مبعوث أوباما يتعهد بإقناع المعارضة السودانية بخريطة الطريق

بوث أجرى مباحثات مع مساعد البشير تناولت بحث عملية السلام

مبعوث أوباما يتعهد بإقناع المعارضة السودانية بخريطة الطريق
TT

مبعوث أوباما يتعهد بإقناع المعارضة السودانية بخريطة الطريق

مبعوث أوباما يتعهد بإقناع المعارضة السودانية بخريطة الطريق

أجرى المبعوث الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما لدولتي السودان وجنوب السودان جولة مباحثات مطولة مع مساعد الرئيس السوداني، بحث خلالها المسؤولان سبل إلحاق الحركات المسلحة وحزب الأمة بخريطة الطريق الأفريقية.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي السفير دونالد بوث في تصريحات مقتضبة بالخرطوم أول من أمس، إنه عقد اجتماعًا وصفه بـ«المثمر» مع مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود، بحثا خلاله عملية السلام السودانية وتوقيع الممانعين لخريطة الطريق الأفريقية التي وقعتها الحكومة السودانية، والجهود المطلوبة لتحقيق تقدم ملموس في الحوار الوطني السوداني لتحويله إلى حوار شامل يبحث كافة قضايا البلاد، بما في ذلك قضايا المنطقتين - جنوب كردفان والنيل الأزرق - ودارفور. وبينما أوضح بوث أن تبادل مع ضيفه وجهات النظر والأفكار الإيجابية المتعلقة بتحقيق اختراق وتقدم في عملية السلام السودانية، نقلت تقارير صحافية أن بوث مارس ضغوطًا عنيفة على قوى نداء السودان في أديس أبابا الأسبوع الماضي، لإقناعها بتوقيع خريطة الطريق الأفريقية، وطالبها بالموافقة عليها، وأن يكون الحل في شكل ملحق، فيما أشارت تقارير صحافية وتحليلات إلى أن الرئيس الأميركي يسعى لتحقيق إنجازات في ملفات السلام العالمي، ومن بينها ملف سلام السودان قبيل انتهاء ولايته، وهو الأمر الذي يرجح أن تمارس واشنطن ضغوطًا قوية على الفرقاء السودانيين.
وقال مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود للصحافيين إن مباحثاته مع المسؤول الأميركي تركزت على كيفية حث مجموعة الأربعة «حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي، الحركة الشعبية، حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، وحركة تحير السودان مني أركو مناوي». وأوضح أنه أكد لضيفه مواقف حكومته، التي وصفها بالواضحة، وترحيبها بالراغبين في توقيع خريطة الطريق الأفريقية، والالتحاق بالحوار الوطني، وأضاف قائلا إن «خريطة الطريق ليست اتفاقًا فحسب، بل خريطة لرسم الطريق للسلام لأنها أثبتت أن الخلافات لا تحل إلاّ بالطرق السملية، وأن القضايا الوطنية ستحل في حوار وطني تحضره الأحزاب السودانية المختلفة». وتعهد إبراهيم بالدخول في عمليات وقف العدائيات ووقف إطلاق النار حال توقيع الممانعين على خريطة الطريق، وقال إن «هذا بداية سلام حقيقي، وبعده سنجلس لإكمال المفاوضات التي بدأنا في أديس أبابا، وإكمال الاتفاق الإطاري الذي وصلنا فيه لما يقارب 90 في المائة، وهذا طريق قصير جدًا للسلام إلاّ للذي لا يريد السلام».
وجدد محمود رفض حكومته لملحق خريطة الطريق الذي تقدمت به المعارضة، بالقول إن «خريطة الطريق ليست بحاجة لأي ملاحق، لأنها حددت كيفية حل الخلافات بالطرق السلمية للوصول لحلول سلمية، أما إن كان هناك شخص يريد تحقيق مكاسب حتى قبل أن يأتي للحوار أو المفاوضات فهذا شيء آخر، لكنا نعتقد أن الفرصة متاحة لنمضي نحو السلام».
من جهته، أوضح المستشار الدبلوماسي لمساعد الرئيس السفير خالد فرح، أن مباحثات الرجلين لم تتطرق لأي ملفات خارج الحوار الوطني وخريطة الطريق. وقال فرح إن المبعوث بوث تعهد ببذل الجهود اللازمة لإقناع غير الموقعين على خريطة الطريق لتوقيعها في أقرب أجل، ليشاركوا في الحوار الوطني وتأمين أكبر قدر من الشمول والشفافية له.
وتقدمت قوى المعارضة المشاركة في مفاوضات أبابا بملحق لخريطة الطريق لتوقيعها، وتمسكت بعقد ملتقى تحضيري للحوار خارج البلاد، واتخاذ تدابير داخلية لتحقيق ما تسميه تهيئة الأجواء للحوار وإتاحة الحريات، فيما ترفض الخرطوم إجراء أي تعديلات على خريطة الطريق.
ووصل المبعوث الأميركي للخرطوم في زيارة قصيرة، وهو يحمل في حقيبته عدة سيناريوهات للتعامل مع الوضع في السودان، إثر تحسن نسبي في العلاقات بين واشنطون والخرطوم، أعقبت زيارة وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور الأخيرة للولايات المتحدة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.