محافظة تعز، في حين تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من التصدي لهجوم الميليشيات الانقلابية العنيفة في الجحملية والكمب وحي الدعوة وثعبات، شرق المدينة، وكذلك في حي عصيفرة والزنوج وتبة الدفاع الجوي وشارع الأربعين، شمال مدينة تعز.
وأطلق أهالي مديرية حيفان، نداء الاستغاثة لإنقاذهم من الكارثة الصحية التي تحل على المديرية التي تشهد مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح، من جهة.
وطالب الأهالي في نداء الاستغاثة، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، الصليب الأحمر بـ«سرعة المساعدة، والتدخل السريع، لإخراج الجثث الواقعة أسفل موقع المنشار وفوق مدرسة الإرشاد ظبي، حيث إن الجثث لها قرابة 5 أيام، أي منذ دخول الحوثيين منطقة ظبي في الأعبوس، وسيطرتهم على موقع المقاومة في المنشارة منذ فجر 3 يوليو (تموز) 2016».
وأضافوا «أن عددًا من المواطنين الذين يمرون على مقربة من المنطقة والباعة الموجودين بسوق ظبي ذكروا أن رائحة الجثث أصبحت منتشرة بشكل كبير، علاوة على إغلاقه مستوصف ظبي الأعبوس بسبب موقعه في منطقة التماس».
وأكد الأهالي أنه «خلال أيام العيد غيم الحزن والألم على أجواء العيد عند الأهالي المدنيين القاطنين في ظبي والقرى المجاورة، خاصة بعد مقتل الحاج ناشر هائل برصاصة قناص حوثي وسقوط عشرة جرحى بسبب تلك الاشتباكات والحرب اللاأخلاقية والمجردة من الإنسانية وقوانين الحرب، وأصبحوا يواجهون صعوبة في نقل وإسعاف المصابين المدنيين من نساء وكبار السن الذين لا حول لهم ولا قوة». مشددين على الصليب الأحمر ضرورة «القيام بدوره في نقل وإخراج المصابين والجرحى من مناطق الاشتباكات إلى أقرب منطقة آمنة ليتم إسعافهم»، وعلى أنه «يحبذ التنسيق مع مستشفى أطباء بلا حدود في عدن وتعز، مع إمكانية إمداد تلك القرى بإسعافات أولية».
وأشار البيان إلى ازدياد عدد الأسر النازحة من مركز ظبي (قرية ظبي وما جاورها)، وبأنها ازدادت خلال الخمسة أيام الماضية، ووصلت إلى ما يربو على 49 أسرة، أي ما يصل إلى 170 فردا من المقيمين والنازحين، حيث نزح غالبيتهم إلى المدن الأخرى، وأكثرهم إلى العاصمة صنعاء، وعدد قليل من أهالي المنطقة نزوحوا إلى المناطق المجاورة.
كما شنت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح هجومها العنيف والمستميت على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية منطقة الضباب، ومقر اللواء 35 مدرع، ومنطقة غراب، وشارع الثلاثين، والسجن المركزي، غرب تعز، في الوقت الذي تواصل التحشيد والدفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط اللواء، خاصة إلى شارع الخمسين ومنطقة حذران القريبة من مقر اللواء 35 مدرع، في محاولة منها السيطرة عليه.
وشهدت منطقة الصراري في مديرية المسراخ، جنوب مدينة تعز، مواجهات شرسة بجميع أنواع الأسلحة بين المقاومة وميليشيات الحوثي.
في المقابل، أقامت مبادرة «الحالمة» بالتعاون مع منظمة يمن للطفولة فعالية لأطفال تعز بعنوان «بسمة طفل». وخلال الفعالية، جرت حوارات بين أطفال تعز المشاركين حول الحرب ومعاناتهم، إضافة إلى عدد من الفقرات الشعرية ومسابقات للأطفال.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.