بدعم دول التحالف.. قروض من دون فوائد لشباب حضرموت

مسؤول يمني: نركز على التنمية بعيدًا عن الحزبيات الضيقة

شبان يبيعون القهوة خلال عيد الفطر في محاولة لتحسين دخلهم إثر تفاقم المعاناة الاقتصادية في البلاد (إ.ب.أ)
شبان يبيعون القهوة خلال عيد الفطر في محاولة لتحسين دخلهم إثر تفاقم المعاناة الاقتصادية في البلاد (إ.ب.أ)
TT

بدعم دول التحالف.. قروض من دون فوائد لشباب حضرموت

شبان يبيعون القهوة خلال عيد الفطر في محاولة لتحسين دخلهم إثر تفاقم المعاناة الاقتصادية في البلاد (إ.ب.أ)
شبان يبيعون القهوة خلال عيد الفطر في محاولة لتحسين دخلهم إثر تفاقم المعاناة الاقتصادية في البلاد (إ.ب.أ)

باشرت السلطات المحلية في حضرموت تنفيذ مشروع لدعم الشباب والحد من البطالة، عبر تقديم قروض استثمارية دون فوائد، على أن تسدد على شكل دفعات آجلة أو أقساط ميسرة.
وتأتي هذه الخطوة من السلطات المحلية الموالية للشرعية في حضرموت، فيما تخطط السلطات الرسمية لدعم جميع أشكال التنمية في المناطق المحررة من قوات الميليشيات الحوثية المتمردة والقوات الموالية لأنصار المخلوع علي صالح، وكذا المناطق التي استعادتها السلطات الشرعية من تنظيم «القاعدة» الإرهابي.
وأكد مستشار محافظ حضرموت لشؤون الشباب رياض الجهوري لـ«الشرق الأوسط»، أن دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية والإمارات العربية المتحدة حاضرة بقوة لدعم حضرموت بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، وفي ظل المدنية التي تشتهر بها حضرموت وحب أهلها للسلام والأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن الإمارات قدمت دعمًا ماليًا بقيمة عشرة ملايين دولار بهدف منح الشباب قروضًا دون فوائد أو أرباح لمشاريعهم الصغيرة بمختلف أشكالها لمساعدتهم على مواجهة ظروف الحياة والانخراط في سوق العمل.
وأضاف أنه تلقى بشارة الدعم هذه من محافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك، بما يسهم في تأهيل الشباب، وفي ظل اهتمام السلطة المحلية بالقطاع الشبابي ليجد موقعه في خريطة طريق المستقبل لحضرموت والنهضة بها وتنميتها في مختلف المجالات.
وأشار إلى وجود استراتيجية للتنمية الشبابية في حضرموت، مع تنظيم ورشات عمل للقيادات والبرامج والمنظمات الشبابية.
وحول الصندوق الذي أعلن عن إنشائه المحافظ قبل أيام برأسمال مائة مليون ريال يمني (400 ألف دولار)، قال المستشار الجهوري: «هذا المبلغ للتأسيس، وسيرفد بمبالغ مالية أخرى من الدولة والسلطة المحلية والتجار ورجال الأعمال الذين باركوا هذه الخطوة التي ستسهم في انطلاق قطار التنمية والإبداع في حضرموت»، فضلا عن تمثيل قطاع الشباب والطلاب والرياضيين في الصندوق.
وعبّر الجهوري عن أمله في اصطفاف مختلف القطاعات الشبابية في حضرموت للارتقاء بحضرموت بعد سنوات الإقصاء والتهميش والمحسوبية التي كان الشباب الشريحة الأكثر تضررًا فيها، أثناء فترة الرئيس المخلوع، وأن يكونوا في المرحلة المقبلة فاعلين ومؤثرين وإيجابيين لإنهاء مرحلة مظلمة في تاريخ اليمن، وألا ينساقوا وراء المهاترات والخلافات التي تضر بحضرموت وأهلها.
وشدد على أن الشباب يقع على عاتقهم كثير من الآمال والطموحات، معتبرًا أنه وافق على القبول بمنصبه الحالي ليمنح الشباب موقعهم وتأسيس كيان لهم لنقل أصواتهم ومشكلاتهم ومقترحاتهم وتطلعاتهم إلى الجهات المختصة.
وركّز الجهوري على أن حضرموت اليوم يجب أن تبقى بعيدة عن الحزبيات الضيقة والانتماءات الدونية والغايات الرخيصة «فالحزبية هي التي فرقت حضرموت، وسلبت كثيرا من القيم والمبادئ التي عرفت بها هذه الأرض منذ مئات السنين في مختلف أصقاع العالم».
من جهة أخرى، دعا محافظ حضرموت، مديري العموم والموظفين للالتزام بالدوام وعودة الحياة من جديد للمؤسسات والمرافق الحكومية وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين بعد انتهاء إجازة عيد الفطر والعودة إلى العمل اليوم، مشددًا على أن السلطة ستراقب نشاط جميع المرافق، وتحاسب المقصرين والمتخاذلين.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.