شنت القوات الأمنية العراقية هجومًا واسع النطاق لتحرير منطقة جزيرة الخالدية من سيطرة تنظيم داعش، وتأتي أهمية المنطقة لوقوعها قرب الخط الدولي البري السريع الذي يربط العاصمة بغداد بمدن الأنبار، وصولاً إلى الحدود مع سوريا والأردن.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة البدء بالهجوم لتحرير جزيرة الخالدية بمشاركة قوات تابعة لها، إضافة إلى قطعات الفرقتين العاشرة والثامنة التابعتين لقيادة عمليات الأنبار.
وقال المتحدث الرسمي بلسان قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قطعات الجيش العراقي انطلقت في تحرير جزيرة الخالدية بمشاركة كتيبة الدبابات التابعة للفرقة المدرعة التاسعة والجهد الهندسي والمدفعي بإسناد طيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف لتحرير هذه المنطقة الاستراتيجية، لتكون جميع المناطق بين العاصمة بغداد وصولاً إلى مدينة الرمادي مؤمنة بالكامل، وكذلك تأمين الطريق الدولي السريع من أي وجود لمسلحي تنظيم داعش.
وأضاف الزبيدي أن «قواتنا الأمنية انطلقت في تنفيذ عملية تحرير الجزيرة من محورين: الأول منطقة البوعبيد شمال غربي جزيرة الخالدية، والمحور الثاني منطقة البوبالي شمال الجزيرة»، وأشار الزبيدي إلى أن «مسلحي تنظيم داعش اقتصرت مقاومتهم من خلال مفارز تتم معالجتها على الفور من قبل قطعاتنا المسلحة أثناء تقدمها نحو الأهداف المرسومة لها».
وأكد الزبيدي أن «أهمية جزيرة الخالدية تكمن في أن إعادة العمل بهذا الطريق ستكون له أهمية استراتيجية واقتصادية للبلد والسيطرة على الجزيرة، تعني أن قواتنا الأمنية فرضت سيطرتها بالكامل على الطريق الدولي».
إلى ذلك قال الشيخ رافع الفهداوي رئيس مجلس العشائر المتصدية لتنظيم داعش في محافظة الأنبار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات الأمنية تمكنت خلال عملية تحرير منطقة جزيرة الخالدية من تطهير أكثر من 3 كيلومترات من عمق جزيرة الخالدية، وأسفرت عمليات التقدم التي شارك فيها مقاتلو عشائر الأنبار عن مقتل 14 عنصرًا من تنظيم داعش وتدمير 4 سيارات مفخخة ومنصة لإطلاق الصواريخ ومقار كان يستخدمها المسلحون في المنطقة».
وأضاف الفهداوي أن القوات الأمنية مستمرة في عمليات التقدم بداية من منطقة كرطان والفحامة والبو عبيد، مع وجود غطاء جوي من قبل طائرات التحالف الدولي في إسناد القطعات البرية القتالية، وأن الساعات القليلة المقبلة ستشهد تطهير مناطق مهمة في جزيرة الخالدية وإنهاء وجود التنظيم بعد أكثر من عامين ونصف العام على سيطرته على تلك المناطق.
وأشار الفهداوي إلى أن «القوات الأمنية أبلغت العائلات قبل انطلاق عملية التحرير بأسابيع بضرورة مغادرة أماكنها بعد أن فتحت لهم ممرات آمنة أوصلتهم إلى قضاء الخالدية، حيث تم استقبال عدد كبير من تلك العائلات في مخيمات النزوح، فيما تبقى عدد آخر من المدنيين في القرى المنتشرة في منطقة جزيرة الخالدية منعها التنظيم من الخروج من أجل استخدامهم دروعًا بشرية، فيما أبلغت القيادات الأمنية جميع التشكيلات العسكرية المشاركة في عمليات التحرير بضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين الأبرياء خلال عمليات التحرير وإعطاء الأولوية لحياة السكان قبل عمليات تحرير الأرض».
ومن الجدير بالذكر أن الجيش العراقي تمكن من استعادة السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار وعاصمتها قبل أواخر العام الماضي، لكن المناطق الزراعية الواقعة عبر نهر الفرات شمال المدينة ما زالت تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش.
وفي مدينة الفلوجة أعلنت قيادة شرطة محافظة الأنبار عن إعادة افتتاح مديرية شرطة الفلوجة ودائرة الدفاع المدني، وتسليم الملف الأمني لأفواج شرطة الأنبار من أجل عمليات السيطرة على الأرض في الفلوجة وإعادة أهالي المدينة بعد رفع المخلفات الحربية منها. وقال قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مدينة الفلوجة وبعد تحريرها بالكامل من قبضة تنظيم داعش شهدت اليوم إعادة افتتاح مديرية الشرطة في المدينة، وكذلك دوائر الدفاع المدني والجنسية ودائرة المرور والأمن الوطني والتشكيلات الأخرى التابعة لوزارة الداخلية، فيما تم تسليم الملف الأمني في المدينة لشرطة محافظة الأنبار».
وأضاف رزيج: «لقد تم تأمين وفتح بعض الطرق الأساسية والرئيسية في المدينة، وكذلك تطهير المناطق السكنية ومنازل المواطنين من العبوات الناسفة والألغام من قبل الأجهزة الأمنية، وستكون مدينة الفلوجة جاهزة لاستقبال العائلات بعد الانتهاء من الإجراءات الأمنية».
وأشار رزيج إلى أن «القرار صدر بتكليف العقيد جمال الجميلي بمهام مدير شرطة الفلوجة، كما تم تكليف العقيد عزيز الدليمي بمهام مدير شرطة الطوارئ في المدينة». وكان وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبّان قد أعطى الأوامر بالموافقة على إعادة المنتسبين المفصولين من الخدمة في مديرية شرطة محافظة الأنبار، نظرًا لحاجة المحافظة لهم قبل انطلاق عمليات تحرير مدن الأنبار ومشاركتهم في طرد تنظيم داعش.
معارك بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم داعش لتحرير منطقة جزيرة الخالدية
الزبيدي: المنطقة استراتيجية لقربها من الخط الدولي البري السريع الذي يربط العاصمة بغداد بمدن الأنبار وصولاً إلى الحدود مع سوريا والأردن
معارك بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم داعش لتحرير منطقة جزيرة الخالدية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة