دليلك.. لبناء منزل ذكي

مقابس كهربائية تتحكم بالضوء والحرارة.. ومصابيح تعمل كحارس للأمن

المصباح الذكي «بي أون»  - نظام «بلنك» للمراقبة المنزلية
المصباح الذكي «بي أون» - نظام «بلنك» للمراقبة المنزلية
TT

دليلك.. لبناء منزل ذكي

المصباح الذكي «بي أون»  - نظام «بلنك» للمراقبة المنزلية
المصباح الذكي «بي أون» - نظام «بلنك» للمراقبة المنزلية

تبعًا لمسح أجري حديثا، فإن قرابة نصف الأميركيين إما يملكون بالفعل تقنيات المنازل الذكية حاليًا، أو يخططون لاقتنائها خلال العام الحالي. ومع انخفاض الأسعار، وتزايد بساطة استخدام الأجهزة، فإن اللحظة المثالية قد حانت لتحديث منزلك وجعله «ذكيًا».

ثورة مخارج المقابس

ظهرت فئة جديدة من الأجهزة يطلق عليها المقابس الذكية smart plugs، وهي أشبه بكومبيوترات بالغة الصغر يجري إدخالها في مخارج المقابس الموجودة بالفعل. وتوفر هذه المقابس الذكية قدرة مذهلة على إضفاء طابع أوتوماتيكي معقد على المنزل من دون مجهود يذكر من جانبك. وتكمن الفكرة هنا في أنه حتى لو كانت مصابيح منزلك «غبية» بمعايير اليوم، فإن باستطاعتك على الأقل جعلها تتظاهر بـ«الذكاء».
ومن بين أروع تلك المقابس الذكية التي راجعتها «يو إس إيه توداي» الأميركية، حتى اليوم، «زولي سمارتبغ Zuli Smartplug»، وهي عبارة عن مقابس صغيرة متصلة بخاصية «بلوتوث». ومع توصيل مصباح أو أي جهاز إلكتروني آخر بالمقبس، يمكنك تنزيل تطبيق «زولي» ووصله بجهاز «آيفون» الخاص بك. بعد ذلك، وبمجرد دخولك الغرفة في أي وقت، فإن مجرد وجودك، بافتراض أنك تحمل الهاتف معك، سيدفع المصابيح للإضاءة. وعند خروجك، فإن أمامك خيارين، إما إعدادها بحيث تنطفئ الإضاءة على الفور أو بعد فترة تحددها عبر ميقات.
وكلما استخدمت «زولي»، بدأ الجهاز يتعرف على الكيفية التي ترغب منه العمل بها. ومن مميزات المقبس الأخرى قدرته على العمل بشكل جيد مع أجهزة منزلية ذكية أخرى، وباستطاعته تعديل درجة الحرارة عبر منظم الحرارة «نيست ثرموستات Nest Thermosta»، وإعداد مصابيح «فيليبس هيو Philips Hue lights» على مستوى الإضاءة المثالي. وإذا حملت هاتفك معك طيلة الوقت، أو جعلت «زولي» يعمل بالتعاون مع أجهزة أخرى، ستكتشف أن التجربة برمتها ساحرة. جدير بالذكر أن الحزمة الأولى من «زولي» تأتي بثلاثة مقابس ذكية «زولي»، مقابل 160 دولارا، أو يمكنك شراء مقابس فردية بسعر 60 دولارًا للمقبس الواحد.
من ناحية أخرى، يتميز نظام «بيلكين ويمو إنسايت» Belkin WeMo Insight (50 دولارًا للواحد) بقدرته على العمل عبر كل من «آيفون» والهواتف المعتمدة على «أندرويد» لجعل مخارج المقابس العادية «ذكية». ويعمل الجهاز عبر «واي فاي»، بدلاً من «بلوتوث»، مما يجعله أكثر تعقيدًا بعض الشيء في ضبط إعداداته، إلا أن هذا يعني أيضًا أن باستطاعتك التحكم في ومراقبة أجهزة منزلك من أي مكان تقريبًا.
ويعمد «ويمو» إلى ربط عمل الأجهزة ببعضها بعضا، فمثلاً يمكنك ضبط الأجهزة بحيث يبدأ جهاز إعداد القهوة تلقائيًا فور إضاءة مصباح المطبخ في الصباح. إلا أن التوصية تقضي بأن تقدم على ذلك فقط إذا كانت لديك معرفة تقنية جيدة وإشارة «واي فاي» قوية بمختلف أرجاء المنزل.
أما إذا كنت اشتريت الأجهزة المنزلية الذكية «هومكيت» من «آبل» Apple’s HomeKit، فالنصيحة هي الاطلاع على «آيديفايسيز سويتش» iDevices Switch (50 دولارًا للوحدة)، فرغم أنه ليس بمستوى مرونة «ويمو» أو ذكاء «زولي»، فإنه المقبس الذكي الوحيد القادر على العمل مع «هومكيت» للتحكم في أي جهاز يجري توصيله به، وذلك بالاعتماد على المساعد الصوتي «سيري».

مصابيح ذكية

حان الوقت لتقول وداعًا للمصابيح العادية، فقد ظهر جهاز جديد يعد أحدث تقنيات المنزل الذكي يمثل بداية عصر جديد في إضاءة المنازل.
حقيقة الأمر أن كثيرين لم تتح لهم فرصة الاطلاع على نظام «بي أون هوم»BeON Home (200 دولار مقابل ثلاثة مصابيح)، فور ظهوره بالأسواق بسبب ارتفاع سعره. وقد يطرح التساؤل التالي: كيف يمكن أن يصل سعر مصباح لهذا المستوى؟ وهنا بعض التصورات: تتميز مصابيح «بي أون» بما يشبه العقول المفكرة العاملة بخاصية «بلوتوث»، التي تمكنها من الاضطلاع بشتى أرجاء المهام المعقدة المصممة لإبقائك ومنزلك في أمان. هل سبق لك قط التمتع بخدمة حارس أمن في صورة مصباح؟
مع بروتينك اليومي، تتعلم المصابيح من تلقاء ذاتها نمط حياتك اليومية، مثل متى تضيء مصابيح غرفة المعيشة أو تضيء المصباح المجاور للسرير في غرفة نومك. وعليه، فإن أي لص لن يفكر في اقتحام منزلك مهما طالت فترة غيابك عنه. وفي الواقع، تشبه هذه المصابيح أجهزة الميقات القديمة، لكنها أكثر تقدمًا من الناحية التقنية بكثير.
وحتى إذا ما جرؤ لص على الوقوف أمام الباب الأمامي للمنزل، وضغط على جرس الباب، في محاولة لاختبار رد الفعل، ومعرفة ما إذا كان هناك أحد بالمنزل، فإن هذه المصابيح «تسمع» صوت الجرس، وتستجيب بإضاءة المصابيح في واحدة أو أكثر من الغرف، مما يدفع اللصوص إلى الفرار. كما أن المصابيح تضيء تلقائيًا مع تصاعد رائحة التبغ الذي تدخنه أو انطلاق جهاز تنبيه. وحال انقطاع الكهرباء، فإن بطاريات الدعم المدمجة داخل المصابيح تمكنها من إبقاء منزلك مضيئًا لفترة تصل إلى خمس ساعات أو أكثر.
اللافت كذلك سهولة تركيب وضبط إعدادات مصابيح «بي أون»، حيث تستلزم منك هذه العملية اختيار المكان الذي ترغب وضع المصابيح به، ثم وضع الوحدة الصغيرة في مخارج المقابس لتبدأ في العمل كـ«مخ» للمنظومة ككل، ثم ربطها بهاتفك الذكي. ويوجهك التطبيق عبر عملية توصيل المصابيح بهاتفك، ويساعدك على تدريب المصابيح على الإنصات لأصوات بعينها - مثل جرس الباب وإنذار الحريق - وتقديم الاستجابات المناسبة.
ورغم روعة هذه المميزات، فإنها لا تبرر سعر الـ200 دولارً، لكن تبقى ميزة أخرى مهمة تتمثل في إمكانية تجريب المنتج لمدة 100 يوم وإعادتها واستعادة المال كاملاً إذا لم يعجبك عملها. كما أن التقديرات تشير إلى أن المصابيح قادرة على الاستمرار في العمل لمدة 22 عامًا، بينما يبلغ عمر الوحدة الذكية خمسة أعوام على الأقل

متعة التجربة

أما إذا كنت على استعداد للتخلي عن الطابع العملي المحض مقابل بعض المتعة، فإن التوصية تقضي بتجريب «إلومي» Ilumi (60 دولارًا للمصباح)، حيث تغدق هذه المصابيح على الغرفة نور الضوء الذي تبغيه، وذلك عبر تطبيق «إلومي» - مع تشغيل موسيقى متوائمة مع الإضاءة أيضًا. كما يمكنك إعداد المصابيح بحيث تغير ألوانها على مدار اليوم، بمعنى أن تستيقظ صباحًا على إضاءة تختلف في لونها عن تلك التي تغفى مساءً في وجودها.
الملاحظ أن هذه المصابيح ممتعة في استخدامها مقارنة بغالبية المصابيح الذكية الأخرى، بجانب سهولة ضبط إعداداتها، لكن بالنظر إلى سعرها البالغ 60 دولارًا للمصباح، فإن ذلك يعني أنك ستدفع أعلى قليلاً عن مصابيح «هيو» المشهورة من إنتاج «فيليبس» القادرة على تبديل ألوانها، وتقريبًا ما يعادل سعر «بي أون».
أما إذا كان المال لا يمثل مشكلة لك، فبمقدورك الاستعانة بـ«سينغليد» الذي نجح في نقل فكرة المصابيح الذكية برمتها إلى أفق جديد تمامًا. والمعروف أن «سينغليد Sengled» تبيع المصابيح الذكية من مختلف الأشكال والقدرات - فهناك مصباح «بوست» (49.99 دولارًا) الذي يعزز إشارات «واي فاي»، و«إيفربرايت» Everbright bulb (19.99 دولار) المتميز ببطارية دعم مدمجة داخله، و«سولو»Solo bulb ( 59.99دولار) المزود بسماعات استريو قادرة على تشغيل موسيقى وما إلى ذلك، وكثير من الأنواع الأخرى. وفي الحقيقة، لا ينصح باقتناء هذه المصابيح بالنسبة للمبتدئين على صعيد بناء منازل ذكية. أما إذا كنت من الراغبين حقًا في بناء منزل ذكي، فإن «سينغليد» تتيح خيارات لا حصر لها.

نظم مراقبة المنزل

على خلاف الحال مع غالبية أجهزة المنزل الذكية، فإن سوق نظم الكاميرات البعيدة تعج بالخيارات. من بين عشرات الخيارات المتاحة نظام «بلينك» Blink (100 دولار للكاميرا)، الذي يعد واحدًا من أكثر منتجات المراقبة الصديقة للمستخدم. ويعتبر «بلينك» لاسلكيا تمامًا، مما يجعله بحاجة لحد أدنى من الصيانة.
ويمكنك لصق كاميرا «بلينك» الصغيرة تقريبًا في كل مكان، وفي أي لحظة ترصد خلالها حركة ما ستخطرك عبر رسالة نصية، ويبعث النظام بفيديو قصير عن الحادث إلى تطبيق «بلينك» على هاتفك.
وبخلاف التكلفة الأولى للوحدة، يجري تنفيذ ذلك مجانًا. وعليه، فليس ثمة تكاليف مراقبة شهرية، أو رسوم أخرى يمكن أن تقلق بشأنها. ولا شك أن هذه ميزة كبرى على الأنظمة المشابهة، مثل «نيست كام Nest Cam» التي تفرض رسومًا تصل إلى 300 دولار سنويًا لبناء أرشيف للصور التي التقطتها الكاميرا الخاصة بك.
ومع ذلك، فإنه على الصعيد العملي، قد يصبح هذا النظام شديد الحساسية، ويبعث بإخطارات في وقت لا يحدث فيه شيء يذكر. والنصيحة لتجنب الشعور بالإحباط تجاه «بلينك» أن تضع الكاميرا بعيدًا عن النوافذ.



«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).