الجزائر: مظاهرة بالعاصمة للمطالبة بالإفراج عن مسؤولي فضائية

بعد تدخل الدرك لوقف تسجيل برنامجين ينتقدان حكومة بوتفليقة

الجزائر: مظاهرة بالعاصمة للمطالبة بالإفراج عن مسؤولي فضائية
TT

الجزائر: مظاهرة بالعاصمة للمطالبة بالإفراج عن مسؤولي فضائية

الجزائر: مظاهرة بالعاصمة للمطالبة بالإفراج عن مسؤولي فضائية

طالب عشرات الفنانين المسرحيين والإعلاميين في الجزائر بإطلاق سراح مدير فضائية «الخبر» الخاصة، ومنتج بالقناة نفسها ومسؤولة حكومية، يوجدون في الحبس الاحتياطي منذ أسبوع بسبب برنامجين تبثهما القناة، أحدهما ساخر ينتقد بحدة كبار المسؤولين في البلاد.
وتجمع المتضامنون مع المحبوسين بساحة المسرح الوطني الجزائري بوسط العاصمة، ليل الجمعة - السبت، يتقدمهم الممثلون المشاركون في برنامج «ناس سطح» المثير للجدل، الذي تدخلت قوات الدرك إلى استديو تسجيله وأوقفته بالقوة. وفعلت الشيء نفسه مع البرنامج الثاني «كي احنا كي الناس».
وكان المخرج المسرحي الكبير سليمان بن عيسى، والد مهدي بن عيسى مدير قناة «الخبر»، قد دعا الإعلاميين والفنانين إلى إلغاء المظاهرة، بحجة أنه «لا يريد تسييسها»، وبأن القضية ينبغي أن تبقى في إطارها القضائي. غير أن منظمي المظاهرة رفضوا نداءه.
ورفع المتظاهرون لافتات من الورق كتب عليها «أطلقوا سراح زملائنا مهدي بن عيسى ورياض حرتوف ونورة نجاعي»، وهم مدير قناة «كي بي سي»، ومنتج برنامج «ناس السطح»، ومديرة بوزارة الثقافة متهمة بتقديم الترخيص لتصوير البرنامج. وكتب على بعضها أيضا «كفى.. لقد تعديتم كل الحدود»، و«أطلقوا سراح الجزائر». فيما يقول القضاء أن رخصة تسجيل البرنامج التي منحت لمنتجه تمت مخالفتها حيث تتضمن، حسبه، تصوير فيلم وثائقي، في حين أن مضمون البرنامج سياسي.
وتفرض السلطات الجزائرية الحصول على رخصة من وزارة الثقافة لتصوير أي برنامج ثقافي أو فيلم وثائقي أو درامي. ويحتج الناشطون في المجال السمعي البصري على ما يعتبرونه «تقييدا لحريتهم» بسبب هذه الرخصة التي تشبه الرخصة المفروضة على أي حزب سياسي يريد أن يعقد اجتماعا في فضاء عمومي.
ويواجه مجمع «الخبر»، صحيفة وقناة، مشاكل كبيرة مع الحكومة التي تابعت مسؤوليه قضائيا، بسبب بيعهم أصول الشركة لرجل الأعمال الشهير يسعد ربراب، الذي يملك صحيفة فرنكفونية، والذي لا يسمح له قانون الإعلام بحيازة أخرى. وأبطل القضاء صفقة البيع، وهو ما أثار ردود فعل ساخطة.
ورأى مراقبون في هذه الأزمة علامات ترتيب «مرحلة ما بعد بوتفليقة»، يتم فيها إبعاد كل الأصوات في الإعلام وفي الطبقة السياسية، التي تعارض سياسات الرئيس. وقد لقيت ما أصبح يسمى «قضية الخبر» تضامنا دوليا واسعا، حيث ذكرت منظمة «مراسلون بلا حدود» في بيان أن المجمع الإعلامي الأبرز «يعاني منذ شهور من أزمة مالية، فقرّر التنازل عن حصة من أسهمه لشركة تابعة للمجمع الصناعي لرجل الأعمال يسعد ربراب. لكن هذه الصفقة أخذت منحى سياسيا غير مسبوق في تاريخ الصحافة الجزائرية، بعد أن رفعت وزارة الإعلام دعوى في القضاء الاستعجالي لدى المحكمة الإدارية لتجميد ثم إبطال الصفقة، وهو إجراء غير شرعي».
من جانبه أكد «الاتحاد الدولي للصحافيين» تضامنه الكامل مع مسؤولي وصحافيي وعمال الخبر، إثر المضايقات التي تهددهم»، مشيرا إلى قلقه البالغ من تصرفات وزير الإعلام حميد قرين، ضد «الخبر» التي تهدف، إلى ممارسة ضغوط لتغيير الخط الافتتاحي للصحف. كما نددت منظمة العفو الدولية في تقرير نسر أمس، بـ«سياسة القمع المنتهجة من طرف السلطات الجزائرية»، وطالبت بـ«وقف التضييق على الصحافة»، من دون أن تستبعد «وجود دوافع سياسية وراء متابعة مدير القناة التي تعد حلقة في سلسلة من المضايقات على مجمع الخبر بسبب خطه المستقل».
وأوضحت المنظمة في تقريرها أن «مسؤولي القناة يواجهون عقوبات بالسجن بموجب قانون العقوبات»، مستنكرة في الوقت نفسه «جر الخبر إلى المحكمة الإدارية بعد أن فرضت عليها السلطات قيودا تهدف دفعها إلى الإفلاس والغلق الحتمي».
ومن جهتها، طالبت «هيومن رايتس ووتش» السلطات بالإفراج فورا عن مسؤولي القناة، وبإعادة النظر في التهم الموجهة إليهم «لتعارضها مع مبادئ حماية حرية التعبير والصحافة وفقا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان»، واتهمت الحكومة بـ«استهداف وسائل الإعلام المستقلة والسعي إلى تكميم الأفواه».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.