قيادة الليكود الحاكم في إسرائيل ترفض مبادرتي السلام العربية والفرنسية

قيادة الليكود الحاكم  في إسرائيل ترفض مبادرتي السلام العربية والفرنسية
TT

قيادة الليكود الحاكم في إسرائيل ترفض مبادرتي السلام العربية والفرنسية

قيادة الليكود الحاكم  في إسرائيل ترفض مبادرتي السلام العربية والفرنسية

رفضت القيادة السياسية العليا لحزب الليكود الحاكم في إسرائيل كلا المبادرتين السلميتين المطروحتين في الساحة الدولية، المبادرة العربية والمبادرة الفرنسية، وذلك بدعوى أنهما تستندان إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية.
جاء ذلك في جلسة لهذه القيادة، عقدت الليلة قبل الماضية، بغياب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يقوم بجولة في 4 دول أفريقية. وكان عنوانها «البحث في العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في مبادرة السلام العربية ومبادرة السلام الفرنسية». وقد تكلم في الاجتماع كل من الوزيرين زئيف إلكين ويسرائيل كاتس، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) آفي ديختر وعضو الكنيست بيني بيغن. وقال كاتس إن هذا ليس الوقت للتنازلات والمفاوضات مع الفلسطينيين، الذين يفتقدون للرغبة وللقدرة في اتخاذ القرارات، بل هو وقت البناء الجبار في إسرائيل. وطالب كاتس بفرض القانون الإسرائيلي على «القدس الكبرى» التي تشمل معاليه أدوميم وجبعات زئيف وبيتار عيليت وغوش عتسيون، واستئناف البناء بكل قوة في الأحياء اليهودية لمدينة القدس. كما دعا الوزير إلى إلغاء قرارات تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية والبناء وفق الحاجة. وتطرق إلى الانتقادات في العالم الموجهة لقرار نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان بناء 600 وحدة سكن في بيت صفافا و800 وحدة للبناء في المستوطنات القريبة من القدس فقال: «إنهم يهاجموننا حتى عندما نبني للعرب».
وأما الوزير إلكين، المعروف بتقربه الشديد من نتنياهو، فقال إن إسرائيل ترفض مبادرة السلام العربية ومبادرة السلام الفرنسية طالما أنهما تتحدثان عن الانسحاب إلى حدود 67 بما في ذلك القدس، ولا نرى فيهما أساسًا لمحادثات سلام. وقال ديختر إن مبادرتي السلام تتحدثان عن جدولة زمنية لتطبيق عملية السلام، خصوصًا المبادرة الفرنسية التي تحددها بفترة 18 شهرًا، وهذا يدل على أن أصحابهما منسلخون عن الواقع في الشرق الأوسط. واعتبر المبادرة الفرنسية بالذات أنها «صفر» ووصفها بالتافهة.
وقال ديختر إن «مشكلة المشكلات في الموضوع هي قضية اللاجئين الفلسطينيين. فالفلسطينيون ما زالوا يتحدثون عن (حق العودة) ونحن نقول: لا عودة ولا بطيخ. يقولون: حق تاريخي، ونحن نقول: لا حق ولا حذاء».
وكان إلكين وكاتس ومعهما الوزير أوري آرئيل، قد زاروا خيمة الاعتصام التي أقامها المستوطنون الذين يفترض إخلاؤهم من بؤرة عمونا حتى شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حسب قرار المحكمة. وقال إلكين إن «حكومة المعسكر القومي لا تستطيع إخلاء مستوطنين من أرض إسرائيل.
ويجب استغلال كل ثغرة في القانون لمنع ذلك». وقال كاتس: «لا نستطيع إخلاء 40 عائلة و300 نفس لمجرد صدور قرار في المحكمة، مهما يكلف الأمر. فقد صمدنا في هذا الموقف في مواجهة حكومة الرئيس شارون ونأمل ألا نضطر إلى مواجهة نتنياهو في ذلك».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.