مقتل وإصابة 20 شخصا بتفجير أربعة انتحاريين أنفسهم في بلدة القاع اللبنانية

مقتل وإصابة 20 شخصا بتفجير أربعة انتحاريين أنفسهم في بلدة القاع اللبنانية
TT

مقتل وإصابة 20 شخصا بتفجير أربعة انتحاريين أنفسهم في بلدة القاع اللبنانية

مقتل وإصابة 20 شخصا بتفجير أربعة انتحاريين أنفسهم في بلدة القاع اللبنانية

فجر أربعة انتحاريين انفسهم، صباح اليوم (الاثنين)، في بلدة القاع اللبنانية الحدودية مع سوريا، ما تسبب بمقتل خمسة اشخاص واصابة 15 آخرين بجروح بينهم اربعة عناصر من الجيش اللبناني.
والقاع بلدة ذات غالبية مسيحية. ويقطنها عدد كبير من العائلات السنية، لا سيما في منطقة مشاريع القاع الزراعية، حيث تتداخل الحدود مع الاراضي السورية. كما يوجد على اطرافها مخيمات عشوائية للاجئين السوريين.
وشهدت المنطقة خلال فترة طويلة من النزاع السوري احداثا امنية ناتجة بمعظمها عن تسلل مقاتلين معارضين للنظام السوري عبر الحدود من والى سوريا، لكن الحدود أقفلت تماما قبل اشهر طويلة مع سيطرة قوات النظام ومقاتلين من ميليشيا حزب الله على الجانب السوري منها، وتشديد القوى الامنية اللبنانية رقابتها على المناطق الحدودية.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات. وتريثت المصادر الامنية في اعطاء اي تفسير، في انتظار التحقيقات، وان كانت مؤشرات أولية تدل على ان الانتحاريين قد يكونون اقدموا على تفجير انفسهم بعد انكشاف أمرهم، وذلك قبل بلوغ اهدافهم.
وصدر بيان عن قيادة الجيش اللبناني جاء فيه "عند الساعة 4:20 (1:20 ت غ) من فجر اليوم، أقدم أحد الإرهابيين داخل بلدة القاع على تفجير نفسه بحزام ناسف أمام منزل أحد المواطنين، تلاه إقدام ثلاثة إرهابيين آخرين على تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة في أوقات متتالية وفي الطريق المحاذي للمنزل المذكور".
وافاد الامين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة لوكالة الصحافة الفرنسية عن "مقتل خمسة اشخاص جراء هذه التفجيرات" واصابة 15 آخرين بجروح، لافتا الى ان عددا من الجرحى "في حالات خطرة".
وأوضح بيان الجيش ان بين الجرحى أربعة عسكريين، "كانوا في عداد إحدى دوريات الجيش التي توجّهت إلى موقع الانفجار الأوّل".
وقال ان قوى الجيش "فرضت طوقاً أمنياً حول المحلة المستهدفة وباشرت عملية تفتيش واسعة في البلدة ومحيطها بحثاً عن مشبوهين".
وكان مصدر عسكري روى للوكالة ان "الانتحاري الاول اقدم على طرق باب منزل احد سكان البلدة، وقد اثار شكوك" صاحب المنزل، ما دفعه الى تفجير نفسه بعد الاشتباك معه.
وتجمع السكان في المكان على الاثر، وما لبث ان اقدم "ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم تباعا".
ووقع الانفجار على مقربة من مركز للجمارك على الحدود.
وقال مصور للوكالة في البلدة ان التفجيرات حصلت على طريق رئيسية داخل حي سكني في البلدة، تربط منطقة البقاع ببلدة القصير في الجانب السوري من الحدود. ووقعت التفجيرات على بعد اقل من مائة متر من كنيسة في البلدة.
وبسبب قربها من الحدود السورية، غالبا ما تصل اصداء القصف والمعارك الى القرية التي اعتاد سكانها على دوي الانفجارات منذ اندلاع النزاع السوري.
من جهته، أوضح رئيس بلدية القاع بشير مطر لوكالة الصحافة الفرنسية انه "كان بإمكان الحصيلة ان تكون اكبر لو لم نتدارك الوضع"، مشيرا الى ان السكان شكوا في الانتحاريين وبدأوا يلاحقونهم، والى انه اطلق النار شخصيا على "الانتحاري الرابع (...) لكنه اقدم على تفجير نفسه في الوقت ذاته". وتابع "القاع هي بوابة لبنان"، معربا عن اعتقاده بأن أبناء القاع "أفشلوا مخطط تفجير كبير".
وتوجه مطر الى المخططين للتفجيرات بالقول "انتم وارهابكم لن تخيفونا ودواعشكم لن يخيفونا" مضيفا "اذا كنتم تقصدون القاع فأنتم قصدتم المكان الخطأ واذا كنتم تقصدون العبور من القاع الى اي منطقة اخرى في لبنان فنحن لن نسمح بتفجير اي منطقة اخرى او ان تمر التفجيرات" عبر البلدة.
ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام بعد الظهر ان مدفعية الجيش الثقيلة قصفت مواقع المسلحين في جرود القاع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.