هادي سليمان يرفع دعوى على مجموعة «كيرينغ»

من تصاميمه للدار
من تصاميمه للدار
TT

هادي سليمان يرفع دعوى على مجموعة «كيرينغ»

من تصاميمه للدار
من تصاميمه للدار

بعد شهرين فقط من خروجه من «سان لوران» رفع المصمم هادي سليمان دعوى غريبة على مجموعة «كيرينغ» المالكة للدار، طالبا منها إعادة بند حذفته من عقده بعد خروجه منها. البند المحذوف يشير إلى منع المصمم الخوض في أي عمل يمكن أن يتعارض مع الدار أو يشكل منافسة مباشرة لها لمدة عام، وهو أمر متعامل به في أوساط الموضة، فيما يتعلق بالمصممين والرؤساء التنفيذيين خصوصًا. يقال مثلا إن المصمم راف سيمونز الذي استقال من دار «ديور» لا يزال ينتظر انتهاء مدة هذا البند في شهر يوليو (تموز) المقبل ليلتحق بدار «كالفين كلاين». من هذا المنطلق فإن أي مصمم كان سيُرحب بحذف البند وإلغائه، لأنه سيحرره من أي قيود تكبله، ويسمح له بالعمل مع أي دار أزياء أو حتى افتتاح داره الخاصة إن أراد. لكن هادي سليمان له نظرة مختلفة حيث طالب بإعادته إلى العقد. مجموعة «كيرينغ» لم ترغب في تأجيج الموقف وصرحت بأنها رغم سوء التفاهم الحاصل بينها وبين مصممها السابق، لن تلغي ما قدمه لها خلال الأربع سنوات التي قضاها فيها. فقد حقق لها النجاح وكتب لها فصلا مهما تعتز به، وفي الوقت ذاته أشارت إلى أن السبب قد يكون أيضًا أنه يريد أن يحصل على المبلغ المترتب على بقاء هذا البند في العقد.
لهذا يبقى السؤال الملح على الكل، هو ما الذي يجعل هادي سليمان يطالب بإعادة بند يراه الكل تقييدًا له؟ هل هو بحاجة إلى مبلغ من المال من المجموعة حتى يؤسس داره الخاصة، وهو ما نفاه سابقًا، أم تعب، حسب رأي بعض المتفكهين، من العروض التي تنهال عليه من بيوت أزياء منافسة للعمل معها ويريدها أن تتوقف؟ البعض الآخر يرى أنه قد تعود على الحياة السهلة في لوس أنجليس، حيث يعيش منذ سنوات، وتعب من عالم الموضة وإيقاعها السريع، وبالتالي يريد أن يتفرغ لهواية التصوير الفوتوغرافي. لكن كل هذا يبقى مجرد تخمينات لا تنفي أن دعواه غريبة تثير كثيرًا من الأسئلة، وقد يكون سببها بكل بساطة أنه لا يريد أن يعمل لمدة عام، على الأقل.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.