سلسلة للكليات الربحية تتلقى ضربة جديدة من السلطات الأميركية

عام صعب لـ«آي تي تي» يحتمل أن يختتم بإلغاء ترخيصها

سلسلة للكليات الربحية تتلقى ضربة جديدة من السلطات الأميركية
TT

سلسلة للكليات الربحية تتلقى ضربة جديدة من السلطات الأميركية

سلسلة للكليات الربحية تتلقى ضربة جديدة من السلطات الأميركية

لا يبدو أن هذا العام سوف يكون جيدا بالنسبة لمؤسسة «آي تي تي» (ITT) للخدمات التعليمية. بعد أسابيع من تعرض سلسلة الكليات الهادفة للربح لدعوى قضائية، من أجل المشاركة في أساليب البيع المسيئة، فهي الآن تحت تهديد احتمال إلغاء اعتمادها بوصفها مؤسسة تعليمية مرخصا لها، وهي الخطوة التي قد تؤدي فعليا إلى إغلاق كلياتها الفنية تماما.
كشف المسؤولون في مؤسسة «ITT»، في بيان صادر عنها منذ فترة قريبة، أن مجلس اعتماد الكليات والمدارس المستقلة، وهو البوابة الوحيدة بين الكليات ومليارات الدولارات من المساعدات المالية الفيدرالية، طالب المؤسسة بالكشف عن «لماذا لا ينبغي سحب منح الاعتماد الحالية عن طريق تعليق العمل أو غير ذلك من الشروط؟».
يساور مجلس الاعتماد القلق من أن سلسلة التحقيقات على مستوى الولاية وعلى المستوى الفيدرالي، والدعاوى القضائية والإجراءات الرقابية ضد مؤسسة «ITT» «تشكك جميعها في الأهلية الإدارية، والنزاهة التنظيمية، والمقدرة المالية للمؤسسة على خدمة الطلاب»، وفقا للدعوى المرفوعة. ولقد طالب المجلس من المؤسسة تقديم المعلومات اللازمة للتعامل مع كثير من الادعاءات قبل اجتماع مجلس الاعتماد المقبل.
تلقي ما يسمى خطاب بيان السبب يعد الخطوة الأولى في عملية مراجعة أداء الكليات، لكن يمكن التعجيل من تلك العملية إذا ما عثر مفوضو الاعتماد على أدلة تبرر فرض مزيد من العقوبات.
وصفت نيكول إيلام، الناطقة الرسمية باسم المجلس، الإجراء الأخير من قبله بأنه «غير متوقع ومؤسف»، لكنها قالت إن المؤسسة ملتزمة تماما بالاستجابة لطلبات المجلس.
وأضافت تقول: «إنه أمر مخيب للآمال أن مجلس الاعتماد لدينا يطالب بإعادة الصياغة العامة للادعاءات المعروفة على نطاق واسع بأنها من جهود عدد كبير من الناشطين، والاتحادات، وبعض السياسيين، الذين يعملون بشكل منسق ومتسق لتقويض الخيارات التعليمية المتاحة للطلاب غير التقليديين».
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، رفعت النائبة العامة عن ولاية ماساشوستس، مورا هيلي، دعوى قضائية ضد مؤسسة «ITT»، بزعم ممارسة الضغوط على الناس، بهدف الالتحاق بالبرامج الدراسة المشكوك في جودتها.
ويواجه موظفو المؤسسة الاتهامات بإخبار الطلاب المحتملين في حرمين جامعيين بولاية ماساشوستس بأن 80 إلى 100 في المائة من الخريجين قد عثروا على وظائف في المجال نفس أو في مجالات ذات صلة بمجالات الدراسة، في حين أن معدلات التوظيف الفعلية لا تتجاوز 50 في المائة أو أقل من مجموع الخريجين، وتتضمن الخريجين الحاصلين على دورات تدريبية خاصة، وفقا للشكوى المقدمة. ومما زاد الأمور سوءا، أن مؤسسة «ITT» أدرجت عن عمد وظائف بيع أجهزة الكومبيوتر في المتاجر الكبرى وتوفير خدمات العملاء في شركات الطيران من قبيل العمل المتاح في مجال تكنولوجيا الحواسيب.
وأخبر مسؤولو القبول في المؤسسة أعضاء النيابة العامة بالولاية أنهم كانوا يتوقعون استقدام ما يصل إلى 100 من الطلاب المحتملين في اليوم، وأنهم إما يتعرضون للتوبيخ الشديد وإما للفصل الوظيفي إن فشلوا في الوفاء بتلك الحصة اليومية المقررة. ووفقا للشكوى المقدمة، كانوا يقنعون الطلاب عن عمد بزيارة الحرم الجامعي في أقرب وقت ممكن، حيث يجري إقناعهم بالالتحاق، وتأدية اختبارات القبول، واستكمال استمارة المساعدة المالية في اليوم نفسه.
نفت مؤسسة «ITT» الاتهامات المذكورة، ووصفت تحقيقات السيدة هيلي بأنها «رحلة صيد واسعة النطاق». ومع ذلك، فإن تلك الدعوى القضائية من بين مصادر الصداع المتعددة لدى واحدة من كبريات المؤسسات التعليمية الهادفة للربح في البلاد.
فرضت وزارة التعليم مزيدا من القيود على استخدام المؤسسة للمنح المالية الفيدرالية والقروض الحكومية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد فشل المؤسسة في حساب ملايين الدولارات من المساعدات التي صرفت للطلاب خلال السنوات الخمس الماضية. ولقد أدرجت المؤسسة على قائمة المراقبة لوزارة التعليم، والمعروفة باسم قائمة «المراقبة النقدية المشددة»، قبل عام من فوات الموعد النهائي لتقديم البيانات المالية. كما تكافح مؤسسة «ITT» أيضا في مواجهة اثنتين من الدعاوى القضائية من مكتب الحماية المالية للمستهلك، ولجنة الأوراق المالية والبورصة.
وعلى الرغم من المشكلات المتفاقمة في مؤسسة «ITT»، فإن البعض يتساءل إن كان مجلس الاعتماد يتخذ الإجراءات الحالية ضد المؤسسة بغية إسكات الانتقادات الموجهة إليه بشأن تقييمه للمؤسسات التعليمية الهادفة للربح. لقد ساءت سمعة مجلس اعتماد الكليات والمدارس المستقلة، إثر المزاعم بأن الكليات الكورنثية، وهي سلسلة من المؤسسات التعليمية الهادفة للربح التي تتهمها سلطات الولاية والسلطات الفيدرالية بالكذب على الطلاب وارتكاب جرائم الاحتيال، كانت في وضعية جيدة للغاية وبما يكفي لمواصلة تلقي مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب. ولقد جدد مجلس الاعتماد حرمين جامعيين تابعين للمؤسسة المذكورة خلال بضعة أشهر قبل قرار وزارة التعليم بإغلاق الكليات الكورنثية أو عرض مواقعها البالغة 120 موقعا للبيع.
ويدعو عشرات من أعضاء النيابة العامة وزارة التعليم الأميركية لتجريد مجلس اعتماد الكليات والمدارس المستقلة من سلطة منح حق الحصول على الأموال الفيدرالية، متهمين المجلس بسوء تقييم أوضاع الكليات الهادفة للربح، مثل الكليات الكورنثية، ومؤسسة «ITT»، معاهد «سانفورد براون» الفنية. وفي ظل الاحتجاجات القائمة من قبل أعضاء النيابة العامة، أعلن المجلس يوم الاثنين رحيل رئيس المجلس وعضوه المنتدب، ألبرت غراي، الذي اختلف مع السيناتور إليزابيث وارين (الديمقراطية من ولاية ماساشوستس) حول تعامل المجلس مع الكليات الكورنثية.
ومع ذلك، يقول المسؤولون في مجلس الاعتماد إنهم لا يتعاملون بصرامة كافية في مواجهة الضغوط الحكومية أو العامة، وإن قرار إصدار الخطاب إلى مؤسسة «ITT» جاء بعد رحيل ألبرت غراي عن منصبه وبعد الإجراءات المتخذة من قبل مكتب المدعي العام في الولاية.
* خدمة «واشنطن بوست»



20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند
TT

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

ارتفع عدد الطلاب الأجانب بالتعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي بنسبة 3.4 في المائة؛ أي نحو مليون طالب، وبزيادة تصل إلى 35 ألف طالب عن عام 2016، والذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية على تأشيرات الطلاب غير المهاجرين.
وحسب تقرير مؤسسة «الأبواب المفتوحة (أوبن دورز)» الذي نشر في آخر 2017، فإن الزيادة في عدد الطلاب تأتي للمرة السابعة، وإن عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في كليات وجامعات أميركا ارتفع بنسبة 85 في المائة منذ 10 سنوات.
تم نشر تقرير «الأبواب المفتوحة» عن التبادل التعليمي الدولي، من قبل معهد التعليم الدولي الذي يعد من أهم منظمات التبادل الثقافي الرائدة في الولايات المتحدة. وقد «أجرى معهد التعليم الدولي إحصاءات سنوية عن الجامعات حول الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة منذ عام 1919، وبدعم من مكتب الشؤون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية منذ أوائل السبعينات. ويستند التعداد إلى استطلاع شمل نحو 3 آلاف من المؤسسات التعليمية المرموقة في الولايات المتحدة».
وحسب التقرير المفصل، فإن هذا العدد من الطلاب الأجانب لا يشكل إلا 5 في المائة من عدد الطلاب الذين يدرسون في قطاع التعليم العالي بالكليات والجامعات الأميركية، حيث يصل مجمل العدد حسب التقرير إلى 20 مليون طالب؛ أي بارتفاع بنسبة تتراوح بين 3 و4 في المائة عن عام 2007. ويعود سبب الارتفاع إلى ازدياد عدد الطلاب الأجانب وتراجع عدد الطلاب الأميركيين في البلاد منذ أن سجل عدد الطلاب الأميركيين أعلى معدل في عامي 2012 و2013.
وحول أصول الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأميركية، فقد ذكر التقرير أنه للسنة الثالثة على التوالي كان أكبر نمو في عدد الطلاب من الهند، وعلى مستوى الدراسات العليا في المقام الأول وعلى مستوى التدريب العملي الاختياري (أوبت). ومع هذا، لا تزال الصين أكبر دولة من ناحية إرسال الطلاب الأجانب، حيث يبلغ عدد الطلاب في الولايات المتحدة نحو ضعف عدد الطلاب الهنود. لكن ما يؤكد عليه التقرير هو النمو في عدد الطلاب الآتين من الهند.
ومن هنا أيضا فقد وجد التقرير أن 50 في المائة من إجمالي الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة من دولتي الصين والهند.
ووصلت نسبة التراجع لدى الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة إلى 14.2 في المائة، ويعود ذلك، حسب التقرير، إلى حد كبير للتغييرات في برنامج المنح الدراسية للحكومة السعودية الذي يقترب الآن من عامه الرابع عشر.
التراجع الملحوظ في عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، كان من اليابان والمملكة المتحدة وتركيا، وبنسبة أقل من اثنين في المائة لكل من هذه الدول. وإضافة إلى كوريا الجنوبية، فقد انخفض عدد طلاب هونغ كونغ بنسبة 4.7 في المائة. وكانت أكبر نسبة انخفاض بين الطلاب الأجانب من البرازيل، حيث وصلت نسبة الانخفاض إلى 32.4 في المائة. ويعود ذلك أيضا إلى نهاية البرامج الحكومية البرازيلية التي تساعد الطلاب الذين يدرسون في الخارج، خصوصا في الولايات المتحدة.
وحول أسباب التراجع في عدد طلاب هذه الدول بشكل عام، يقول تقرير «أوبن دورز» إنه من المرجح أن تشمل عوامل التراجع مزيجا من العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية في هذه الدول؛ «وفي بعض الحالات توسع فرص التعليم العالي في داخل هذه الدول وتراجع عدد السكان».
ويكشف التقرير الأخير أن 25 من أفضل الجامعات الأميركية و10 ولايات أميركية يستقبلون أكبر عدد من الطلاب الأجانب السنة الماضية. وكان على رأس المستقبلين كما هو متوقع ولاية كاليفورنيا، تبعتها ولاية نيويورك، وولاية تكساس في المرتبة الثالثة، وماساتشوستس في المرتبة الرابعة.
ويتضح من التقرير أن 22.4 من مجمل الطلاب الأجانب الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية، جاءوا إلى الجامعات الـ25 الأولى في ترتيب الجامعات التي استقبلت الطلاب الأجانب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، وحسب غرفة التجارة الأميركية، فإن لارتفاع عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي؛ إذ ارتفع ما يقدمه هؤلاء الطلاب إلى الاقتصاد الأميركي من 35 مليار دولار إلى 39 مليار دولار العام الماضي. ويبدو أن سبب الارتفاع يعود إلى أن ثلثي الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة يتلقون تمويلهم من الخارج، أي من حكوماتهم وعائلاتهم وحساباتهم الشخصية. ولا تتوقف منفعة الطلاب الأجانب على الاقتصاد؛ بل تتعداه إلى المنافع العلمية والبحثية والتقنية.
وحول الطلاب الأميركيين في الخارج، يقول التقرير إنه رغم التراجع الطفيف في السنوات القليلة الماضية، فإن عدد هؤلاء الطلاب تضاعف 3 مرات خلال عقدين. ووصلت نسبة الارتفاع إلى 46 في المائة خلال العقد الماضي. كما أن عدد هؤلاء الطلاب في الخارج وصل إلى 325.339 ألف طالب لعامي 2015 و2016.
ويبدو أن معظم الطلاب الأميركيين يرغبون بدراسة العلوم والهندسة والرياضيات في الخارج وتصل نسبة هؤلاء الطلاب إلى 25.2 في المائة من إجمالي عدد الطلاب. وبعد ذلك يفضل 20.9 في المائة من هؤلاء الطلاب دراسة إدارة الأعمال والعلوم الاجتماعية.
ولا تزال الدول الأوروبية المحطة الرئيسية للطلاب الأميركيين في الخارج، وقد ارتفع عدد هؤلاء الطلاب بنسبة 3.5 في المائة عامي 2015 و2016. وتأتي على رأس لائحة الدول المفضلة للطلاب الأميركيين بريطانيا، تليها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا التي احتلت المركز الخامس بدلا من الصين العامين الماضيين. كما ارتفع عدد الطلاب الأميركيين في الفترة نفسها في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا والدنمارك وتشيكيا ونيوزيلندا وكوبا وهولندا. ولاحظ التقرير أيضا ارتفاعا في عدد الطلاب الأميركيين الذين يذهبون إلى دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية للدراسة الجامعية.
ووصلت نسبة الارتفاع في هذه الدول إلى 5.6 في المائة، ووصل عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية إلى 53.105 ألف طالب.
لكن أهم نسب الارتفاع على عدد الطلاب الأميركيين في الخارج كما جاء في التقرير، كانت في اليابان التي سجلت نسبة ارتفاع قدرها 18 في المائة، وكوريا الجنوبية بنسبة 3 في المائة.
ورغم هذه الارتفاعات في كثير من الدول، خصوصا الدول الأوروبية، فإن هناك تراجعات في عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في بعض البلدان كما يشير التقرير الأخير، ومن هذه الدول كما يبدو الصين التي تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها بنسبة 8.6 في المائة، أما نسبة التراجع في فرنسا فقد وصلت إلى 5.4 في المائة، حيث وصل عدد الطلاب إلى 17.215 ألف طالب، وسجلت البرازيل نسبة كبيرة من التراجع في عدد الطلاب الأميركيين الذين يأتون إليها، ووصلت نسبة هذا التراجع إلى 11.4 في المائة، ووصل عدد الطلاب إلى 3.400 ألف طالب. أما الهند فقد تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها خلال العامين الماضيين بنسبة 5.8 في المائة، ووصلت هذه النسبة إلى واحد في المائة في اليونان التي عادة ما تستقطب الطلاب المهتمين بالميثولوجيا اليونانية والراغبين بدراسة اللغة اليونانية نفسها.
مهما يكن، فإن عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في الخارج لا يزيدون بشكل عام على 10 في المائة من مجمل عدد الطلاب الأميركيين الباحثين عن جامعة جيدة لإنهاء تحصيلهم العلمي قبل دخول عالم العمل والوظيفة.