النمسا: المحكمة الدستورية تقضي بإعادة الانتخابات الرئاسية

الرئيس المغادر: القرار ضروري لإزالة أي شكوك والإعادة لمصلحة البلاد

النمسا: المحكمة الدستورية تقضي بإعادة الانتخابات الرئاسية
TT

النمسا: المحكمة الدستورية تقضي بإعادة الانتخابات الرئاسية

النمسا: المحكمة الدستورية تقضي بإعادة الانتخابات الرئاسية

قضى قرار أصدرته المحكمة النمساوية الدستورية أمس بإعادة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 22 من مايو (أيار) الماضي، وفاز فيها بفارق ضئيل المرشح المستقل الإكسندر فان دير بلن ضد منافسه عن حزب الحرية اليميني نوربرت هوفر.
وكان حزب الحرية قد تقدم للمحكمة الدستورية بطعن ضد الإجراءات التي صاحبت عد بطاقات التصويت الغيابي الذي تم عبر البريد. وحسب قرار المحكمة أمس فإن 14 دائرة انتخابية ثبت أنها خالفت قانون الانتخابات باستعجالها بدء عملية عد الأصوات الغيابية قبل الموعد المحدد، وهو ما يعتبر مخالفات إجرائية لقانون الانتخابات ويستوجب إعادة الانتخابات، تثبيتا للديمقراطية النمساوية ومنح فرصة لتلافي أي أخطاء مشابهة في المستقبل، وأيضا لتأكيد الثقة في سيادة القانون.
وأوضح قرار المحكمة الدستورية أن الدوائر الانتخابية الأربع عشرة بدأت عد الأصوات يوم الأحد الماضي، وليس يوم الاثنين كما هو مفترض. كما تضمن قرار المحكمة بعد التأكد من الشهود والمشاركين في مراقبة عمليات العد من الحزبين أن الخطأ إجرائي إداري وليس تزويرا.
وكان ولفقانف سوبوتكا، وزير الداخلية النمساوية، قد أعلن أمس قرار المحكمة الدستورية، مرجئا الإفصاح عن موعد جولة الإعادة حتى الثلاثاء القادم، وأوضح أن إجراءات مغادرة الرئيس الحالي لمنصبه لانتهاء فترته الثانية والأخيرة سوف تمضي قدما في السابع من يوليو (تموز) الحالي، وأن هيئة برئاسة رئيس البرلمان وعضوية نائبيه الأول والثاني سوف تتولى إدارة الشؤون الرئاسية لحين انتخاب رئيس جديد.
وشهدت النمسا في 22 من مايو الماضي جولة انتخابية عنيفة، تم تحديدها بعدما فشل أي من المرشحين بالفوز بالأغلبية المطلقة في جولة أولى جرت في 24 من أبريل (نيسان) الماضي، نال فيها نوربرت هوفر نسبة 35 في المائة، فيما نال الإكسندر فان دير بلن نسبة 20 في المائة.
وشدت جولة الإعادة التي جرت بين هوفر وفان دير بلن الانتباه، وأثارت القلق لكونها أول معركة انتخابية أوروبية يتصدرها مرشح يميني إلى أن حسمها منافسه المستقل بفارغ ضئيل عبر الأصوات الغيابية التي وصلت عبر البريد، ولم تزد عن 750 ألف صوت، وجاءت لصالح فان دير بلن بفارق 31 ألف صوت فقط. وقد أعلن المرشحين فان دير بلن وهوفر قبولهما بقرار المحكمة الدستورية، راجيان أن تكون الحملة الانتخابية الجديدة «قصيرة وواضحة».
وبادر فان دير بلن (72 عاما)، الذي يدعو للتسامح ويرحب باللاجئين إلى تأكيد ثقته في الفوز مرة ثانية. فيما أكد هوفر، المتطرف الذي ينادي بالنمسا للنمساويين، أن موقعه الجديد كعضو في الهيئة الرئاسية المؤقتة بحكم منصبه كنائب ثانٍ لرئيس البرلمان لن يؤثر مطلقا في حيادية الانتخابات.
وبدورها أجمعت الأطراف النمساوية كافة على صحة قرار المحكمة الدستورية، وفي هذا السياق قال الرئيس النمساوي المغادر هاينز فيشر إن القرار «ضروري لإزالة أي شكوك والإعادة من مصلحة النمسا»، داعيا الناخبين لعدم الانزعاج من دعوتهم مرة أخرى لصناديق الاقتراع.
وفي تصريحات إعلامية قال المستشار كرستيان كيرن، الذي سبق له أن وصف المعركة السابقة بالمثيرة للقلق إنه «بالرغم مما سببه قرار المحكمة من ارتباك فإننا يجب أن نكون شاكرين لأن انتخاباتنا حرة ونزيهة».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.