إلياس العماري: سأحارب القطبية الحزبية حتى آخر رمق

أمين «الأصالة والمعاصرة» المعارض يؤكد أن المقاربة الأمنية وحدها عاجزة عن التصدي للإرهاب

إلياس العماري: سأحارب القطبية الحزبية حتى آخر رمق
TT

إلياس العماري: سأحارب القطبية الحزبية حتى آخر رمق

إلياس العماري: سأحارب القطبية الحزبية حتى آخر رمق

قال إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، إن الانتخابات التشريعية ليوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل تعد «محطة من المحطات الحاسمة والمهمة بالنسبة لحزبنا، بيد أنها تظل عادية في نهاية المطاف كيفما كانت نتيجتها، ويجب أن تنتصر فيها التجربة الديمقراطية لبلادنا».
وأضاف العماري، الذي كان يتحدث الليلة الماضية في بيت الصحافة بمدينة طنجة: «لهذا نقول للحكومة إنه يجيب عليها أن تمارس الحكم ليس من أجل التحكم، ولكن لتنتصر لمقاربة النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية».
في غضون ذلك، قال العماري بأنه سيحارب القطبية الحزبية حتى آخر رمق، مشيرا إلى أن القطبية في التجارب الديمقراطية الراقية تنتج الفاشية والتطرف. وأضاف موضحا أن البلاد «في حاجة إلى أكثر من 5 أحزاب، والحديث اليوم عن قطبية تعني التوجه بالبلد نحو الهاوية».
على صعيد آخر، قال العماري إن قدرة المغرب تكمن في استيعابه لكل الحضارات التي مرت فوق أرضه، مؤكدا أن خصوصية المغرب ثقافية بامتياز، وذلك في سياق تناوله لموضوع الإرهاب الذي يجتاح الكثير من بلاد العالم، مضيفا أن «الإرهاب لا لون له»، وذلك في معرض تعقيبه على الانفجارات التي ضربت تركيا قبل أيام قليلة، وأنه بات على الجميع الانخراط فيما سماها «فلسفة الحياة». كما تساءل العماري عن المقاربة الأسلم لمواجهة هذه الظاهرة التي أصبحت عابرة للقارات، وقال: إن المقاربة الأمنية وحدها تبقى عاجزة عن التصدي لإجرام الإرهاب، ليخلص إلى القول إن مواجهة الإرهاب هي مواجهة ثقافية بامتياز.
من جهة أخرى، جدد العماري الدعوة لفتح نقاش حول مسألة القنب الهندي (الكيف)، وقال: «أنا لم أقل بتقنينه ولا تعميمه، بل قلت يجب أن نتحدث عن هذه الإشكالية، وألا نصمت، لأن هذا الصمت هو الذي يتسبب اليوم في تعميق المشكل أكثر فأكثر، ومساحة الأراضي التي تزرع فيها النبتة تمتد أكثر فأكثر.. معاناة المزارعين ليست حلالا عندما نحتاجهم لأغراض معينة وحراما عندما نعاقبهم».
واعتبر العماري أن النقاش حول القنب الهندي (الكيف) يجب أن نعرضه على العلماء والأساتذة في المختبرات المتخصصة، وعبر عن استعداده كرئيس لجهة توفير الإمكانيات اللازمة من أجل أن نصل إلى إخراج نصوص قانونية في حال ما ثبت أن هناك فوائد لهذه النبتة.
وتحدث العماري أيضا عن الاستثمارات الضخمة التي جلبها إلى جهة طنجة - تطوان - الحسيمة التي يرأسها، وقال: إن توقيعه على الاتفاقية التي جلبت المستثمرين الصينيين، تم أمام العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبحضور الكثير من الوزراء المعنيين، لافتا الانتباه إلى أن حضوره آنذاك تم بصفته رئيسا لجهة طنجة - تطوان - الحسيمة، نافيا أن يكون لصفته الحزبية أي اعتبار في الموضوع.
وقال العماري إنه في سعيه إلى جلب المنفعة للوطن، لن يتوانى في جلب المزيد من رجال المال والأعمال من كل بلاد العالم ما دام الهدف هو تحريك عجلة الاقتصاد وتوفير وظائف للشباب، مشيرا إلى أنه رئيس لكل المكونات السياسية في الجهة، فضلا عن إحساسه بالمسؤولية أمام معارضيه قبل الذين صوتوا لصالحه.
وفي معرض رده بشأن ما جاء على لسان رئيس الحكومة بخصوص المشروع الاستثماري الصيني بمدينة طنجة، قال العماري «كنت أتمنى أن ينشغل رئيس الحكومة بأمور كبيرة، ماذا تعني 10 مليارات دولار بالنسبة لرئيس الحكومة، وهو الذي يدير قرضا قدره 40 مليار دولار.. وبخصوص المشروع الصيني الضخم فقد نفذت فقط ما تمليه علي مسؤوليتي كرئيس جهة وفي إطار صلاحياتي».
وزاد قائلا بشأن ما قاله رئيس الحكومة عن نقل المشروع من أسفي إلى طنجة «كان على رئيس الحكومة أن يذكر المصدر. وأنا قلت قبل رئيس الحكومة بأن الوزير مولاي حفيظ العلمي اقترح على الشركة الصينية مدينة أسفي، أنا لا أتحدث مع الشركة الصينية، ولكني استقبلت السيد ليو هونغ وعقدنا معه لقاء في مقر حزب الأصالة والمعاصرة، ولم يكن هناك توجه ضد القانون».
وجدد العماري التأكيد على أن ما قام به يدخل في صميم الصلاحيات المباشرة لرئيس الجهة، والذين انتخبوه. وقال: «تعاهدنا على أن نشتغل بشكل جماعي على مثل هذه الأمور، تحدثت مع مستثمرين وحكومات جهوية في الصين وغيرها لأنه لا يجب أن نضع بيضنا في نفس السلة، وعقدت لقاءات مع المسؤولين الأوروبيين (20 سفيرا من أصل 22 سفيرا أوروبيًا)، وقلت في حضرتهم بأن الشراكة مع الصين ليست بديلا عن الشراكات مع بلدان أخرى. توصلت بما مفاده أن وزيرا في الحكومة يقترح مدينة أخرى، قدمت احتجاجي وقلت أبدا لأن النقاش مع الجانب الصيني كان على أساس طنجة (الميناء الضخم، المقومات في البنية التحتية)، ميناء سيصنف قريبا في المرتبة 18 على مستوى العالم، إضافة إلى الوعاء العقاري بالمنطقة.
وأدلى العماري برأيه بخصوص الجدال الدائر حول توظيف ابنة رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران في الأمانة العامة للحكومة، وقال: «لو كان هناك تساو للفرص لما حدث النقاش المذكور، ولكن النقاش الدائر يؤكد أن بلادنا ليست عادلة في الولوج إلى سوق الشغل ولا إلى أمور أخرى، وعندما سنصل إلى العدل فلن يكون هناك نقاش مماثل». وأضاف العماري «لن أظلم ابن كيران لكن بما أن ابنته تقول إنها اجتازت المباراة بشكل قانوني، فأنا مع الذين يقولون (من خدعنا في الله انخدعنا له)».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.