تدريبات إسرائيلية إيطالية مشتركة على إنقاذ غواصة غارقة في قاع البحر

ضابط إسرائيلي عدّه تعاونًا استراتيجيًا بين الأسطولين والدولتين

تدريبات إسرائيلية إيطالية مشتركة على إنقاذ غواصة غارقة في قاع البحر
TT

تدريبات إسرائيلية إيطالية مشتركة على إنقاذ غواصة غارقة في قاع البحر

تدريبات إسرائيلية إيطالية مشتركة على إنقاذ غواصة غارقة في قاع البحر

في حدث هو الأول من نوعه، أجرت قوات من سلاح البحريتين الإسرائيلية والإيطالية، تدريبات مشتركة حول إنقاذ غواصة من قلاع البحر، إما نتيجة خلل أو بفعل عملية إغراق معادية. واعتبرت التدريبات في تل أبيب «حدثين تاريخيين في آن واحد»، ذلك أنها المرة الأولى التي تجري فيها الغواصات الإسرائيلية تدريبات عسكرية خارج حدودها، وأول مرة يتم فيها التدرب على إنقاذ غواصة.
جرت هذه التدريبات في نهاية الأسبوع الماضي، في خليج «تارانتنو» في إيطاليا، بمشاركة أسطول سلاح البحرية هناك. وقال البريغادير جنرال دورون، قائد أسطول الغواصات في سلاح البحرية الإسرائيلي، أمس: «هذا هو التمرين الأكبر الذي قمنا به بشكل مشترك مع سلاح البحرية الإيطالي. وهذه هي المرة الأولى التي قمنا فيها بنقل غواصة إسرائيليّة إلى ميناء غريب لغرض التدريب. وهذه هي المرة الأولى التي وصلنا فيها إلى هذه المسافة لكي نشارك في هذا التمرين الذي بلغ ذروته في إنقاذ المقاتلين من قاع البحر وإخراجهم من الغواصات، باستخدام معدات خاصة تابعة للأسطول الإيطالي، علما بأنهم الوحيدون الذين يملكون معدات كهذه في العالم». ويؤكد دورون، أن الأمر يشير إلى تعاون استراتيجي بين الأسطولين وبين الدولتين، ويقول إن « هذا التدريب يفتح نافذة على تشكيل تراث يستند إلى التدريبات التي على هذه الشاكلة. وفي المستقبل، وإذا ما طلب منا أن نشارك في عمليات إنقاذ كهذه، فإننا سنعرف كيف نعمل مع الإيطاليين، وهم سيعرفون كيف يعملون معنا». وبحسب دورون، فإن الأسطولين، الإسرائيلي والإيطالي، يعتبران الأقوى في هذا القسم من البحر المتوسط. ويضيف: «قمنا في بداية التدريب، بإنزال غواصتنا إلى قاع البحر في الميناء. أما الإيطاليون، فقد قدموا مع غواصة مخصصة لإنقاذ المحاربين، وهي غواصة قادرة على الالتصاق بفتحات الغواصة المتورطة، ونضح الماء بين الفتحات، ومن ثم إخراج الناس من خلالها. وهذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بهذا التدريب».
وقال ضابط إسرائيلي آخر، هو البريغادير جنرال مئير، قائد الفرقة 33 التابعة لأسطول الزوارق الصاروخية فقال: «لقد كان تدريبا يماثل الواقع في حال غرق غواصة. فإلى جانب الغواصة، وصلنا مع زورق صواريخ من طراز ساعر 5. وزورق صواريخ آخر من طراز ساعر4.5. وأهم ما في هذا التمرين كان عمليا، الاتصال مع الإيطاليين. إن هذا التدريب يساعدنا على فهم الأمر، والتعاون الناشئ كان هو القيمة الإضافية في التمرين». ويفيد البريغادير مئير بأن «التقنيات الإيطالية والوسائل الإسرائيلية مختلفتان جدا عما يحدث في سائر أساطيل العالم. فطريقة عملنا، وعقليتنا العسكرية، والمرونة التفكيرية، والساحات التي نعمل بها، هي أمور لا يعرفها الناس بشكل أساسي. ومنذ اللقاءات الأولى التي باشرنا فيها بالتخطيط لنوعية التدريب وللتمرينات، فهم الإيطاليون بأن هناك الكثير من الأمور التي يمكن تعلمها منا. وقد أبدوا استعدادهم للزيارة ولمشاهدة طرق عملنا، في البرّ والبحر».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.