الأرجنتين أم ميسي.. من يسامح الآخر؟

مسيرة «الساحر الصغير» الدولية سلطت الضوء على هيمنة كرة القدم على الأداء السياسي في البلاد

أحزان ميسي وزملائه في «كوبا أميريكا» (أ.ف.ب)
أحزان ميسي وزملائه في «كوبا أميريكا» (أ.ف.ب)
TT

الأرجنتين أم ميسي.. من يسامح الآخر؟

أحزان ميسي وزملائه في «كوبا أميريكا» (أ.ف.ب)
أحزان ميسي وزملائه في «كوبا أميريكا» (أ.ف.ب)

منذ أن أعلن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي اعتزاله اللعب دوليا بعد هزيمة الأرجنتين أمام منتخب تشيلي في نهائي بطولة كأس كوبا أميركا في الولايات المتحدة أصبحت كل البرامج السياسية على التلفزيون عن كرة القدم، يقول لي إزكويل فيرنانديز موريز، رائد كتابة المقال الرياضي في الأرجنتين، من بوينس آيريس. وعندما عاد إلى الوطن بعد حضور «كوبا أميركا، لاحظ أن لوحة الوصول تقول: (ليو، لا ترحل)».
كانت هذه الجملة تتصدر اهتمامات مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي منذ الساعات الأولى ليوم الاثنين الأسبوع الماضي عندما أعلن قائد المنتخب الأرجنتيني، بعيون دامعة، أنه قرر اعتزال اللعب الدولي بعد الهزيمة أمام تشيلي في نهائي بطولة كوبا أميركا. أهدر ميسي ركلة جزاء، عندما احتكم الفريقان إلى ركلات الجزاء الترجيحية، وامتد غياب اللقب عن الأرجنتين إلى 23 عاما. منذ 10 سنوات كان أول ظهور لميسي في بطولة كأس العالم. لاقى حينذاك إشادات ووصف بأنه الأمل الكبير لبلد فاز بالفعل بكأس العالم مرتين، وبلد تدخل كرة القدم فيه في صلب أفكار الهوية الوطنية. يقول موريز: «لكرة القدم صدى في كل مكان. لكن هذا الصدى أقوى هنا في الأرجنتين، لأنه فعليا المجال الوحيد الذي نعد فيه قوة معترفا بها في العالم».
* الأرجنتين منقسمة حول ميسي
وإضفاء للمصداقية على فكرة أن كل شيء يمكن أن يتم استكشافه من خلال كرة القدم، دخلت الأرجنتين المنقسمة في مناقشات لا نهاية لها طوال اليوم. قال الشباب إنه بعد أن ضاعت فرصة الفوز بكأس العالم، فإنهم هم الأكثر تضررا وتأثرا بتخلي ميسي عن إمكانية أن يمنحهم طعم الانتصار. أما المشجعون الأكبر سنا فيشرحون بالتفصيل لماذا لا ينبغي إظهار كل هذا الاحترام لرجل لا يستطيع أن يحقق الانتصار.
وجد معارضو الحكومة الحالية ارتياحًا حيال حقيقة أن رئيس البلاد، ماوريسيو ماكري، لن يستفيد بالمجد الكروي الذي كان سيصاحب الفوز بكوبا أميركا، وكرس الخبراء كثيرا من فترات اليوم لتحليل كيف يفتقد ميسي الشجاعة في اللحظات الحاسمة عندما يتعلق الأمر بتحقيق البطولات لبلاده. كما تناقش مفكرون بارزون فيما إذا كان الحظ السيئ مرتبطًا بميسي وحده أم الفريق ككل، وسواء كانت اللعنة تحدث عندما يخوض مباريات عادية أم عندما يلعب مباريات نهائية.
ومن بين كثير جدا من التعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي، يعتبر هذا التعليق من أوغستين سواريز دوريسكي على «فيسبوك» تلخيصًا جيدًا: «كفى يا ميسي. لقد فاض بي الكيل. تعبت من القراءة لكثير من الجاهلين الذين ينتقدونه لخسارة نهائي آخر. يوصف بالفشل من قبل أناس يسمحون للروتين بهزيمتهم على نحو يومي، والذين يسمحون لأنفسهم بأن يتم تخطيهم في وظائفهم وسرقتهم على يد الطبقات السياسية. يقول رجل غريب الأطوار لم يحتضن والديه منذ سنوات إن «ميسي لا يشعر بحاجة الأرجنتين للقب عالمي». تعليق آخر، من رجل يفتقر هو إلى الرجولة سيدعي غدا أنه نائم في القطار عندما لا يرى امرأة «حامل» بالقرب منه بدلا من أن يقوم لها. يقول هذا الرجل إن «ميسي يحتاج أن يتصرف برجولة». بينما يصرخ آخر ترك كليته لأنه لم يقوَ على الدراسة: «ميسي لا يظهر في المباريات النهائية». ويقول شخص يترك فتاة أحلامه ترحل مع رجل آخر لأنه لم يجرؤ أن يقول لها إنه يحبها، يقول إن «ميسي جبان».
وباختصار، هذه هي الاتهامات التي يوجهها كثيرون في الأرجنتين إلى ميسي بعد أن انتقل إلى برشلونة. نشأ ميسي في إسبانيا، عندما كان شابا لمواصلة مسيرته الكروية؛ أصبح رمزا لناد حقق معيارا جديدا للتفوق؛ وكان عليه أن يتحمل صافرات وصيحات الاستهجان عندما كان يلعب كرة القدم على التراب الوطني. إن ثقل قميص الأرجنتين من الواضح أنه أصبح عبئا، على الرغم من مشاعر الكثيرين في بلاده الذين يعشقونه.
* ميسي عشية المباريات الكبيرة
إن كرة القدم بوجه عام ترى بصور كثيرة مختلفة اختلاف الناس الذين يشاهدونها. لكن في كأس العالم 2006، عندما خرجت الأرجنتين على يد ألمانيا في مباراة قرر فيها مدرب الأرجنتين آنذاك، جوزيه بيكرمان، أن يترك الشاب ميسي على مقاعد البدلاء، وصرخ العالم: «كان يجب أن يلعب ميسي». نعرف الآن عن «رهبة المسرح» شبه المرضية لدى ميسي، وتعرضه للقيء عشية المباريات الكبيرة، لكن سواء كانت هذه عوامل كانت في حسبان بيكرمان في ذلك الوقت، يظل مجرد تخمين. منذ ذلك الوقت حاولت كرة القدم الأرجنتينية أن تخلق ظروفا يمكن أن ينتعش فيها ميسي. يتم تعيين المدربين ويقول الناس إن ميسي كان يريدهم. يتم استبعاد لاعبين ويقول الناس إن ميسي طالب بذلك. لكن ليس لدينا أي دليل على تلك النظريات، ونحن ببساطة نساهم في هالة القوة حول ميسي، ثم نقوم بتوبيخه عندما لا يرقى إلى مستوى توقعاتنا.
من المستحيل أن نعرف بالضبط ما الذي كان ميسي يفكر فيه عندما قرر الاعتزال، لكن هناك شعورًا بأن ذلك لم يكن رد فعل غاضبًا، وإنما كان قرارا ظل يدرسه بعناية لفترة من الوقت. الآن وميسي عمره 29 عاما، وهو أب، وبعد أن أصبح اسما يتردد في كل البيوت حول العالم بكل ما ينطوي عليه ذلك - تدقيق مالي، تحليلات عامة لكل تحركاته، محاسبة على نطاق لا يمكن للأشخاص العاديين تخيله - من الممكن أن ميسي كان يفكر في الاعتزال حتى ولو كانت الأرجنتين فازت باللقب. أي أنه كان قد اكتفى فعليا من اللعب الدولي.
* مشكلات اتحاد الكرة الأرجنتيني
وفي الوقت نفسه، فخلال نهاية الأسبوع قبل الماضي، تعرض اتحاد الكرة الأرجنتيني لكمية معينة من الاضطرابات هو الآخر. بموجب عقد مع الحكومة حتى 2019 في مشروع يعرف بـ«الكرة للجميع» لبث المباريات على قنوات تلفزيونية مفتوحة، وفي ظل معركة مستمرة بين كثير من الفصائل حول السيطرة على «دوري سوبر» مقترح، ضمن مسائل أخرى، تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتشكيل «لجنة تطبيع»، ليجد كلا الطرفين يشكك في اختصاص الـ«فيفا». قد تظن أن جياني إنفانتينو رئيس الـ«فيفا» الجديد قد فاض به الكيل هو الآخر، ولكن من الواضح أنه وجد وقتا لمقابلة كل اللاعبين الأساسيين خلال الشهور القليلة الماضية، بمن في ذلك دييغو مارادونا، وعندما تم اختطاف عملية تأسيس «لجنة التطبيع». هدد الـ«فيفا» بتجميد عضوية الأرجنتين، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى استبعاد البلد من البطولات الدولية على مستوى المنتخب الوطني وكذلك الأندية.
لا أحد يعتقد أن هذه الحلقة من الأحداث كان لها أي تأثير على قرار ميسي، وقال اللاعب إن مشكلات الاتحاد الأرجنتيني لم تؤثر على اعتزاله اللعب الدولي. غير أني أذكر حادثة وقعت قبل عامين عندما تم افتتاح مسرح جديد في بوينس آيريس، وتبعها جدل كبير: أعلن معارضو الحكومة في ذلك الوقت أن كل من يمثل على هذا المسرح يقدم دعما تكتيكيا للنظام. كان من المقرر أن تعزف عازفة البيانو مارثا أرغيريتش، وهي عبقرية أرجنتينية عاشت في الخارج معظم حياتها، على المسرح خلال حفل الافتتاح لكن مباراة التشهير السياسي تواصلت، وتراجعت مارثا عن فكرة المشاركة. طالبها صديقها دانييل باريمبويم بأن تسمو فوق المسائل السياسية، لكن روح الفنانة بداخلها لم تقوَ على المشاركة، كما لو أن فنها لا يمكن أن يظهر في ظل مثل هذه الأجواء المسممة.
* ميسي الفنان
وميسي فنان هو الآخر. ومن ناحية، فإن اتهامه بنقص الوطنية يعد جزئيا تفسيرا طبيعيا لشخص، مثله مثل أرغريتش، تطورت عبقريته في الخارج ولم يشارك أبدا في المناقشات المحلية. إن ميسي هو وجه أولمبياد الشباب في بوينس آيريس 2018، بموجب اتفاق أبرمه مع ماكري عندما كان الأخير رئيسا لحكومة المدينة، لكن هذا دور يغلب عليه الطابع التمثيلي: فهو ترويج للرياضة أكثر من كونه انتماء سياسيا. وعلى خلاف دييغو مارادونا، الذي يتخذ مواقف واضحة في الصراعات السياسية على السلطة، فإن ميسي هو شخصية قليلة الحضور على نحو لا يمكن تخيله.
قال مارادونا إن ميسي لا يتمتع بشخصية القائد. لكنه تراجع عن هذه المقولة وهو يقول الآن إن عليهما أن يوحدا صفوفهما معا في مواجهة اتحاد الكرة الأرجنتيني. اتصل الرئيس الأرجنتيني ماكري بميسي شخصيا ليتوسل إليه أن يعيد النظر في قراره. وهناك مظاهرات شعبية جرى تنظيمها خلال الأسبوعين الماضيين لمطالبته بالعفو. ومع هذا، فالبابا وحده هو من لم يسأله الغفران.
كتب خورخي فالدانو في صحيفة «ريكورد» المكسيكية قبل نهائي كوبا أميركا أمام تشيلي، يقول إن ميسي أراد أن يفوز لكي يغفر له الناس. وبعد المباراة النهائية، دخل البلد في حالة من الجدل والتساؤل عما إذا كان ينبغي أن يسامحوا ميسي. وظن البعض أن السؤال كان يتسم بالحماقة في المقام الأول. كتب واحد من أقاربي على تطبيق «واتساب»: «أرجوك سامحنا، البلد الذي لم يقدم لك أي شيء».
* كرة القدم تهيمن على السياسة
إذا نظرنا في كل العوامل سالفة الذكر أعلاه، فمن السهولة بمكان أن نرى لماذا تهيمن كرة القدم على الأداء السياسي في الأرجنتين. يمكن أن يتوقع منتخب وطني من دون ميسي أن تتراجع عائداته، وسيكون هناك حرج بشأن العقود، من الرعاة إلى المباريات الودية، وكلها مرتبطة بظهور ميسي على أرضية الملعب. من دون ميسي، وفي ظل الحكومة الحالية، تقف الأرجنتين على حافة الخروج من كرة القدم العالمية. استمر تعليق أوغستين سواريز دوريسكي، قائلا: «فاض الكيل من ميسي. ابق بعيدا. لا تأتي إلى هنا بعد الآن. لماذا تأتي هنا؟ لتبكِ؟ لتشعر بأنك مدين لشعب كان يطالبك بأكثر مما يطالب سياسيه؟» لكن ميسي، سواء بوازع الواجب أو الحب، أو كليهما تجاه وطنه، كان يريد بحق أن يحقق إنجازا. بعد نهائي كوبا العام الماضي، الذي خسرته الأرجنتين أمام تشيلي أيضًا، كانت هناك مقولة ذات دلالة من مدرب تشيلي آنذاك، خورخي سامباولي. سأل سامباولي ميسي لماذا رفض جائزة أفضل لاعب. قال ميسي إنه ما كان يريد الجائزة لنفسه، وإنما كان يريد الفوز من أجل الأرجنتين.
يحتاج كثير من الأرجنتينيين إلى ميسي لتحقيق لقب لبلادهم، ومن ثم يمكنهم الشعور بأنهم أبطال. لكن آخرين كثيرين راضون ببساطة بالفرحة التي يجلبها من خلال وجوده في الملعب ليس إلا. ونحن لا نعرف إلى أي مدى لا يزال يستمتع بلعب كرة القدم. على أن هناك شيئًا واحدًا واضح، وهو هذا الزواج بين البلد وكرة القدم، وهذا الدين المستحق من كلا الاتجاهين.. وميسي لا يستمتع بهذا على الإطلاق.
واستقال جيراردو مارتينو من تدريب منتخب الأرجنتين أول من أمس لتتعمق الأزمة بعد اعتزال ميسي دوليا بسبب مشكلات يعاني منها الاتحاد المحلي للعبة وكذلك بسبب صعوبة اختيار التشكيلة التي ستمثل البلاد في مسابقة كرة القدم للرجال في أولمبياد ريو دي جانيرو المقررة في أغسطس (آب) المقبل. وقال مارتينو إنه استقال بسبب نقص الدعم من الاتحاد المحلي الذي يواجه ضائقة مالية في إعداد الفريق للمشاركة في ريو.
* تقارير عن العودة
ميسي قرر اعتزال اللعب على المستوى الدولي مع منتخب الأرجنتين بعدما خسر المباراة النهائية الرابعة على التوالي مع الفريق عندما تعثر 4 - 2 بركلات الترجيح أمام تشيلي في نهائي كأس كوبا أميركا. وأهدر ميسي المتوج خمس مرات بجائزة أفضل لاعب في العالم ركلة الترجيح الأولى لمنتخب الأرجنتين بعد انتهاء المباراة بالتعادل من دون أهداف وبكى وهو جالس مع زملائه بعد ذلك. ونقل حساب منتخب الأرجنتين على «تويتر» عن ميسي قوله: «هذا صعب. هذا ليس الوقت المناسب للتحليل. في غرفة اللاعبين أدركت أن هذه هي النهاية بالنسبة لي مع المنتخب الوطني لكنها ليست نهايتي». وأضاف لاعب برشلونة قوله: «هذا هو شعوري الآن. شعور بالحزن العميق بعد أن أهدرت ركلة ترجيح كانت في غاية الأهمية.. حاولت بكل قوة التتويج باللقب مع الأرجنتين لكنه لم يحدث. لم أتمكن من تحقيق ذلك». وجاء قرار ميسي بمثابة صدمة هائلة لبقية زملائه في المنتخب والذين عبروا عن أملهم في إمكانية عودته عن القرار خاصة وأنه جاء بعد أن أصبح ميسي الهداف التاريخي للأرجنتين إثر تفوقه على السجل التهديفي لغابريل باتيستوتا.
وقال سيرجيو أغويرو أقرب الأصدقاء إلى ميسي في الفريق إن الأجواء في غرفة الملابس كانت في غاية السوء بشكل لم يسبق له مثيل، في حين عبر حارس المرمى سيرجيو روميرو عن أمله في أن يتراجع نجم الفريق عن قراره بالاعتزال. وقال روميرو: «أعتقد أنه تأثر كثيرا بما حدث لأننا أهدرنا هذه الفرصة الكبيرة». وفاز ميسي الذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب في جيله بكل لقب ممكن على مستوى الأندية مع برشلونة وفاز مع الأرجنتين فقط ببطولة العالم تحت 20 عاما وبالميدالية الذهبية الأولمبية في بكين في 2008. وشارك ميسي في نهائي كوبا أميركا ثلاث مرات في أعوام 2007 و2015 و2016 وفي نهائي كأس العالم 2014 وخسر فريقه في كل هذه المرات كما فشل منتخب الأرجنتين في هز الشباك في جميع هذه المباريات النهائية الأربع.
وكانت تقارير صحافية أفادت الأحد الماضي بأن ميسي يعتزم العودة للعب بين صفوف منتخب التانغو. وكتبت صحيفة «لا ناسيون» الأرجنتينية الصادرة الأحد استنادا إلى مقربين من النجم المحترف ضمن صفوف نادي برشلونة أن «ميسي سيعود إلى المنتخب». ووفقًا للصحيفة فإن ميسي يمكن أن يأخذ راحة فقط لكن هدفه الكبير هو مونديال كأس العالم لكرة القدم في روسيا عام 2018.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.