هنية: لا مفاوضات جديدة حول صفقة تبادل قبل إطلاق سراح أسرى «شاليط»

إسرائيل تواصل حصار الخليل مع أول أيام عيد الفطر

وكانت «الشرق الأوسط» أكدت في مارس (آذار) الماضي، أن إطلاق سراح أسرى صفقة شاليط هو شرط حماس الأول لبدء مفاوضات مع إسرائيل.
وكانت «الشرق الأوسط» أكدت في مارس (آذار) الماضي، أن إطلاق سراح أسرى صفقة شاليط هو شرط حماس الأول لبدء مفاوضات مع إسرائيل.
TT

هنية: لا مفاوضات جديدة حول صفقة تبادل قبل إطلاق سراح أسرى «شاليط»

وكانت «الشرق الأوسط» أكدت في مارس (آذار) الماضي، أن إطلاق سراح أسرى صفقة شاليط هو شرط حماس الأول لبدء مفاوضات مع إسرائيل.
وكانت «الشرق الأوسط» أكدت في مارس (آذار) الماضي، أن إطلاق سراح أسرى صفقة شاليط هو شرط حماس الأول لبدء مفاوضات مع إسرائيل.

واصلت القوات الإسرائيلية حصارها لمحافظة الخليل في اليوم الأول لعيد الفطر، تاركة 600 ألف فلسطيني من دون قدرة على مغادرة المدينة وقراها المحيطة أو استقبال زوار من الخارج.
وأبقت القوات الإسرائيلية على الحواجز العسكرية على مداخل الخليل والمدن والقرى، ونصبت حواجز إضافية ووضعت مزيدا من المكعبات والسواتر الترابية والطيارة.
وتحاصر إسرائيل الخليل منذ 6 أيام ردا على مقتل أحد المستوطنين على طريق التفافي حول المدينة.
واضطر مئات من المحاصرين للمخاطرة عبر طريق ترابي بعيد في محاولة للتنقل بين القرى والمدن الجنوبية من أجل معايدة أقربائهم.
ويقدر عدد المحاصرين بأكثر من 600 ألف فلسطيني في الخليل والبلدات والقرى المحيطة بها والتي كانت أعلنتها إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة في إجراء هو الأكبر منذ عام 2014. وأعلن المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر أن الإغلاق الحالي على الخليل: «يرمي إلى كسر سلسلة الهجمات الدامية. فوجود (الجنود) سيجيز تجنب وإحباط هجمات إضافية».
وقتل إسرائيليان في هجومين منفصلين الخميس والجمعة في منطقة الخليل، في عمليتين عززتا لدى الجيش الإسرائيلي مخاوف من تواصل العمليات في المنطقة التي خرج منها معظم منفذي العمليات. وتشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن منفذي نحو 80 عملية خرجوا من منطقة الخليل.
وواصلت القوات الإسرائيلية أمس، حملة الاعتقالات الواسعة في مدن وقرى الخليل بحثا عن منفذي هجوم الجمعة الذي قتل فيه حاخام إسرائيلي وأصيبت زوجته بجراح خطرة على طريق التفافي حول الخليل. وسجلت مواجهات ليلية في بعض مناطق الخليل. وأمس، أصيب 3 جنود إسرائيليين بجروح طفيفة وفلسطيني بجروح خطيرة في حادث لم يتضح فورا إذا ما كان هجوما أم حاث سير عادي.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع الحادثة على أنها هجوم دهس محتمل، لكن المتحدث باسم الجيش لم يحدد ما السبب الذي أدى إلى هذا الاستنتاج. وبحسب الشرطة: «يبدو أن السائق الفلسطيني اصطدم عمدا بمركبة عسكرية. ولكن مع ذلك، التحقيق في الحادثة مستمر لتحديد ما إذا كان حادث سير».
وفورا تم إغلاق طريق رقم 60. وهو أحد الشوارع السريعة الرئيسية في الضفة الغربية التي يتنقل عليها فلسطينيون ومستوطنون. وشكل هذا عقبة أخرى أمام الفلسطينيين في أول أيام العيد، قبل أن تعود إسرائيل وتفتح الشارع.
ومن جهة ثانية، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن الاقتتال ما بين شعوب الأمة العربية والإسلامية والصراعات الطائفية والتفجيرات الدموية تهدف لحرف البوصلة عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى. وأكد هنية خلال خطبة العيد أمس في ساحة السرايا وسط غزة أن الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية مدعوان للوقوف بوجه الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: «يصلنا العيد ونحن نعيش واقعًا مؤلمًا تمر به أمتنا من اقتتال وصراع وتفجيرات وفكر متطرف، نعم لتصويب البوصلة نحو القدس والأسرى وفلسطين. نقول في يوم العيد لا للاقتتال داخل الأمة ونعم للتوحد ضد الاحتلال».
واستنكر هنية التفجيرات الدموية التي ضربت المدينة المنورة على مشارف حرم رسول الله وأيضا التفجيرات التي ضربت تركيا في مطار إسطنبول.
وأكد هنية أن قضية الأسرى هي على أعلى سلم أولويات الشعب الفلسطيني ومقاومته، وأنها قضية دائمة وهي من الثوابت، موضحًا أن المقاومة قادرة على تحقيق صفقة جديدة كما في صفقة وفاء الأحرار.
ونفى هنية التقارير حول وجود مفاوضات جديدة تخوضها حركة حماس مع الاحتلال، مؤكدا على موقف حماس من أنه لا مفاوضات جديدة قبل الإفراج عن جميع أسرى صفقة شاليط، وأن حماس ليست في عجلة من أمرها.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.