مستشفى الثورة بتعز مهدد بالتوقف

استقبل 9 آلاف جريح خلال عام واحد

مستشفى الثورة بتعز مهدد بالتوقف
TT

مستشفى الثورة بتعز مهدد بالتوقف

مستشفى الثورة بتعز مهدد بالتوقف

أطلقت هيئة مستشفى الثورة العام في تعز نداء استغاثة، لإنقاذه من الوضع الذي يمر فيه والذي يهدد بتوقفه بشكل كامل.
وقالت الهيئة في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها «ناشدت الجهات الحكومية والمنظمات الداعمة ومنظمات المجتمع المدني سرعة مساعدته لإنقاذه من الأوضاع التي تهدد بتوقفه، وأن الهيئة تواجه عجزا كاملا في تسديد مستحقات الكادر العامل في مركز الطوارئ الجراحي لشهر يونيو (حزيران) 2016».
وذكرت هيئة مستشفى الثورة العام في تعز، أنها ظلت تقدم خدماتها الطبية الإنسانية دون توقف منذ بدء الأحداث داخل المحافظة، بفضل طاقمها الإداري والطبي العامل الذي فضل البقاء مع الخطر على التخلي عن المسؤولية تجاه جرحى ومرضى تعز، وبتعاون المنظمات والمؤسسات الطبية وغيرها المهتمة بالشأن الطبي في محافظة تعز، وعلى رأسها الهلال الأحمر القطري، ومنظمة أطباء بلا حدود، ومستشفى اليمن الدولي.
وأكدت أنها في ظل الظروف الحالية ظلت «تستقبل كل الجرحى والمرضى في مراكزها الثلاثة العاملة، مركز الطوارئ الجراحي، ومركز الطوارئ الباطني، ومركز الغسيل الكلوي، على الرغم من كل المعوقات الأمنية التي وصلت حد الاعتداء على ممتلكات الهيئة والموظفين، أو تلك المتعلقة بنقص الأدوية والمستلزمات الطبية والأكسجين وباقي متطلبات العمل».
واستقبل قسم الإسعاف في مركز الطوارئ الجراحي أكثر من 9 آلاف جريح، وذلك من منتصف شهر سبتمبر (أيلول) 2015، وحتى نهاية شهر يونيو 2016، واستقبلت غرف العمليات في المركز أكثر من 5 آلاف عملية جراحية خلال الفترة نفسها، واستقبل مركز الطوارئ الباطني خلال الستة أشهر الأولى من 2016 أكثر من 30 ألف حالة مرضية، كما استقبل مركز الغسيل الكلوي أكثر من 35 ألف حالة غسيل في 14 شهرا من عمر الأحداث في المحافظة، وخدمات طبية أخرى قدمتها المراكز شاملة صرف الدواء، وكل الخدمات في الهيئة قُدمت مجانا.
كما تواجه الهيئة مشكلة في الكهرباء بعد تعطل مولد الهيئة الوحيد بفعل الربط العشوائي للكهرباء من داخل المستشفى إلى خارجه بقوة السلاح، وتستخدم الهيئة حاليا مولد المختبر المركزي بجهده القليل لتقديم بعض الخدمات فقط، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة على الكادر الفني والمهني، وآخرها الاعتداء على مدير التموين الطبي والعاملين في العناية المركزة وقسم الإسعاف.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».