ولد الشيخ: حصلنا على التزامات مكتوبة بالعودة إلى الكويت

كشف عن جوانب من خريطته لحل النزاع اليمني

ولد الشيخ: حصلنا على التزامات مكتوبة بالعودة إلى الكويت
TT

ولد الشيخ: حصلنا على التزامات مكتوبة بالعودة إلى الكويت

ولد الشيخ: حصلنا على التزامات مكتوبة بالعودة إلى الكويت

أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، رسميا أمس، تعليق مشاورات السلام اليمنية – اليمنية بمناسبة إجازة عيد الفطر المبارك، وحتى منتصف الشهر الجاري، وذلك بعد مرور أكثر من 70 يوما على انطلاق المشاورات في أبريل (نيسان) الماضي.
وردا على المعلومات حول فشل التوصل إلى اتفاق إصدار بيان من الطرفين بالالتزام بالعودة إلى المشاورات، كشف ولد الشيخ عن تلقي الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الكويتية لضمانات والتزامات مكتوبة من وفدي المشاورات، بالعودة إلى دولة الكويت لاستئناف المشاورات بعد أسبوعين، مؤكدا أن فترة التعليق سوف تشهد عملية تشاور بين أعضاء الوفدين وقياداتهم، وأن المشاورات سوف تنقل إلى مرحلة جديدة، إضافة إلى أنه أشار إلى أنه سوف يعمل، خلال فترة لأسبوعين، على إجراء لقاءات مع قيادات يمنية وإقليمية لبحث حل شامل للأزمة اليمنية.
ودحض المبعوث الأممي الأنباء، التي تتحدث عن فشل المشاورات وعدم توصلها لأي اتفاقات، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في الكويت أمس.
وقال: إن الوفدين أكدا على ضرورة وجود حل سلمي للأزمة اليمنية، وناقشت «مقترحات مطولة عن المرحلة السياسية المقبلة، كالانسحابات العسكرية والترتيبات الأمنية وتسليم السلاح بالإضافة إلى مواضيع سياسية شائكة وسبل تحسين الوضع الاقتصادي والإنساني وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين».
وكشف ولد الشيخ عن تقدمه بمقترح لخريطة طريق تتضمن تصورا، وصفه بالعملي، من أجل «إنهاء النزاع وعودة اليمن إلى مسار سياسي سلمي»، وقال: إن التصور أو خريطة الطريق تتضمن «إجراء الترتيبات الأمنية التي ينص عليها القرار 2216. وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إعادة تأمين الخدمات الأساسية وإنعاش الاقتصاد اليمني. كما تتولى حكومة الوحدة الوطنية، بموجب هذه الخريطة، مسؤولية الإعداد لحوار سياسي يحدد الخطوات الموالية الضرورية للتوصل إلى حل سياسي شامل ومنها الخريطة الانتخابية وتحديد مهام المؤسسات التي ستدير المرحلة الانتقالية وإنهاء مسودة الدستور»، مشددا على أنه «من الضروري أن يضمن هذا الحوار السياسي مشاركة النساء والشباب وكذلك القوى السياسية الفاعلة في جنوب اليمن»، وقال: إن خريطة الطريق «تنص على ضرورة إنشاء آليات مراقبة وطنية ودولية لمتابعة ودعم تطبيق ما ستتوصل إليه الأطراف من اتفاقيات»، وإن الأطراف تعاملت بـ«شكل إيجابي مع المقترح ولكنها لم تتوصل بعد إلى تفاهم حول كيفية تزمين وتسلسل المراحل، وهنا بيت القصيد الذي نقلنا إلى مرحلة جديدة في المشاورات».
وقال مبعوث الأمم المتحدة إنه «وبعدما جدد الأطراف التزامهم بقرار مجلس الأمن رقم 2216، والقرارات والبيانات الأخرى ذات الصلة، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، أعربوا عن التزامهم بالمبادئ التالية قبل مغادرتهم للتشاور مع قياداتهم: أولا: تجديد الالتزام باحترام أحكام وشروط وقف الأعمال القتالية وتعزيز آليات تنفيذه، ثانيا: نقل لجنة التهدئة والتواصل إلى مكان قريب من ساحة العمليات وفي هذا السياق تم الاتفاق على ظهران الجنوب في المملكة العربية السعودية بهدف تعزيز احترام وقف الأعمال القتالية، ثالثا: تيسير اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية دون أي عوائق، رابعا: تيسير الإفراج العاجل عن الأسرى والمعتقلين والمحتجزين وفقًا للمبادئ المقترحة من لجنة الأسرى والمعتقلين التي تشكلت خلال مشاورات الكويت، خامسا: الامتناع من جميع الأطراف عن القيام بأي فعل أو اتخاذ أي قرارات من شأنها أن تقوض فرص المشاورات والتوصل لاتفاق، سادسا: احترام سرية المشاورات والوثائق المتعلقة بها، سابعا: العودة إلى الكويت في 15 يوليو (تموز) مع توصيات عملية من القيادات تبني على ما تم بحثه في الأسابيع الماضية ووضعه قيد التنفيذ».
وأضاف: «التزم الطرفان بهذه البنود من خلال بيان التزامي وجه للشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت ولي كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة»، وفي ضوء ما سرد، قال الوسيط الأممي: «إن المشاورات مستمرة وتدخل الآن منعطفا جديدا يقرب القيادات من القرار ويسمح لتبادل صريح لوجهات النظر بين الجهات المحلية والإقليمية، وهذا من شأنه أن يسرع الوتيرة ويقربنا من التوصل لحل سلمي شامل يحسن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية». ورفض ولد الشيخ الحديث عن طرف معرقل للمشاورات، وأكد أن هناك «صعوبات تتعلق بالقضايا التي نتحدث عنها ومصير شعب وليس عن طرف معرقل»، و«مستعدون لقول من هو الطرف المعرقل في حال التوصل إلى حل منصف للجميع». وأشار، ضمنيا، إلى إشكاليات كبيرة تواجه عمل الوسطاء الأمميين في عدم الالتزام بالتطبيق، وقال: «إذا حصلنا على اتفاق لن يشكل سوى 5 في المائة، فيما 95 في المائة، لأن التطبيق هو المشكلة الأكبر».
ورغم المعلومات المؤكدة بخصوص أن من أطلقت الميليشيات الحوثية سراحهم، مؤخرا، ليسوا أسرى حرب وإنما من المواطنين العاديين، فقد قال: إنه جرى إطلاق سراح أكثر من 700. ورحب بهذه الخطوة، كما رحب بإطلاق سراح أكثر من 50 طفلا، واعتبر أن إطلاق سراح أي محتجز أمر مهم، مشيرا إلى أنه تجري مباحثات لإطلاق سراح دفعات جديدة من الأسرى والمعتقلين. في لا نقلل من الوساطات القبلية وهي مهمة، وكل ما حدث هو نتيجة لما حدث في الكويت.
واستعرض ولد الشيخ الكثير من القضايا المتعلقة بالوضع الداخلي لليمن، ومنها إشارته إلى تحسن ملحوظ في الوضع الأمني: «لكن هناك مناطق كثيرة ما زالت تعاني من خروقات يخسر خلالها المدنيون حياتهم ثمنا للصراعات السياسية»، كما استعرض مبعوث الأمم المتحدة الوضع الإنساني في اليمن، وقال: إن «هناك تحسنا قياسيا في أداء المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات لمناطق لم تكن تصل إليها»، مشيرا إلى أنه تم تأمين إيصال مساعدات لنحو 4 ملايين مواطن يمني مقارنة بمليون ونص عام 2015. وحذر ولد الشيخ من خطورة الوضع الاقتصادي ومن انهيار الاقتصاد اليمني، وقال: «حصلنا على مساعدات بريطانية وأميركية لصندوق الضمان وعندما يتم توقيع اتفاق للحل سوف تتدفق المساعدات من دول الخليج ودول العالم».



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.