افتتاح مسجد «تشاميلجا» فوق تلة العرائس الإسطنبولية

بعد مشروع بناء استغرق نحو 3 سنوات، افتتح أخيرا في مدينة إسطنبول أكبر مسجد أنشئ في تاريخ الجمهورية التركية. ويقع «تشاملجا» في حي أوسكدار، أحد أشهر الأحياء التاريخية في الشطر الآسيوي من مدينة إسطنبول.
ولتدشين المسجد المميز، أحيا 12 ألفا من الأتراك والعرب المقيمين في تركيا ليلة القدر في ساحتة. كما نظمت بلدية أوسكدار إفطارا جماعيا، ثم أقيمت صلاة المغرب والعشاء والتراويح، وتم الاحتفال بليلة القدر بالقرآن الكريم والدعاء. وشارك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مراسم افتتاح الجامع في إسطنبول.
يذكر أنه تم الانتهاء في سبتمبر (أيلول) الماضي من الأعمال الخرسانيّة لخمس مآذن من جملة ست مآذن تعلو جامع «تشامليجا». وجرى طلاء المخروط الفولاذي الذي يزن 14 طنًا لأول مئذنة تم الانتهاء من تشييدها بالكامل، ويبلغ طولها 90 مترًا بالرصاص، بينما الهلال الموجود أعلى المئذنة تم طلاؤه بأوراق الذهب. أما القبة الضخمة التي ستغطي الجزء العلوي للجزء المغطي من الجامع، فتم البدء في تشييدها.
إلى ذلك، قال أرجين كولونك، رئيس جمعية البناء والإعاشة التابعة لوحدات الجوامع والخدمات الثقافية بإسطنبول: «افتتحنا الجامع في ليلة القدر من عام 2016، كما وعدنا».
وتم الانتهاء من الأعمال الخرسانيّة في أعمال بناء الجامع الذي يعمل فيه نحو 500 شخص ليل نهار، فتم بناء فناء الجامع الموجود به ست مآذن، شُيدت خمس منها حتى الآن، وأقسام المتحف، والمعارض الفنية، والمكتبة، وقاعة الاجتماعات والندوات، وموقف السيارات.
وأوضح أرجين كولونك أنه تم البدء في تشييد القبّة الضخمة التي ستغطي الجزء العلوي للجزء المغطي من الجامع التي تُعد خطوة مهمّة في تشييده. حيث تم وضع السقالات في المكان الذي ستشيد فيه القبة حسب مخطط البناء، وأن أعمال البناء تجري على قدم وساق بعناية فائقة للغاية.
وإلى جانب القبة الضخمة في الجزء المغلق من الجامع، سيتم تشييد 39 قبة أخرى بأحجام مختلفة. كما يوجد 21 قبة في فناء الجامع، و9 قباب في مدخل الجامع، ويضم مجمع الجامع 70 قبة.
وأضاف كولونك أنه مع الاقتراب من نهاية الأعمال الخرسانية في هذا الصرح المصمم ليكون أكبر مجمع إسلامي في تاريخ الجمهورية التركية، تم تشكيل فرق من أجل وضع اللمسات الأخيرة التي تتطلب مهارة حرفية دقيقة.
وأوضح أن الفرق المشكلة كل على حدة من أجل الخطوط التي ستزين الجامع وزخارف الجامع والرخام تواصل أعمالها في 10 ورش منفصلة في مدن مختلفة في تركيا.
وشعرت الحكومة التركية بأهمية وقيمة تلة «تشامليجا (Çamlıca)»، التي تسمى باللغة العربية تلة العرائس، الواقعة في الشطر الآسيوي، بالنسبة للسياحة عام 1980، لا سيما أنها تطل على معظم أنحاء إسطنبول، كما أنها مليئة بأشجار الصنوبر، فاشترتها الحكومة، وأقامت بها مقهى ومطعما واستراحة لاستقبال الزوار والسياح، فأصبحت معلما ومزارا مهما بالنسبة لهم، وملاذا شعبيا معروفا بالنسبة لسكان إسطنبول، وقد سميت تلة العرائس بهذا الاسم لأن معظم زوارها من العشاق، وكذلك العرائس الذين يحضرون بملابس الزفاف لالتقاط الصور التذكارية في هذه المناسبة.
وتنقسم «تشامليجا» إلى تلتين، إحداهما ترتفع عن الأخرى بنحو 38 مترا، وتُسمى «بويوك تشامليجا»، أي «تشامليجا الكبيرة»، ويبلغ ارتفاعها 267 مترا فوق سطح البحر، والأخرى «كوتشوك تشامليجا»، وهي الأصغر، ويبلغ ارتفاعها 229 مترا فوق سطح البحر. والتلة الكبيرة توفر إطلالات رائعة كونها الأعلى، حيث يمكن مشاهدة الممرات المائية الرئيسية في إسطنبول، مثل جسر البوسفور على البحر الأسود، وجزر الأميرات على بحر مرمرة، وشبه جزيرة «امينونو» التاريخية، إضافة إلى جبل «أولوداغ»، المكسو بالثلج والواقع قرب مدينة بورصة، و«تشامليجا الصغيرة» ليست بأقل من «تشامليجا الكبيرة»، فهي مليئة بالحدائق الرائعة والغابات الخلابة ومسارات المشي.
ويقصد الكثيرون تلة العرائس هربا من ضغوطات الحياة اليومية، ولاستنشاق الهواء النقي، والمنظر الجميل لأزهار «التوليب» الملونة التي ينتشر عبيرها في أجواء التلتين. وهناك كثير من المطاعم والمقاهي والأكشاك والأماكن المخصصة للشواء، التي تكتظ بالأسر في عطلة نهاية الأسبوع.