محققون: الصندوق الأسود للطائرة المصرية يؤكد تصاعد الدخان قبل التحطم

الخبراء يعكفون على التحقق من 1200 معلومة عن أدائها أثناء الرحلة

محققون: الصندوق الأسود للطائرة المصرية يؤكد تصاعد الدخان قبل التحطم
TT

محققون: الصندوق الأسود للطائرة المصرية يؤكد تصاعد الدخان قبل التحطم

محققون: الصندوق الأسود للطائرة المصرية يؤكد تصاعد الدخان قبل التحطم

أعلن محققون مصريون أمس أن تحليل أحد الصندوقين الأسودين لطائرة «مصر للطيران»، التي تحطمت في مايو (أيار) الماضي في البحر المتوسط وعلى متنها 66 شخصا، يؤكد انطلاق أجهزة الإنذار للتحذير من الدخان قبل سقوطها.
وقال المحققون في بيان، إن «البيانات المسجلة تؤكد التحذير الآلي لجهاز الاتصالات حول تصاعد الدخان في المرحاض»، والجزء الأمامي من مقصورة القيادة، مضيفا أن «أجزاء من مقدمة الطائرة عليها مؤشرات تدهور بسبب الحرارة المرتفعة وأثر دخان كثيف».
وتحطمت الطائرة أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة في 19 مايو الماضي، بين كريت والساحل الشمالي لمصر، بعد أن اختفت فجأة من شاشات الرادار، لأسباب لا تزال غير واضحة، وعلى متنها 66 شخصا، بينهم 40 مصريا هم 30 راكبا، و10 من أفراد الطاقم، فضلا عن 15 فرنسيا.
وتراجعت فرضية الهجوم التي اقترحتها مصر في البداية لصالح حادث فني، نظرًا للمعلومات حول انطلاق تحذيرات آلية تشير إلى تصاعد الدخان في الطائرة.
وعثر على الصندوقين الأسودين للطائرة، وهي من طراز (إيرباص إيه 320)، منتصف يونيو (حزيران) الحالي، وينتظر أن يساعدا في تحديد أسباب تحطمها.
وجاء في البيان رقم 19 الذي أصدرته اللجنة مساء أمس: «لقد تم بنجاح تحميل البيانات الخاصة بجهاز مسجل معلومات الطيران «إف دي آر» الخاص بالطائرة (إيه 320) المنكوبة، وجاري الإعداد والتحقق من 1200 معلومة عن أداء الطائرة أثناء الرحلة، تمهيدًا للبدء في مرحلة القراءة والتحليل».
وتشير المعلومات الأولية المسجلة على الجهاز إلى أنه قد تم تسجيل بيانات الرحلة منذ إقلاع الطائرة من مطار شارل ديجول حتى توقف التسجيل عند ارتفاع 37000 ألف قدم مكان وقوع الحادث.
وتتوافق البيانات المسجلة على الجهاز مع رسائل نظم التواصل والإبلاغ مع الطائرة «إيه سي إيه آر إس»، والتي تشير إلى وجود دخان في دورة المياه ودخان صادر من غرفة الأجهزة الإلكترونية للطائرة «أفيونكس».
وأظهرت قطع من الحطام الخاص بالجزء الأمامي للطائرة، والذي تم انتشاله مؤشرات تلف بسبب حرارة عالية ودخان كثيف أسود، وسوف يتم عمل تحليل شامل لمحاولة معرفة مصدر وأسباب تلك المؤشرات.
هذا وتستمر عملية إصلاح جهاز مسجل محادثات الكابينة «سي في آر» بمكتب تحقيق حوادث الطيران الفرنسي، بينما لا تزال تجري محاولات انتشال أشلاء الضحايا التي تم تحديد موقعها.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.