الفلسطينيون يدعون فرنسا إلى التنسيق من أجل إنجاح مؤتمر السلام

عريقات قال إن التنسيق مع الرباعية كفريق عمل انتهى

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه المبعوث الفرنسي للسلام بيير فيمون في رام الله أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه المبعوث الفرنسي للسلام بيير فيمون في رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يدعون فرنسا إلى التنسيق من أجل إنجاح مؤتمر السلام

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه المبعوث الفرنسي للسلام بيير فيمون في رام الله أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه المبعوث الفرنسي للسلام بيير فيمون في رام الله أمس (أ.ف.ب)

في حين دعا صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فرنسا إلى العمل الجدي على عقد المؤتمر الدولي للسلام وفق مرجعيات محددة، طالب وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، الفرنسيين بالتنسيق المستمر من أجل إنجاح المؤتمر، في إشارة إلى تباين في الآراء حول الأمر، وقلق فلسطيني من مؤتمر لا يلبي الطموحات.
وأكد عريقات أثناء لقائه مبعوث عملية السلام الفرنسي، بيير فيمونت، أن نجاح المؤتمر المرتقب «يتطلب معايير قانونية وسياسية تستند إلى المحددات والمرجعيات المعترف بها دوليًا، وإلى قواعد القانون الدولي، بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات العلاقة، ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة والالتزامات المستحقة، والوقف الشامل للاستيطان غير الشرعي في دولة فلسطين، والإفراج عن الدفعة الرابعة للأسرى في سجون الاحتلال، حتى يفضي ذلك إلى إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي، وتجسيد دولة فلسطين ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وفق سقف زمني محدد».
وأضاف عريقات، أنه «على ضوء تقرير الرباعية الذي شكل ضربة للقانون والشرعية الدولية، والذي حاول التخريب على المبادرة الفرنسية والجهود التعددية، فقد قررنا العمل بشكل ثنائي مع الدول، وليس من خلال فرق العمل».
وسلم عريقات مبعوث السلام رسالة رسمية إلى وزير خارجية فرنسا، جان مارك أورو، طلب خلالها تحديد المرجعيات المحددة لعملية السلام وفق القانون الدولي، ودعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، مردفا «إن دعم وحماية حل الدولتين يفترض الاعتراف بالدولة الأخرى دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، كأساس وبنية تحتية لعملية سلام قائمة على تحقيق التكافؤ بين طرفي النزاع بما يساهم في حله، على أسس ومرجعيات عملية السلام وحل الدولتين على حدود العالم 1967».
ويتمسك الفلسطينيون بمؤتمر دولي للسلام في فرصة قد تكون أخيرة لإحياء مفاوضات وفق سقف زمني محدد ضمن آلية دولية (7+2)، اقترحوها على الوزراء المشاركين في اجتماع باريس الشهر الماضي، الذي يفترض أنه يؤسس لعقد المؤتمر الدولي.
وجاءت مطالبات عريقات في ظل عدم الارتياح الفلسطيني لمخرجات المؤتمر الوزاري، ومن ثم بيان الرباعية الدولية الأخير الذي وضع حدا للتعاون بين السلطة وبينها.
وكانت ملاحظات الفلسطينيين على بيان باريس، أنه «اتصف بالعموم نوعا ما، وافتقر لخطوات وأهداف حقيقية وخطة عمل ملموسة»، وألقى اللائمة على الطرفين وتجاهل التباين بين السلطة القائمة بالاحتلال وشعب يرزح تحت الاحتلال، ولم يستند إلى مرجعية قانونية واضحة، ولم يتضمن أهدافا معرّفة، وخطوات وآليات تنفيذ ملموسة. وآنذاك حمل رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، دولا لم يسمها مسؤولية صدور البيان دون آليات تنفيذ أو جداول زمنية، بقوله «إن دولا تدخلت كي لا يتضمن البيان المشترك الصادر عن مؤتمر باريس مواقف محددة بشأن عملية السلام، ولا سيما فيما يتعلق بالسقف الزمني وفرق متابعة الاستيطان».
ويفترض أن تواصل فرنسا العمل من أجل التحضير لمؤتمر الخريف، على الرغم من القلق الفلسطيني والرفض الإسرائيلي.
وبحث المالكي مع المبعوث الفرنسي فيمونت أمس بلورة الخطوات اللازمة لعقد وإنجاح المؤتمر الدولي للسلام الذي تستضيفه فرنسا نهاية العام. وأكد المالكي خلال لقائه الضيف الفرنسي في رام الله، أهمية تعزيز ومأسسة مجموعة العمل التي اجتمعت في باريس عبر اجتماعات متتابعة مستدامة، وعبر تبنيها خطة عمل تهدف إلى الوصول الأمثل للمؤتمر الدولي وفق تحضيرات متفق عليها وضمن إطار زمني محدد.
وشدد المالكي في بيان على أهمية «التنسيق بين فلسطين وفرنسا في المراحل المقبلة كافة لضمان أفضل النتائج في ضوء اجتماع باريس، وبعد الرفض الفلسطيني لتقرير الرباعية، بما فيها إمكانية الذهاب لمجلس الأمن لتقديم مشروع قرار حول الاستيطان».
وأشار المالكي إلى طلب فلسطين انعقاد لجنة إنهاء الاحتلال الوزارية العربية للبحث في هذه الخيارات، ولتوفير الدعم والغطاء العربي للتحرك الفلسطيني المقبل.
من جانبه، تطرق المبعوث الفرنسي في حديثه إلى الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية الفرنسية لإنجاح المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده في نهاية العام الحالي، وتوافقه كثيرا مع الطرح الفلسطيني، خصوصا حول الأفكار المطلوب ترجمتها خلال الفترة المقبلة تحضيرا للمؤتمر الدولي، بما فيها التواصل مع الكثير من الدول المهتمة للتعاون في هذا المجال.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.