قتلى وجرحى بتفجير في بلدة تل أبيض السورية على الحدود التركية

مسؤولون أميركيون: روسيا تقصف جوًا قاعدة «جيش سوريا الجديد» في التنف

قتلى وجرحى بتفجير في بلدة تل أبيض السورية على الحدود التركية
TT

قتلى وجرحى بتفجير في بلدة تل أبيض السورية على الحدود التركية

قتلى وجرحى بتفجير في بلدة تل أبيض السورية على الحدود التركية

قال شهود إنّ خمسة على الاقل قتلوا وأصيب العشرات اليوم (الاربعاء)، في تفجير استهدف مقر الادارة المحلية ببلدة تل أبيض السورية التي يسيطر عليها الاكراد قرب الحدود التركية. وأضافوا أن انتحاريا يقود سيارة ملغومة هاجم المبنى الذي تديره السلطات المحلية الكردية في البلدة.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد انتزعت السيطرة على تل أبيض من أيدي تنظيم "داعش" في هجوم دعمته ضربات جوية نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وتقع تل أبيض إلى الشمال من الرقة، وكانت خط إمداد رئيسيا لمعقل التنظيم المتطرف.
على الساحة الميدانية، تقول مصادر في المعارضة السورية إنّ قوات مقاتلي المعارضة تلقت تدريبات في معسكرات تديرها الولايات المتحدة في الاردن؛ لكن معظم تدريباتها تجرى الآن في قاعدة رئيسية ببلدة التنف السورية الواقعة جنوب غربي البوكمال على الحدود مع العراق.
ويقول مسؤولون أميركيون إنّ ضربات جوية روسية استهدفت قاعدة جيش سوريا الجديد في التنف مرتين هذا الشهر حتى بعد أن طلب الجيش الاميركي من موسكو الكف عن ذلك عقب الضربة الاولى.
وأفاد القيادي في المعارضة والمرصد السوري، بأنّ مقاتلي المعارضة انتزعوا السيطرة أيضا على قاعدة جوية من متطرفي "داعش" قرب البوكمال. ولا تزال اشتباكات عنيفة مستمرة في ظل تحصن المتطرفين بقاعدة الحمدان الجوية على بعد خمسة كيلومترات شمال غربي البوكمال. فيما أعلن مقاتلو المعارضة أيضا السيطرة على بلدة الحمدان القريبة.
وذكر المرصد أنّ ضربات التحالف الجوية استهدفت مخابئ المتطرفين في البلدة.
وتفيد مصادر في المعارضة أنّ متطرفي التنظيم، قطعوا الكهرباء والاتصالات عن البوكمال وحفروا خنادق حول البلدة. فيما أمنت قوة المعارضة المؤلفة من مئات المقاتلين الممرات الصحراوية إلى البوكمال بعد تقدم سريع من التنف عبر الصحراء الشاسعة غير المأهولة.
من جانبه، رفض الميجر أدريان رانكين-غالواي المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية التعقيب أمس، على الحملة الاخيرة؛ لكنّه قال إنّ واشنطن تساند جماعات سورية لم يذكرها بالاسم.
وفي السياق، أفاد قيادي في المعارضة السورية لوكالة "رويترز" للأنباء، بأنّ مقاتلين من المعارضة، سوريين، تقدموا صوب بلدة يسيطر عليها تنظيم "داعش"، على الحدود مع العراق اليوم، في هجوم جديد تدعمه الولايات المتحدة بهدف شق ما يسميه التنظيم بـ"دولة الخلافة" التي أعلنها إلى نصفين.
وتهدف العملية التي بدأت أمس، إلى السيطرة على بلدة البوكمال السورية الشرقية، مما يزيد الضغوط على التنظيم الذي يواجه هجومًا منفصلًا مدعومًا من الولايات المتحدة في شمال سوريا لطرده من المنطقة الحدودية مع تركيا.
وينفذ الهجوم "جيش سوريا الجديد" الذي تشكل قبل نحو 18 شهرًا ويضم مقاتلين طردوا من شرق سوريا أثناء ذروة توسع تنظيم "داعش" السريع في 2014. وتقول مصادر في المعارضة إنّ جيش سوريا الجديد تلقى تدريبات بمساعدة أميركية.
من جانبه، أفاد القيادي بجبهة الاصالة والتنمية -وهي جماعة رئيسية في جيش سوريا الجديد- لـ"رويترز" بأنّ الاشتباكات تدور في المدينة نفسها؛ لكن الموقف لم يتحدد بعد. وأضاف أن قوات المعارضة دخلت البلدة في الفجر.
وفي ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، أنّ الهجوم مدعوم من قوات غربية خاصة وضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة.
وأدت سيطرة "داعش" على البوكمال في 2014، إلى ازالة الحدود بين سوريا والعراق. وستكون خسارتها ضربة رمزية واستراتيجية لما تسمى دولة "داعش" عبر الحدود بقيادة أبو بكر البغدادي.
وتقع البلدة في محافظة دير الزور على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع العراق. ويسيطر التنظيم على المحافظة كلها تقريبا.
واكتسبت الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم، زخما هذا الشهر فيما يشن تحالف فصائل يضم وحدات حماية الشعب الكردية، هجومًا كبيرًا ضد التنظيم في مدينة منبج بشمال سوريا.
وفي العراق أعلنت الحكومة هذا الاسبوع أنّها انتصرت على التنظيم في الفلوجة.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.