«النصرة» تسيطر على موقع استراتيجي لـ«حزب الله» في القلمون.. وتقتل وتأسر عناصر منه

الداراني: الأسرى سوريون درّبهم الحزب.. والجثث لعناصر لبنانيين

«النصرة» تسيطر على موقع استراتيجي لـ«حزب الله» في القلمون.. وتقتل وتأسر عناصر منه
TT

«النصرة» تسيطر على موقع استراتيجي لـ«حزب الله» في القلمون.. وتقتل وتأسر عناصر منه

«النصرة» تسيطر على موقع استراتيجي لـ«حزب الله» في القلمون.. وتقتل وتأسر عناصر منه

شنّت «جبهة النصرة» بالتعاون مع «حركة أحرار الشام» هجومًا مباغتًا على موقع استراتيجي لما يسمى «حزب الله» في جرود رنكوس بالقلمون الغربي، وهي منطقة متاخمة للحدود اللبنانية، أدّى لسيطرتها على حاجز الصفا مقتل وأسر العشرات من العناصر اللبنانية والسورية التابعة للحزب.
وقال عضو مجلس الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم تم في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء - الخميس، ونفذه بشكل رئيسي عناصر «جبهة النصرة» بدعم من «حركة أحرار الشام» التي مهّدت عناصرها للهجوم بالهاون وبالقصف المدفعي. وأشار إلى أنه «تم أسر نحو 14 عنصرًا من السوريين الذين دربهم حزب الله ويتبعون له، فيما قُتل نحو 20 عنصرًا آخر». وأضاف: «بعض جثث هؤلاء القتلى التي لا تزال لدى النصرة هي لعناصر لبنانيين من الحزب». وأوضح الداراني أن الموقع الذي تمت السيطرة عليه هي نقطة متقدمة للحزب قريب من جرود بردى ورنكوس، مشيرًا إلى أن الطيران السوري أمّن الدعم لعناصر الحزب خلال محاولتهم الانسحاب. وأضاف: «ولا تزال حتى الساعة الاتصالات مقطوعة عن المنطقة».
وتُعتبر معظم مدن القلمون الغربي ومنذ صيف العام 2014 خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري وعناصر لما يسمى «حزب الله»، وأبرز هذه المدن رنكوس ويبرود، فيما تخضع منطقة وادي بردى لهدنة منذ عام 2015. وتكمن أهمية هذه المنطقة انطلاقًا من كونها حلقة الوصل بين لبنان وسوريا. وينتشر مقاتلو المعارضة في جرود والمناطق الجبلية الوعرة.
وقالت «حركة أحرار الشام» في بيان إن «الثوار في الساعات الأولى من فجر يوم الخميس شنّوا هجومًا عنيفًا على مواقع الميليشيات الشيعية اللبنانية وقوات النظام في جرود القلمون الغربي، تمكنوا خلاله من تحرير حاجز الصفا وإلحاق خسائر فادحة في صفوف عناصر النظام»، متحدثة عن «اغتنام مدفع 57 ودبابتين وسيارتين ورشاشات ثقيلة وأسلحة متوسطة وذخائر، وإيقاع عدد من عناصر النظام بين قتيل وجريح، وأسر عدد آخر».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، يوم أمس، بـ«شن الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة هجومًا على تمركزات لقوات النظام وحزب الله اللبناني بحاجز الصفا في جرود رنكوس بالقلمون الغربي، مما أدى لسيطرة الفصائل على الحاجز والاستيلاء على مدرعات وذخيرة لقوات النظام ومصرع 3 مقاتلين من جبهة النصرة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، لافتًا إلى ترافق كل ذلك مع قصف طائرات حربية على مناطق الاشتباك.
من جهتها، قالت مصادر في المعارضة السورية لـ«سكاي نيوز عربية» إن 14 عنصرًا مما يسمى «حزب الله» قتلوا خلال معارك في جبال القلمون بريف دمشق.
ونفى الإعلام المركزي الحربي لما يسمى «حزب الله» كل المعلومات التي تم تداولها عن قتل وأسر عدد من عناصره، وأكد أنه «لا صحة لما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية عن استشهاد وأسر إخوة مجاهدين في القلمون بريف دمشق». كما نفى قيادي عسكري في الحزب تحدث إليه تلفزيون «الميادين» الأنباء التي تتحدث عن «قتل الجماعات المسلحة 27 عنصرًا من المقاومة وأسر 14 آخرين في القلمون»، معتبرًا أن ما يتم تداوله «غير صحيح وهو محاولة للتغطية على انتكاسات المسلحين». وادعى الحزب مقتل المسؤول العسكري العام لـ«جبهة النصرة» في قطاع سرغايا، أبو عبيدة، في اشتباكات مع جيش النظام السوري. وبحسب وكالة «قاسيون» التابعة للمعارضة، فإن الهجوم الذي شنّته الفصائل في القلمون الغربي، يأتي في إطار معركة أطلقتها المعارضة، للسيطرة على نقاط تتمركز فيها قوات النظام السوري وما يسمى «حزب الله» في سلسلة جبال القلمون الغربية، قرب الحدود مع لبنان.
ونقل موقع «لبنان 24» عن مصادر ميدانية قولها إن «الهجوم ليس كبيرًا، وهو مجرد عملية عسكرية بسيطة حصلت في منطقة سهل رنكوس، إذ تسللت عناصر من جبهة (النصرة) إلى أحد مواقع الجيش السوري وسيطرت عليه». وأشارت المصادر إلى أن «عناصر الجيش السوري انسحبوا من الموقع نظرًا إلى قلة العدد، وتجنبًا لأي خسائر في الأرواح، مما أدى إلى سيطرة المسلحين على النقطة لبعض الوقت».
ولفتت المصادر إلى أن «المسلحين لا يملكون قدرة على البقاء في أي نقطة يسيطرون عليها نظرًا إلى ضعف قدراتهم في تلك المنطقة»، نافية أن يكون الموقع لما يسمى «حزب الله» أو أن يكون أي من عناصره قد سقط في هذه المعركة.
أما «مكتب أخبار سوريا» فأشار إلى «سيطرة فصائل المعارضة على تلة وحاجز الصفا بجرود رنكوس في القلمون الغربي بريف دمشق الشمالي، بعد هجوم مباغت على عدة حواجز ونقاط للقوات النظامية وحزب الله اللبناني غرب بلدة رنكوس الخاضعة للنظام».
وبحسب المكتب، فقد بدأ هجوم الفصائل، وأبرزها «جبهة النصرة» وكتائب تابعة للجيش الحر من منطقتي القلمون ووادي بردى، فجرًا، مما أدى لاندلاع اشتباكات استمرت عدة ساعات باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، أسفرت عن سيطرة المعارضة على تلة الصفا والعتاد النظامي الموجود فيها، ومنه دبابتان ومدفعان وثلاثة رشاشات متوسطة وسيارتان رباعيتا الدفع.
وردت القوات النظامية، بعد انسحاب عناصر الحاجز المقام على التلة، بقصف المنطقة بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والدبابات. وسقط قتلى من الطرفين خلال الاشتباكات والقصف المتبادل، أبرزهم القائدان العسكريان لكتيبة «شهداء إفرة» و«جبهة النصرة» في سرغايا المعارضتين، كما سقط جرحى من الجانبين بحسب «مكتب أخبار سوريا». يُذكر أن الطرفين تبادلا خلال السنوات الماضية السيطرة على حاجز الصفا الذي يتميز بموقعه المرتفع وضخامة تعزيزاته النظامية.



فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.