فصائل المعارضة تتقدم في ريف اللاذقية وتسيطر على بلدة كنسبا الاستراتيجية

«المرصد»: تقدم الفصائل استراتيجي وضربة قاصمة للنظام

فصائل المعارضة تتقدم في ريف اللاذقية وتسيطر على بلدة كنسبا الاستراتيجية
TT

فصائل المعارضة تتقدم في ريف اللاذقية وتسيطر على بلدة كنسبا الاستراتيجية

فصائل المعارضة تتقدم في ريف اللاذقية وتسيطر على بلدة كنسبا الاستراتيجية

سيطرت فصائل المعارضة السورية المنضوية في غرفة عمليات «معركة اليرموك» على بلدة كنسبا الاستراتيجية وعلى 13 قرية في جبل الأكراد بمحافظة اللاذقية في شمال غربي سوريا، موجهة بذلك، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ما وصفه بـ«ضربة قاصمة للنظام»
ناشطون ذكروا أن الفرقة الساحلية الأولى، وجيش النصر، وجبهة النصرة، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وفيلق الشام، والحزب الإسلامي التركستاني الذين أعلنوا قبل أيام عن انطلاق «معركة اليرموك» بريف محافظة اللاذقية؛ سيطروا أمس على بلدة كنسبا وقرية شلف وقلعتها وقرى عين القنطرة والقرميل وشير قبوع وتلال النقب ورشو والبلوط في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، بعد اشتباكات مع قوات النظام. وأعلنت «جبهة النصرة» في بيان أن «تحالفا من الجماعات الإسلامية المعارضة يضم الجبهة استولى على كنسبا وعدد من القرى الأخرى، واستولى على عدد من الدبابات وأسلحة المدفعية».
وفي حين أفادت شبكة «الدرر الشامية» بأن الفصائل سيطرت مع ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة على بلدة كنسبا الاستراتيجية بريف اللاذقية والمطلة على قسم واسع من ريف إدلب الغربي، بالإضافة إلى السيطرة على قلعة شلف، وقرى شير قبوع، والحمرات. بثت «أحرار الشام» مقاطع فيديو من داخل كنسبا أظهرت عشرات المقاتلين المدججين بالأسلحة يحتفلون بالسيطرة على شاحنات عسكرية نظامية.
رستم صلاح، عضو المكتب الإعلامي في الفرقة الأولى الساحلية المعارضة، أبلغ «مكتب أخبار سوريا»، أن لموقع كنسبا التي كانت القوات النظامية تتخذها مركزا لها في المنطقة أهمية استراتيجية، إذ تشرف على أوتوستراد حلب - اللاذقية، كما تعد مركز ناحية تتبع لها عشرات القرى.
وأضاف صلاح أن القوات النظامية انسحبت باتجاه قرية وادي باصور بعد سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوفها، مشيرا إلى أن عناصر المعارضة يحاولون التقدم للسيطرة على القرية.
ومن جانبه، وصف مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن تقدم المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي بـ«الكبير جدا والاستراتيجي»، معتبرا أنه «ضربة قاصمة للنظام لا تختلف عما جرى في ريف حلب الجنوبي؛ حيث استعادت الفصائل السيطرة على بلدة كنسبا و13 قرية في جبل الأكراد». وقال شارحا: «هذا التقدم سيعيد حسابات النظام بشكل كبير جدا، خاصة إذا انسحبت الطائرات الروسية باعتبار أن قواته لا تستطيع التثبيت إلا بغطاء جوي، ومعادلة الجو هي الأساس في الجبهات التي تتقدم بها».
أما القيادي في الجيش السوري الحر العميد أحمد رحال فصرح لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «إن معركة اليرموك انطلقت الاثنين، فأنهت مرحلتها الأولى وبنجاح يوم الثلاثاء. أما المرحلة الثانية فانتهت أيضا قبل ساعات بتحرير كنسبا وأكثر من 20 قرية وتلة وموقع في جبلي التركمان والأكراد»، لافتا إلى أن «المعركة دخلت حاليا المرحلة الثالثة».
هذا، وشرحت شبكة «شام» تفاصيل المعركة التي شنتها المعارضة، لافتة إلى أنه «وبعد تراجع مؤقت مساء أول من أمس وصباح الجمعة، شنت الفصائل حملة قوية مضادة على المناطق التي تراجعت منها نتيجة كثافة وهمجية القصف من قبل قوات الأسد وحلفائه، أسفرت عن استعادة السيطرة على عدة قرى وتلال على جبهتي جبل الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، من أبرزها قرى أرض الوطى وعين القنطرة وتلة أبو أسعد القريبة في جبل الأكراد».
في هذه الأثناء، قال «مكتب أخبار سوريا»: «إن الاحتفالات عمت قرى ريف محافظة إدلب الغربي ومخيمات نازحي ريف اللاذقية فيها، فرحا بتقدم فصائل المعارضة بجبل الأكراد وسيطرتها على بلدة كنسبا الاستراتيجية، بعد اشتباكات مع القوات النظامية». وقال أبو حسين، أحد النازحين من قرية طعوما بجبل الأكراد: «إن أهالي ريف اللاذقية القاطنين بالمخيمات والقرى عبروا عن فرحتهم الكبيرة باسترداد كنسبا، عبر تبادل التهاني والتجمع وأداء الأغاني المعارضة، فضلا عن إطلاق بعض الشباب الرصاص في الهواء، وإطلاق النساء الزغاريد (ابتهاجا بالانتصار)»، لافتا إلى أن أهالي ريف إدلب شاركوا نازحي اللاذقية فرحتهم. وأشار أبو حسين الذي يقيم حاليا بمخيم قرية خربة الجوز إلى أن الأهالي بات لديهم أمل بالعودة إلى قراهم التي خرجوا منها «مرغمين»، وإنهاء معاناتهم في العيش ضمن المخيمات، التي تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية، وصعوبة التأقلم على الوضع فيها، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
يذكر أن قوات النظام السوري شنت منذ نحو تسعة أشهر حملة عسكرية على ريف اللاذقية الشمالي بغطاء جوي من الطيران الحربي الروسي، تمكنت خلالها من السيطرة على معظم البلدات والقرى فيه، ما أجبر الأهالي على النزوح باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا بريف إدلب الغربي. ويعتبر التقدم الذي حققته المعارضة في الساعات القليلة الماضية في ريف اللاذقية «نادرا» منذ أن تدخلت روسيا في الصراع السوري الدائر منذ أكثر من خمس سنوات لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد في سبتمبر (أيلول) الماضي. ويُتاخم شمال اللاذقية محافظة إدلب معقل جماعات المعارضة بما في ذلك «جبهة النصرة».



مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)

تجدد الحديث عن وقائع العنف بين طلاب المدارس في مصر، مع حادثة مقتل طالب في محافظة بورسعيد طعناً على يد زميله، ما أثار مخاوف من انتشاره، في ظل وقوع حوادث مماثلة بوقت سابق في محافظات مختلفة.

وشغلت المصريين خلال الساعات الماضية واقعة شهدتها مدرسة بورسعيد الثانوية الميكانيكية بمحافظة بورسعيد في مصر، الأحد، بعدما تداول مدونون «اتهامات عن تعدي طالب على آخر بسلاح أبيض ما أصابه بطعنة نافذة في القلب، أدت إلى وفاته».

وكشف وزارة الداخلية المصرية، الاثنين، ملابسات الحادث، مشيرة، في بيان، إلى أن عملية الطعن جاءت على خلفية مشاجرة نشبت بين الطالبين في فناء المدرسة، و«أنه بالانتقال وسؤال شهود الواقعة أفادوا بقيام طالب بالتعدي على المجني عليه بسلاح أبيض (مطواة) كانت بحوزته، فأحدث إصابته، ولاذ بالهرب بالقفز من أعلى سور المدرسة».

وعقب تقنين الإجراءات، وفق البيان، تم «ضبط مرتكب الواقعة بمكان اختبائه بالقاهرة، كما تم ضبط السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة».

وجاء التعقيب سريعاً من وزارة التعليم، حيث أكد الوزير محمد عبد اللطيف، أن «الوزارة لن تتهاون في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان حماية أبنائها الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، وسلامة سير العملية التعليمية في جميع محافظات الجمهورية».

وشدد في بيان، الاثنين، على أنه «لن يتم القبول بتكرار مثل هذا الحادث، أو أي تجاوزات من قبل الطلاب أو المعلمين أو أي مسؤول، وأي تجاوز ستتعامل معه الوزارة بإجراءات صارمة وحازمة».

وكانت الوزارة، في أول رد فعل عقب الحادث، اتخذت إجراءات عاجلة ومشددة تضمنت إلغاء تكليف مديرة المدرسة، وتحويل جميع المسؤولين في المدرسة إلى الشؤون القانونية.

ويدرس نحو 25 مليون طالب وطالبة في مرحلة التعليم الأساسي في مصر، تضمهم 60 ألف مدرسة، بحسب بيانات وزارة التربية والتعليم.

الواقعة أثارت تفاعلاً، وأعادت الحديث عن جرائم مشابهة، منها ما شهدته محافظة سوهاج (صعيد مصر)، قبل أيام، من إصابة طالب بالصف الأول الثانوي بجرح قطعي بالرقبة إثر تعدي زميله عليه بسلاح أبيض «كتر» إثر مشادة كلامية لوجود خلافات سابقة بينهما، بحسب وسائل إعلام محلية.

وزارة التعليم المصرية تسعى لحماية الطلاب وتطبيق أسس وقواعد التربية السليمة (الشرق الأوسط)

وخلال يوليو (تموز) الماضي، أقدم طالب بالثانوية العامة في محافظة بورسعيد أيضاً، على طعن زميله داخل إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة، بدعوى عدم السماح له بالغش منه. وتكررت الواقعة للسبب نفسه خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، عندما طعن طالب ثانوي بالإسكندرية زميله بآلة حادة عقب الخروج من لجنة الامتحان لعدم تمكينه من الغش، حيث استشاط غضباً لعدم مساعدته.

ومن قبلها في شهر مارس (آذار)، قُتل طالب على يد زميله بسلاح أبيض «كتر» أمام مدرسة ثانوية بمحافظة القليوبية، بسبب معاكسة فتاة.

الخبير التربوي المصري، الدكتور حسن شحاتة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، يرجع مثل هذه الوقائع إلى «السلوك العدواني، الذي يكتسبه الطلاب من البيئة والمجتمع خارج المدرسة، من خلال مشاهدة التلفزيون وأفلام العنف، والألعاب العنيفة، وبالتالي ينقلونه إلى داخل المدرسة».

ولفت إلى أن «وقف هذا العنف مسؤولية مشتركة، فالأسرة عليها مهمة تجنيب الأبناء صور وأشكال السلوك العدواني، إلى جانب إفهام الطالب الخطأ من الصواب داخل المدرسة، والقوانين المنظمة للدراسة، والتشديد على الالتزام الأخلاقي داخل المؤسسة الدراسية، وكيف أنها مكان مقدس مثل دور العبادة».

ولا تمثل هذه الوقائع ظاهرة، وفق شحاتة، فهي «حوادث معدودة في ظل وجود 25 مليون طالب في مصر»، مبيناً أنه «مع ارتفاع كثافة الفصول، وعدم وجود أنشطة مدرسية مناسبة للتلاميذ، مما يؤدي إلى عدم تفريغ الشحنات الانفعالية لهم، وهنا يأتي دور المدرسة في إيجاد أنشطة في المدرسة رياضية وموسيقية وفنية، يمارسها الطلاب لتهذيبهم، مع وجود دور للمُعلم في تعليمهم السلوك السوي مع بعضهم البعض».

ويوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة المصرية اليابانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الحوادث تعد «أعراضاً لتراجع النظام التعليمي»، وغياب «القيم التربوية».

ويلفت «صادق» إلى أن هذه الحوادث تعد امتداداً لإرث معروف بين الأسر تنصح به أطفالها، مثل عبارات: «لو حد ضربك في المدرسة اضربه» أو «خد حقك»، الذي معه «يقرر الطالب الاعتماد على نفسه في الحصول على حقه»، بينما الطبيعي، وفق صادق، عند تعرض الطالب لعنف أو تنمر «يشتكي للمعلم، ويرفع الأمر للإدارة لأخذ موقف ومعاقبة الطالب المعتدي؛ لكن مع غياب المعلم المؤهل وضعف إدارات المدارس، يغيب ذلك العقاب، وبالتالي نجد هذا العنف».