سقوط رابع طائرة للنظام في ريف دمشق خلال أسبوع.. وغموض يلفّ مصير طاقمها

مجزرة تودي بحياة 31 مدنيًا في قصف جوي على جيرود انتقامًا لقتل طيّار «السوخوي»

مواطنون يبحثون بين الأنقاض عن قتلى بعد القصف الذي تعرض له أحد شوارع حلب أمس (رويترز)
مواطنون يبحثون بين الأنقاض عن قتلى بعد القصف الذي تعرض له أحد شوارع حلب أمس (رويترز)
TT

سقوط رابع طائرة للنظام في ريف دمشق خلال أسبوع.. وغموض يلفّ مصير طاقمها

مواطنون يبحثون بين الأنقاض عن قتلى بعد القصف الذي تعرض له أحد شوارع حلب أمس (رويترز)
مواطنون يبحثون بين الأنقاض عن قتلى بعد القصف الذي تعرض له أحد شوارع حلب أمس (رويترز)

تتوالى فصول سقوط وإسقاط الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري فوق محافظة ريف دمشق، وآخرها الإعلان عن تحطم طائرة هليكوبتر أمس السبت، بين محافظتي ريف دمشق والسويداء، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إسقاط فصائل المعارضة طائرة سوخوي في منطقة القلمون (شمال غربي دمشق)، لتكون رابع طائرة مع طاقمها يخسرها النظام في أسبوع واحد. ومن جانب آخر ارتكب الطيران الحربي للنظام مجزرة في بلدة جيرود بالقلمون، أودت بحياة 31 مدنيًا بينهم اثنان من الكادر الطبي، انتقامًا لقتل طيار أسر يوم أول من أمس الجمعة بعد سقوط طائرته. وحسب المراقبين يرسم هذا التطور علامات استفهام حول نوع الصواريخ التي تستخدمها فصائل المعارضة في مواجهة سلاح الجو الأكثر فاعلية لدى النظام وحلفائه.
في هذه الأثناء، كثف طيران نظام النظام قصفه للمدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة المعارضة في ريف دمشق، وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن طائرة هليكوبتر تابعة للنظام، سقطت اليوم (أمس) قرب منطقة بئر القصب عند الحدود الإدارية بين محافظتي ريف دمشق والسويداء «لكن ظروف سقوطها لا تزال مجهولة». وذكر أن «ثلاثة ضباط على الأقل كانوا على متنها قتلوا أثناء تحطمها». ومع تضارب معلومات المعارضة والنظام حول أسباب سقوط الطائرات، رأى المحلل العسكري السوري المعارض عبد الناصر العايد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن ثمة «ثلاثة احتمالات لمسلسل سقوط الطائرات السورية، الأول إمكانية حصول فصائل المعارضة على صواريخ مضادة للطائرات، منها صواريخ إيغلا الروسية التي غنم الثوار بعضًا منها في بداية الثورة، وميزتها أنها قادرة على اقتناص طائرات النظام، وليس الطائرات الروسية التي تقصف عن ارتفاع شاهق». وبالنسبة إلى الاحتمال الثاني، ذكّر المحلل العسكري، بأن «تقليص مهام الطيران الروسي، وضع النظام أمام حتمية الاتكال على أسطوله الجوي المتهالك، والاستثمار المتزايد للطائرات التي لا تخضع لصيانة دورية وفحص فني وتقني قبل أي مهمة جوية». أما الاحتمال الثالث، فعزاه العايد إلى «إمكانية الوصول إلى خرقٍ ما لسلاح الجو، وربما حصول تخريب فني في بعض الطائرات». ثم تساءل «أليس مستغربا لا نشهد مثل هذه الحالات في مناطق أخرى في سوريا، بينما هي محصورة في ريف دمشق والجنوب؟». جدير بالذكر أن المعارضة السورية كانت قد تمكنت يوم أول من أمس الجمعة من إسقاط طائرة حربية من نوع سوخوي في محيط بلدة جيرود بالقلمون الشرقي، فيما عزا النظام سقوطها إلى عطل فني، وجرى أسر طيارها الذي قتل لاحقًا، ولقد تبادل كل من «جيش الإسلام» و«جبهة النصرة» الاتهامات حول الطرف المسؤول عن قتل الطيار بعد أسره. إذ أعلن «جيش الإسلام» أنه هو من أسقط الطائرة فوق القلمون، من دون أن يكشف عن نوع السلاح الذي استخدمه في عملية إسقاط هذه الطائرة. وكان هذا التنظيم أعلن يوم الاثنين الماضي أنه أسقط طائرة في الغوطة الشرقية، عبر استخدامه منظومة «أوسا» الروسية التي كان قد سيطر عليها في نهاية عام 2012. وهو السلاح نفسه الذي قد يكون أسقطت به الطائرة أول من أمس، بحسب ما رجّحت مصادر في المعارضة السورية، انطلاقًا من أن «جيش الإسلام» أعلن أنه أسقطها بعد عودتها من إحدى الطلعات الجوية على الغوطة الشرقية. وكانت روسيا قد أعلنت أنها قامت بتدمير المنظومة الروسية، ليعود إسقاط الطائرة في الغوطة ويثبت عكس ذلك.
أيضًا سبق لـ«جيش الإسلام»، وهو أكبر فصيل للمعارضة في ريف دمشق، أن أعلن يوم الاثنين الماضي عن تمكنه من إسقاط طائرة هليكوبتر في أجواء بلدة البحارية في الغوطة الشرقية، وبعد ساعات من اليوم نفسه، تبنى أيضًا إسقاط طائرة حربية مقاتلة قاذفة من نوع ميغ 29 على أطراف مطار السين في القلمون الشرقي.
وفي قراءته لتراجع غارات الطائرات الروسية على مواقع المعارضة في ريف دمشق والجبهة الجنوبية، أكد المحلل العسكري العايد، أن «السلاح الجوي الروسي كان يعمل في الأشهر الأخيرة بنسبة 200 في المائة من طاقته، من أجل أن يحقق تحولاً نوعيًا في مسار الأحداث، لكن اليوم ومع تطور الأحداث إلى ما يشبه حرب عصابات، لم يعد بمقدوره توسيع جغرافيا تدخله، لذلك هو يحصر مهمته في جبهة حلب، وهو ما فاقم مسؤولية طيران النظام الذي بات منهكًا، عدا عن فقدانه لعامل التنسيق والمعلومات الدقيقة على الأرض».
عودة إلى ما حدث في جيرود، أفيد أمس عن مقتل 31 شخصًا بينهم اثنان من الكادر الطبي في قصف لقوات النظام على منطقة القلمون مع انهيار هدنة أعلنت قبل سنتين في المنطقة وعلى إثر قتل الطيار الأسير واسمه نورس حسن. وقال سعيد سيف القلموني المتحدث باسم كتيبة الشهيد أحمد عبدو التابعة لـ«الجيش السوري الحر» وتعمل في جيرود إلى جانب «جبهة النصرة» لوكالة «رويترز» بأن «الضربات ضد المدنيين جاءت انتقاما من قتل الطيار من قبل جبهة النصرة». ووفق التقارير شنت طائرات النظام غارات مكثفة على جيرود - التي تبعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من دمشق - ذلك غداة اتهام الجيش السوري فصيل «جيش الإسلام» بقتل الطيار بعد أسره إثر «تعرض طائرته لخلل فني أثناء تنفيذ مهمة تدريبية وسقوطها في هذه المنطقة». وتزامنت الغارات الجوية على جيرود، مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف على البلدة.
ومن جهته، أشار مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن «هذا القصف هو الأول منذ عامين». وأردف «لقد أسفر القصف عن مقتل 31 شخصا بينهم اثنان من الكادر الطبي، أحدهما مدير المركز الطبي في البلدة». ونقلت الوكالة عن الناشط أبو مالك الجيرودي، أن «أكثر من 45 غارة على البلدة نفذتها طائرات النظام، وهي تركزت على المناطق المأهولة والمدارس ووسط البلدة كما تم استهداف المركز الطبي فيها».
أما في مدينة حلب التي تتعرّض لحملة عسكرية واسعة، فقد قتل 22 مدنيًا على الأقل، خلال الـ24 ساعة الفائتة، بينهم 5 أطفال جراء قصفٍ للطيران الحربي السوري على حي طريق الباب، فيما قتل 5 آخرون جراء قصف الطائرات الحربية لحي الشيخ سعيد في المدينة، ما أدى إلى تدمير عدد من المباني التي لا يزال بعض سكانها تحت الأنقاض.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.