بعد تحرير الرمادي والفلوجة.. القوات العراقية تستعد لتأمين الحدود مع سوريا

مطالبات بتشكيل قوة خاصة لمعالجة أوكار «داعش» في صحراء الأنبار

جانب من العمليات الأخيرة للجيش العراقي في بادية الأنبار («الشرق الأوسط»)
جانب من العمليات الأخيرة للجيش العراقي في بادية الأنبار («الشرق الأوسط»)
TT

بعد تحرير الرمادي والفلوجة.. القوات العراقية تستعد لتأمين الحدود مع سوريا

جانب من العمليات الأخيرة للجيش العراقي في بادية الأنبار («الشرق الأوسط»)
جانب من العمليات الأخيرة للجيش العراقي في بادية الأنبار («الشرق الأوسط»)

أعلن مجلس محافظة الأنبار عن قرب انتهاء الاستعدادات للقيام بحملة عسكرية كبرى لتحرير مناطق غرب محافظة الأنبار، وتأمين ومسك الحدود مع سوريا، تزامنًا مع تحرير المدن الثلاث المتبقية من مدن المحافظة في قبضة تنظيم داعش. وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس عيد عمّاش، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستعدادات تجري لعمليات عسكرية كبرى لتحرير مناطق غرب الأنبار، وخصوصًا عند الشريط الحدودي مع سوريا، الممتد على مسافة كبيرة من الأنبار إلى الموصل، فلا بد من معالجة موضوع الحدود مع الجارة سوريا وتأمينها، وقطع إمدادات تنظيم داعش عبر الأراضي السورية، وإلا لن تكون هناك أي فائدة من تحرير مدن عنة وراوة والقائم». وأضاف عمّاش: «الآلاف من العائلات ما زالت محاصرة من قبل التنظيم الإرهابي في مدن عنة وراوه والقائم، ولا بد من الإسراع في تحرير تلك المدن وفك الحصار عن المدنيين الأبرياء».
وبينما تستمر القطعات العسكرية العراقية في عمليات تحرير جزيرة الخالدية، الواقعة بين مدينتي الفلوجة والرمادي، والمحاذية للطريق الدولي السريع الرابط بين بغداد والمنافذ الحدودية مع سوريا والأردن، أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي عن إجلاء أكثر من 3 آلاف مواطن من سكان المنطقة. وقال المحلاوي إن تشكيلات الجيش العراقي «تواصل بكل صنوفها التقدم نحو تحرير كامل المناطق والقرى في جزيرة الخالدية، مع وجود مقاومة من قبل مسلحي تنظيم داعش يتم التصدي لها والتقدم نحو الأهداف المرسومة بالسرعة الممكنة». وأشار المحلاوي إلى أنه «خلال سير الاشتباكات في المعارك الدائرة بين القوات الأمنية العراقية ومسلحي تنظيم داعش لتحرير جزيرة الخالدية، اشتبكت قوة من الجيش العراقي تابعة للفرقة العاشرة ضمن قيادة عمليات الأنبار مع عناصر التنظيم الإرهابي، وأدت المواجهات إلى مقتل آمر فوج 41 بالفرقة العاشرة، العميد الركن خميس المحمدي، بنيران قناص لتنظيم داعش في جزيرة الخالدية».
وتعد جزيرة الخالدية آخر معاقل التنظيم شرق الرمادي، وتحظى بأهمية استراتيجية كونها تقع على الطريق الدولي السريع، وفي حال نجحت القوات العراقية في استعادة الجزيرة، فإنها ستحكم قبضتها على الطريق الدولي السريع من الرمادي مرورا بالفلوجة وصولا إلى العاصمة بغداد.
بدوره، قال اللواء طارق العسل، قائد قوات عشائر الأنبار، إن محافظة الأنبار «ستبقى تحت تهديد تنظيم داعش الإرهابي باستمرار ما لم يتم تحرير المناطق الصحراوية الممتدة من مدينة الرمادي وصولا إلى الحدود السورية، بدليل تعرض المناطق التي تم تحريرها أخيرا من قبل قواتنا الأمنية لهجمات مستمرة من قبل مسلحي التنظيم الإرهابي القادمين من عمق الصحراء، ومن مدن عنة وراوه والقائم». وأضاف العسل: «إننا في قوات العشائر وقوات الجيش والشرطة في تصد مستمر لتلك الهجمات التي ستنتهي حتمًا بمجرد انطلاق حملة عسكرية كبرى لتحرير المدن الثلاث المتبقية، وكذلك تطهير الصحراء من وجود التنظيم الإرهابي، من أجل الوصول إلى محافظة خالية تمامًا من تنظيم داعش الإرهابي».
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار راجح العيساوي بدوره إن «الحكومة المحلية في محافظة الأنبار طالبت من القائد العام للقوات المسلحة، وفي أكثر من مناسبة، بضرورة انطلاق عمليات تحرير صحراء الأنبار بالتزامن مع عمليات تحرير مدينة الرمادي قبل ثلاثة أشهر، إلا أننا وفي كل مرة نصطدم بحجج لم نجن منها سوى خسارة الأرواح والأموال». وأضاف العيساوي: «إن عدم الجدية في التعامل مع تجفيف منابع الإرهاب سيسمح حتمًا ببقاء تنظيم داعش بالقرب من المدن، مما يشكل تهديدا مستمرا ليس لأمن محافظة الأنبار وحدها، وإنما لأمن العراق والمنطقة بصورة عامة»، مشيرا إلى أن «محافظة الأنبار تشكل ثلث مساحة العراق، وغالبية مساحتها عبارة عن أراض صحراوية تكثر فيها الوديان والهضاب التي يتراوح ارتفاعها بين 75 و800 متر عن مستوى سطح البحر، وهي جغرافيا توفر ملاذا آمنا لتنظيم داعش، لا سيما أن القوات الأمنية دائما تؤكد صعوبة ملاحقة المجاميع المسلحة في صحراء الأنبار، لذا أصبح من الضروري تشكيل قوة خاصة يتم تدريبها للتعامل مع أوكار المسلحين في الصحراء وتجهيزها بأسلحة وطائرات، على أن يتم الأخذ بنظر الاعتبار أن تكون تلك القوات من أبناء المحافظة العارفين بالمناطق الصحراوية».



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».