اقتراب الجيش اليمني من مطار صنعاء يدفع 30 قائدًا عسكريًا انقلابيًا للفرار

الشرعية تتقدم على مختلف الجبهات.. وألف مقاتل إضافي لدعمها في لحج

اقتراب الجيش اليمني من مطار صنعاء يدفع 30 قائدًا عسكريًا انقلابيًا للفرار
TT

اقتراب الجيش اليمني من مطار صنعاء يدفع 30 قائدًا عسكريًا انقلابيًا للفرار

اقتراب الجيش اليمني من مطار صنعاء يدفع 30 قائدًا عسكريًا انقلابيًا للفرار

كشف مسؤول عسكري يمني عن فرار 30 قائدا من بقايا الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع علي عبد الله صالح، بعد الهزائم المتكررة في المعارك الدائرة في اليمن، بالتزامن مع اقتراب الجيش الوطني ووصوله إلى مشارف مطار صنعاء.
القيادات الفارة تحمل، بحسب المسؤول، رتبا عالية (لواء، وعميد) وهم ممن لعبوا دورا محوريا في العملية الانقلابية على الشرعية.
ورجح المصدر أن المسؤولين العسكريين الفارين من صنعاء باتجاهات مختلفة، أدركوا عسكريا أن الجيش الوطني برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أوشك على اقتحام العاصمة اليمنية «صنعاء» مركز التحكم للحوثيين وحليفهم المخلوع علي صالح، موضحا أن هذه القيادات بدأت في التحرك للخروج من البلاد مع التقدم الذي كان يحققه الجيش في فرضة نهم، الأمر الذي دفع ببعضهم لاستخرج جوازات سفر مزورة، وآخرين بداعي العلاج في بعض الدول العربية.
ويتوقع، وفقا للمصادر ذاتها، أن القيادات المتبقية في صنعاء سوف تسعى لإيجاد مخرج آمن لها، بشكل سريع من البلاد في غضون الـ48 ساعة المقبلة، خوفا من أن تكون هناك أوامر أعطيت للجيش من قبل قيادته العليا باقتحام وتحرير المدينة من قبضة الميليشيات في الساعات المقبلة، وأن تسقط هذه القيادات التي كانت تحكم المدينة، أسرى حرب في قبضة الجيش.
ميدانيا تقدم الجيش الوطني بشكل كبير على جميع الجبهات، ومن أبرزها مطار العاصمة اليمنية صنعاء، كذلك هناك تقدم عسكري في جبهة الجوف ولحج، فيما أرسلت قوات التحالف العربي أكثر من ألف جندي مجهزين بكامل العتاد، لدعم الجيش الوطني لمواجهة ميليشيات الحوثيين في جبهة لحج.
وقال اللواء ركن دكتور ناصر الطاهري، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن هناك قرابة 30 قائدا عسكريا، بحسب ما تم رصده من قبل الجهات المعنية، خرجوا سرا من اليمن باتجاه بعض الدول العربية ودول أجنبية أخرى، لتأمين سلامتها مع اقتراب الجيش من أطراف صنعاء.
وأضاف اللواء الطاهري أن هذه القيادات أحست بتضييق الخناق وقرب انتهاء المهمة التي عملوا من أجلها، وأن الأمور وصلت إلى مرحلة لا يمكن التعامل معها إلا بالفرار من البلاد، وعمدوا للخروج، كما يعتقدون، بشكل رسمي ونظامي كي لا يصبحوا بعد ذلك ملاحقين، من خلال استخراج جوازات إما غير سليمة، أو سليمة ويكون سبب الخروج العلاج.
ولم يستبعد نائب رئيس هيئة الأركان أن تزداد عمليات الفرار في الأيام المقبلة من قبل قيادات الحوثيين أو المخلوع، كما أنه لم يستبعد أن يكون من الفارين قيادات يعرفها الجيش كانت وراء أسر وزير الدفاع اليمني، موضحا أن كل المعلومات الواردة تؤكد أن هذه القيادات شاركت في العملية الانقلابية على الشرعية.
وحول التقدم العسكري للجيش، أكد اللواء الطاهري أن القوات الموالية للشرعية تسير وفق استراتيجية واضحة في عملية التقدم على جميع الجبهات، و«هناك تقدم قد يكون بطيئا نسبيا، إلا أنه يحقق ما نصبوا إليه، خصوصا في (فرضة نهم)، والجوف، وهذا التقدم على جبهة نهم وضع الجيش الوطني على مشارف مطار صنعاء، والجيش ينتظر الأوامر في هذه الأثناء لتحرير المدينة من قبضة الميليشيا».
وأكد اللواء الطاهري أن «الوضع النفسي لأتباع الحوثيين، رغم التعزيزات، يشهد انهيارا يوم بعد يوم. في المقابل، يعيش الجيش والمقاومة في أحسن حالته، رغم النقص في بعض المواد العسكرية، إلا أنه جرى الترتيب لتلقيها مع القيادة العليا التي تعمل على إنهاء كل ما يعوق عملية التقدم للجيش والمقاومة الشعبية».
واستطرد نائب رئيس هيئة الأركان بأن هناك قناعة بدأت تتشكل لدى الجهات الدولية، وقوات التحالف العربي، أن ميليشيا الحوثيين لا يرغبون في إتمام عملية السلم، وتسليم السلاح للحكومة الشرعية، وأن الحوثيين وحليفهم المخلوع اتخذوا من مشاورات الكويت محطة لتجميع قواهم وتعزيز مواقعهم العسكرية، الأمر الذي دفع بكثير من الدول إلى إعادة حساباتها حول الأمر في اليمن».
وعن الدعم العسكري الذي قدمته قوات التحالف أمس، قال اللواء الطاهري إن الجيش تلقى دعما عسكريا كبيرا في جبهة لحج، يتمثل بإرسال قرابة ألف جندي مع المعدات والآليات، و«ذلك كون بعض المواقع في هذه المحافظة كانت في وقت سابق بؤرة لـ(القاعدة)، وهي الآن بؤرة للحوثيين وحليفهم المخلوع علي صالح».
وأشار إلى أن «هناك معارك عنيفة في (الصبيحة) في لحج، وهي منطقة صمود، وحصل هناك كثير من المواجهات لقبائل تلك المناطق مع ميليشيا الحوثيين، ونجحت في قتل أكثر من 35 فردا من الميليشيا، وهذا الدعم سيعزز من قوة هذه القبائل والجيش في تلك المواقع، وستكون عملية دحر الميليشيا بعد ذلك سهلة جدا، خصوصا أن الجيش بصدد توجيه قوة عسكرية متكاملة من تلك المواقع بعد تحريرها إلى تعز التي تحتاج إلى دعم عسكري».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.