«ستاندرد آند بورز» تبقي تصنيف ألمانيا عند أعلى درجة ائتمانية

رغم التراجع المفاجئ للصادرات.. وتداعيات «بريكست»

«ستاندرد آند بورز» تبقي تصنيف ألمانيا عند أعلى درجة ائتمانية
TT

«ستاندرد آند بورز» تبقي تصنيف ألمانيا عند أعلى درجة ائتمانية

«ستاندرد آند بورز» تبقي تصنيف ألمانيا عند أعلى درجة ائتمانية

أبقت وكالة «ستاندرد آند بورز»، على أعلى درجة تصنيف ائتماني «إيه إيه إيه» لألمانيا، مؤكدة أن هذه الدرجة غير مهددة بالتخفيض، مع الإبقاء على نظرة مستقبلية «مستقرة».
ونفت «ستاندرد آند بورز» في بيان لها مساء أمس الأول الجمعة، وجود تأثيرات للقرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي على تقييم ألمانيا.
وأفادت «ستاندرد آند بورز» بأن ألمانيا لديها اقتصاد متنوع وقادر على المنافسة، مشيرة إلى أن تدني أسعار الفائدة وقوة الإيرادات الضريبية يدعمان سياسة الميزانية، غير أن هناك توقعات بتزايد حالة عدم الاستقرار السياسي قبل الانتخابات البرلمانية في خريف العام المقبل.
وأرجعت الوكالة ومقرها لندن، وصفها للنظرة المستقبلية لاقتصاد ألمانيا بالمستقرة، إلى أن المالية العامة لأكبر اقتصاد في أوروبا يمكنها تحمل الصدمات الاقتصادية والسياسية، كما أن هناك إجماعًا واسعًا في ألمانيا على انتهاج سياسة ميزانية سليمة. يأتي هذا في الوقت الذي سجلت فيه الصادرات الألمانية انخفاضًا مفاجئًا في مايو (أيار) الماضي، فيما يثير تراجع الطلب العالمي مزيدًا من القلق بشأن آفاق النمو بالنسبة لأكبر نظام اقتصادي في أوروبا.
وذكر مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أن الصادرات تراجعت بنسبة 1.8 في المائة في مايو الماضي، في نهاية لثلاثة شهور متتالية من النمو. وكان المحللون الاقتصاديون يتوقعون أن تنمو الصادرات في مايو بنسبة 0.4 في المائة بعد ارتفاعها بنسبة 0.1 في المائة في أبريل (نيسان) الماضي. وارتفعت الواردات الألمانية في مايو بنسبة 0.1 في المائة بعد تراجعها بنسبة 0.3 في المائة في أبريل. في المقابل تراجع عدد طلبات اللجوء السياسي في ألمانيا بشكل حاد خلال النصف الأول من العام الحالي، بحسب بيانات نشرت أمس الجمعة. وجاء في تقرير لصحيفة «دي فيلت» الألمانية أنه جرى تسجيل ما مجموعه 225 ألف و368 طالب لجوء في نظام التسجيل الاتحادي بالبلاد (إيزي) بحلول صباح يوم الخميس. وبلغ إجمالي عدد طالبي اللجوء في ألمانيا العام الماضي 1091894 شخصًا من بينهم كثيرون فروا من الحرب الأهلية في سوريا، والصراع في أفغانستان، والصعوبات الاقتصادية في شمال أفريقيا. وجاء التقرير قبل إعلان وزير الداخلية توماس دي ميزير بيانات الهجرة الرسمية للربع الثاني. وارتفعت الأعداد الوافدة إلى ألمانيا في صيف العام الماضي، بعدما أشارت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، إلى أن اللاجئين السوريين الذين تقطعت بهم السبل على طول ما يسمى طريق البلقان خلال قطع الرحلة إلى غرب أوروبا سيكون مرحبًا بهم. ورغم أن القرار نال إشادة من نشطاء حقوق الإنسان فإنه تسبب في توترات في الائتلاف الحاكم المنتمية إليه ميركل، ووتر العلاقات الألمانية مع المجر، وغيرها من الدول الواقعة في شرق أوروبا.
على صعيد آخر، أظهرت البيانات التي أصدرها مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني في مدينة فيسبادن أن السياحة تواصل تحقيق أرقام قياسية جديدة في البلاد. وارتفعت معدلات الإقامة لليلة فندقية واحدة من قبل النزلاء المحليين والأجانب، لتصل إلى 43.2 مليون ليلة في مايو، بزيادة نسبتها 3 في المائة، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
وساهم النزلاء المحليون في زيادة بنسبة 4 في المائة، بينما هناك تراجع بنسبة 2 في المائة في حجز الغرف من قبل الأجانب.
وعلى مدار الخمسة أشهر الأولى من العام، سجلت الفنادق ودور الضيافة زيادة بنسبة 4 في المائة، أي 157.5 مليون إقامة لليلة واحدة. وأفاد مكتب الإحصاء الاتحادي بأنه في ظل تسجيل 4.436 مليون إقامة لليلة واحدة، فإن العام الماضي هو سادس عام قياسي على التوالي.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).