مصادر: عبريني يرغب في تمضية عقوبته في سجون بلجيكا

اعتقالات جديدة في هولندا على خلفية التحضير لهجمات إرهابية في فرنسا

محمد عبريني المتهم بتورطه في الاعتداءات الإرهابية التي ضربت باريس في نوفمبر الماضي عقب اعتقاله في أندرلخت («الشرق الأوسط»)
محمد عبريني المتهم بتورطه في الاعتداءات الإرهابية التي ضربت باريس في نوفمبر الماضي عقب اعتقاله في أندرلخت («الشرق الأوسط»)
TT

مصادر: عبريني يرغب في تمضية عقوبته في سجون بلجيكا

محمد عبريني المتهم بتورطه في الاعتداءات الإرهابية التي ضربت باريس في نوفمبر الماضي عقب اعتقاله في أندرلخت («الشرق الأوسط»)
محمد عبريني المتهم بتورطه في الاعتداءات الإرهابية التي ضربت باريس في نوفمبر الماضي عقب اعتقاله في أندرلخت («الشرق الأوسط»)

أعلنت النيابة العامة الهولندية، عن اعتقال شخصين قدما المساعدة لآخر فرنسي يدعى أنيس بحري يشتبه في علاقته بأنشطة إرهابية. وكانت السلطات الهولندية قد اعتقلت الأخير في روتردام يوم 27 مارس (آذار) الماضي ومعه 3 جزائريين، بناء على أمر توقيف صدر عن السلطات الفرنسية التي تشتبه في علاقة بحري وشخص آخر يدعى رضا كريكيت اعتقلته بالقرب من باريس في مارس الماضي، بالتحضير لأنشطة إرهابية في فرنسا. وكانت الشرطة الهولندية قد عثرت خلال مداهمات أواخر مارس الماضي، أسفرت عن اعتقال بحري والأشخاص الآخرين، على 45 كيلوغرامًا من الأعيرة النارية منها طلقات كلاشنيكوف. وحسب وسائل إعلام في بروكسل أمس (السبت)، قالت النيابة العامة الهولندية، إنه في نفس الملف جرى اعتقال شخصين قبل يومين في روتردام وفلاردينج للاشتباه في قيامهما بإمداد خلية إرهابية، ينتمي إليها أنيس بحري، بالطلقات النارية وقررت النيابة العامة الهولندية تمديد اعتقالهما. وقالت سلطات التحقيق إن بصماتهما كانت على أحد الأكياس، التي تحتوي على أعيرة نارية لأسلحة كلاشنيكوف، وعلى كيس آخر عثرت السلطات على بصمات رضا كريكيت، الذي عثرت السلطات الفرنسية خلال تفتيش منزله على 5 أسلحة كلاشنيكوف، وسبق أن زار بحري منزل كريكيت، وتعتبرهما السلطات الفرنسية أبرز القيادات في الخلية، وسبق لكل من رضا وبحري أن سافرا إلى سوريا وشاركا في العمليات القتالية هناك. وفي أواخر الشهر الماضي، طالبت النيابة العامة في منطقة هالا فلفورد القريبة من بروكسل العاصمة، بعقوبة السجن 3 سنوات عن جرائم سرقة تورط فيها أحد الأشخاص الذين اعتقلوا على خلفية التحضير لتنفيذ هجمات إرهابية، ويتعلق الأمر بشاب يدعى رضا كريكيت واعتقلته الشرطة الفرنسية في 24 مارس الماضي على خلفية التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية، وهو الآن في الحبس ينتظر المحاكمة في هذا الملف.
بينما تستعد محكمة بروكسل الجنائية لمحاكمته على سلسلة سرقات جرت في يونيو (حزيران) من العام الماضي بالقرب من العاصمة البلجيكية، وذكرت وسائل إعلام محلية في بروكسل أن اسم كريكيت كان أيضًا في لائحة المتهمين في قضية خالد الزرقاني حول تجنيد وتسفير الشباب إلى سوريا، وجرى الحكم عليه منتصف العام الماضي بالسجن 10 سنوات في هذا الملف. وقال أحد المعتقلين في هذه القضية إن كريكيت لعب دورًا كبيرًا في تمويل عمليات تسفير الشباب، وقال الشخص نفسه إنه حصل على 12 ألف يورو من كريكيت الذي كان يقوم بعمليات سرقة ويصف الأموال التي يحصل عليها بالغنيمة.
وأضافت صحيفة «ستاندرد»، أن كريكيت سبق أن سافر إلى سوريا في خريف العام 2014. وفي نهاية مارس الماضي قال مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي، إن عناصر من الشرطة الفيدرالية، ووحدات من الجيش، قامت بإغلاق كثير من الشوارع في بلدة ماركي التابعة لمدينة كورتريك القريبة من الحدود مع فرنسا. وذلك في إطار بحث عن شخص يشتبه في علاقته بمخطط إرهابي أحبطته السلطات الفرنسية، وقامت القوات بتمشيط المكان وإجراء عمليات تفتيش واسعة، بحثًا عن شخص يشتبه في علاقته مع رضا كريكيت الذي اعتقلته الشرطة في أرجنتينو الفرنسية، وخلال عمليات مداهمة للشرطة الفرنسية على خلفية هذا الملف عثرت على أسلحة كلاشنيكوف ومتفجرات. من جهة أخرى وفي نفس الإطار، وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «لادورنيير ايور» البلجيكية، أكد ستانسلاس ازكنساس، محامي محمد عبريني، أن موكله يأمل في قضاء مدة عقوبته ببلجيكا. وقال محامي محمد عبريني، المشتبه في كونه الرجل صاحب القبعة في الهجوم الإرهابي، الذي وقع بمطار زافنتيم: «بالنسبة لي لا يتعلق الأمر بمنع تسليم عبريني إلى فرنسا، ولكن بالسماح له بقضاء مدة عقوبته في بلده الأصلي، هذا كل ما يطلبه». ويعتقد المحامي كذلك بأنه من الطبيعي أن تتم محاكمة المتهمين المعنيين في جرائم ارتكبت في فرنسا بفرنسا، ويشير المحامي قائلاً: «ولكن بالنسبة للأشخاص المتهمين بتورطهم في بلجيكا وفي فرنسا، وحين يتم تنفيذ أغلبية التحقيق في بلجيكا، يبدو لي - من أجل حسن سير العدالة - أن تبلغ فرنسا الحقائق إلى بلجيكا، وأن تتم المحاكمة هنا». ومع ذلك، لا يستبعد أن تتم إعارة عبريني إلى فرنسا من أجل المحاكمة، ولكن أن تتم محاكمته ببلجيكا بسبب حقائق فرنسية. وقبل يومين قررت الغرفة الاستشارية في محكمة بروكسل، تمديد حبس عدد من المحبوسين على خلفية الاشتباه في تورطهم بعمليات إرهابية وقعت في كل من فرنسا وبلجيكا في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي ومارس من العام الحالي. وقررت الغرفة تمديد الحبس لمدة شهرين لكل من محمد عبريني، الشخص الثالث الذي شارك في تفجيرات مطار بروكسل، ولكن عدل عن تفجير نفسه في آخر لحظة، وشخص آخر يدعى بلال، وثالث بلجيكي يدعى هرفي، ورابع يدعى إبراهيم فارسي والخامس أسامة كريم، وذلك على خلفية تفجيرات بروكسل. كما تقرر تمديد الحبس لمدة شهر لشخص يدعى علي اعتقلته السلطات البلجيكية أخيرًا على خلفية ملف تفجيرات باريس، ومثل للمرة الأولى الخميس الماضي، أمام قاضي الغرفة الاستشارية، كما تقرر تمديد حبس أسامة كريم في نفس الملف لمدة شهرين.
ويأتي ذلك بعد أن اعترف وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون، بأن الإجراءات المتعلقة بعملية إدارة الأزمات، مثل إغلاق محطات القطارات الداخلية أو أي إجراء آخر، يجب أن تكون بشكل أسرع وأقل تعقيدًا، وجاء ذلك أمام لجنة التحقيق البرلمانية، حول ملابسات تفجيرات بروكسل، التي وقعت في مارس الماضي، وأسفرت عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 300 آخرين، ووجد الخبراء من أعضاء اللجنة، أن مركز إدارة الأزمات وتحليل المخاطر يجب أن يتولى عملية التنسيق، وإبلاغ الإدارات المعنية بأي قرارات في حالة وقوع أي هجمات إرهابية.
وأشار الخبراء في تقرير نشرته وسائل الإعلام البلجيكية، إلى أن عملية اتخاذ القرار في الوقت الحالي تمر بعدة مراحل، وتستغرق فترة من الوقت وربما لا يصل القرار إلى الجهات المعنية. وقال الإعلام البلجيكي إن الخبراء أعدوا تقريرًا مرحليًا حول عمل أجهزة المساعدات والإغاثة عقب وقوع تفجيرات مارس الماضي، وهو عبارة عن 50 صفحة، وسيكون أيضًا ضمن التقرير النهائي. وتضمن التقرير الإشارة إلى أن بعض القرارات التي اتخذت عقب التفجيرات، قد تعطلت في التنفيذ ولم تكن على الشكل المطلوب، ومنها عملية اتخاذ قرار بإغلاق محطة القطارات الداخلية في أعقاب تفجيرات مطار بروكسل.
وأشارت اللجنة البرلمانية في التقرير إلى أن إدارة الأزمات اتخذت قرارًا في الساعة 8:52 بإغلاق محطات القطارات الداخلية وجرى إرساله إلى شرطة وسائل النقل، وتلقت إدارة القطارات الداخلية في الساعة 9:23، بينما وقعت التفجيرات في التاسعة وعشر دقائق. وبعد دقيقتين من التفجير اتخذ مدير محطات القطارات الداخلية قرارًا بإجلاء هذه المحطات وتعطيل حركة المترو (القطارات الداخلية).



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.