أكثر من 865 بين قتيل وجريح في تعز خلال شهر يونيو

احتفل أهالي مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، بأول أيام عيد الفطر، في ظل القصف العنيف الذي يطالهم من قبل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح والحصار المطبق عليهم منذ أكثر من عشرة أشهر، لتمنع الميلشيات بذلك دخول المواد الغذائية والطبية والدوائية والإغاثية وكل المستلزمات.
وحاولت الميليشيات الانقلابية وبشكل مستميت في السيطرة على معسكر اللواء 35 مدرع، في المطار القديم غرب المدينة، مستغلة بذلك فرحة وانشغال أهالي تعز بعيد الفطر المبارك، في حين شنت على المعسكر قصفها العنيف الذي استمر أكثر من خمس ساعات، من قبل صلاة الفجر وحتى بعد صلاة العيد، غير أن صمود عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني جعلهم يتراجعون.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية نجحوا في صد هجوم معادٍ شنته ميليشيات الحوثي والمخلوع على مختلف جبهات تعز القتالية، وتم إحباط محاولة الميليشيات الانقلابية التقدم والسيطرة على مقر اللواء 35 مدرع، غرب تعز، وكبدوهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد، كما أحرقوا سيارة فورد كان على متنها رشاش في تبة الضنين».
وبدوره، أكد رئيس المجلس العسكري في محافظة تعز وقائد اللواء 22 ميكا، أن تعز وأبناءها يرزحون تحت حصار خانق وميليشيات تقصف المدينة بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ويستقبلون عيد الفطر السعيد بالفرح الممزوج بالألم.
ونفذ طيران التحالف الذي تقوده السعودية، تجمعات وتعزيزات الميليشيات الانقلابية في تعز، حيث استهدف الطيران مواقع تمركز ميليشيات الحوثي وصالح غرب مدينة تعز، وتبة الضنين شمال اللواء 35، وتم إحراق سيارة فورد، ونقطة الخمسين شمال اللواء 35 وتم تدمير دبابة، وشارع الثلاثين مدخل غرب شمال اللواء 35 مدرع ومنطقة مدرات غرب اللواء 35، وتم استهداف تجمع للميليشيات الانقلابية.
من جهته، أصدر ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز تقريرا جديدا عن الأوضاع الإنسانية في المحافظة لشهر يونيو (حزيران) الماضي، تضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة، والوضع الصحي والتعليمي القائم، والاحتياجات الإنسانية الإغاثية للمحافظة. وقال ائتلاف الإغاثة في تقريره، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنها رصدت «مقتل 128، وجرح 741 مدنيا بينهم نساء وأطفال خلال يونيو (حزيران) الماضي، بينها إصابات خطرة، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية». وأضاف بأن «4 منازل تعرضت للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة من قبل المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، في مناطق صالة، حسنات، المكلكل، وحي الجحملية شرقي المدينة، بالإضافة إلى تضرر 9 منازل كليا في أحياء مختلفة من المدينة، و46 منزلا تضررت جزئيا جراء القصف العشوائي».
وحول مأساة مديرية الوازعية، إحدى بوابات لحج الجنوبية غرب مدينة تعز، قالت منظمة العدالة والإنصاف للتنمية وحقوق الإنسان ومنظمة سام للحقوق والحريات أنها رصدت (7530) حالة انتهاك، قالت إن المسلحين الحوثيين والموالين للرئيس السابق ارتكبوها بحق المدنيين في المديرية. وأوضح ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، احتياجات المحافظة الشهرية من المساعدات الإغاثية في مجالات الصحة والبيئة، الغذاء، الإيواء، المياه، والمشتقات النفطية التي تؤمن سير الحياة العامة للسكان في المحافظة؛ حيث أوضح أن تكلفة الاحتياج الشهري لتلبية متطلبات المحافظة في مجال الصحة والبيئة تصل إلى أكثر من 82 مليون دولار، كما تحتاج الأسر النازحة إلى توفير 50 ألف سلة غذائية شهريا، وتوفير 100 ألف سلة غذائية شهريا للأسر المنكوبة والمتضررة.