فجع العالم أخيرًا بالحادث الأليم الذي وقع في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، عندما أقدم شخص اسمه عمر متين، ينتمي إلى ما بات يُعرف آيديولوجيًا وحركيًا باسم «الذئاب المنفردة» بفتح نيران أسلحته الآلية على بعض من الشباب الأميركي داخل أحد ملاهي المدينة، التي تجمع المثليين جنسيًا.
والمؤكد أن الحادث على بشاعته يحمل لنا بعدا آخر مغايرا للأبعاد الإرهابية التقليدية، ويتصل بشخصية القاتل هنا. فهو لم يكن أحد أفراد خلية عنقودية تنتمي إلى تنظيمين معروفين مثل «داعش» أو «القاعدة»، ولم يتلقَّ تدريبات عسكرية في تورا بورا بأفغانستان، بل إنه من مواليد مدينة نيويورك الأميركية الشهيرة، ذات المقدرة الكبيرة والواضحة على دمج المهاجرين من مختلف الملل والنحل والطوائف والأعراق. وعليه، بات السؤال «هل أصبحنا أمام ظاهرة انتشار للأصولية التي تتجاوز الحدود الجغرافية أو السدود البشرية...أصولية تستغل أدوات التكنولوجية الحديثة ووسائط التواصل الاجتماعي، لتجعل من العالم كما نعرفه رقعة ملتهبة، تعيش تحت التهديدات الإرهابية لمنظمات إرهابية تعمل على تجنيد البشر، دون شرط أو شروط العمل الجماعي التقليدي، أي وجود رأس منظم ومساعدين، وخطط لوجستية، ومساعدات عملانية لتنفيذ أي عمل كحادثة أورلاندو؟».
في أعقاب جريمة عمر متين في أورلاندو، أعرب مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (FBI) جيمس كومي، عن اقتناعه بأن الجاني «اعتنق التطرف عبر الإنترنت». وأشار إلى أن هناك مؤشرات تطرف قوية لديه، وتأثرا محتملا بمنظمات إرهابية أجنبية، في إشارة لا تخطئها العين لـ«داعش» وإخوانه، ولا سيما، أن هذا التنظيم المتطرف سارع إلى إصدار بيان وصفت فيه القاتل بأنه «أحد جنود الخلافة». وقد لا يكون عمر متين، بالفعل، جنديا منتظمًا في الصفوف الحركية لـ«داعش»، غير أنه يبقى منتسبا في كل الأحوال، وآية ذلك اتصاله الهاتفي بالشرطة الأميركية لحظة وقوع الجريمة، وإقراراه رسميا بهذا الانتماء، خلال حديثه مع خدمة الطوارئ الأميركية علي الرقم الشهير (911).
لم تكن حادثة عمر متين هي الأولى التي يقوم بها شخص ما من أصحاب الانتماء عن بعد من جماعة «الذئاب المنفردة»؛ إذ سبقه إلى ذلك سيد فاروق وزوجته تاشفين مالك في سان برناردينو، بولاية كاليفورنيا؛ ما يعني أن الأمر مرشح لأن يكون ظاهرة شديدة الخطورة والوعورة، بسبب استحالة توقع ما سيحصل مستقبلا من قبل أطراف ينتمون فكريًا وذهنيًا لأصوليات ضاربة جذورها في التعصب والتشدّد عطفا على الكراهية.
ومن أورلاندو الحزينة في الولايات المتحدة، إلى أوروبا، حيث فرنسا المنكوبة من جديد، تشهد جريمة مروعة؛ إذ ارتكب العروسي عبد الله في محيط مدينة مانت لا جولي القريبة من العاصمة باريس جريمة قتل شرطي فرنسي رفيع الرتبة وصديقته. والمثير، بل العجيب، الذي يعد سابقة مروعة هي إقدامه على بث جريمته مباشرة على الهواء عبر موقع «فيسبوك» بهدف ترويع الآمنين من الذين سيقدّر لهم رؤية هذا العمل الإجرامي عن بعد. ولقد عاين بعض المتخصصين في شؤون الحركات المتطرفة التسجيل المصوّر للعروسي، ونقلوا بعضا من مشاهداتهم وردود أفعالهم التي اتسمت بخوف بالغ من أن يكون الأمر بداية لتقنية جديدة تواكب العمليات الإرهابية، أي تقنية البث المباشر عبر الأثير في التو واللحظة، وهذه مسألة كارثية بلا شك.
قبل أورلاندو ومانت لا جولي، شهدنا في مطار ومترو العاصمة البلجيكية والأوروبية بروكسل حادثين مشابهين، نفذهما نفر قليل من تلك «الذئاب». وفي تحذيرات لأجهزة استخبارية، نقرأ عن مشهد كارثي - إرهابي عولمي، يتصل بوجود عدد وافر من الإرهابيين على دراية عالية بالتقنيات الحديثة المرشحة للاستخدام في عمليات إرهابية جديدة، على الأراضي الأوروبية خاصة.
نحن إذن أمام ظاهرتين متصلتين: أفراد تتملكهم أفكار من بعيد جغرافيًا ومن القرب القريب ذهنيًا وقلبيًا، ثم براعة هؤلاء في تسخير أدوات التكنولوجيا الحديثة لتدبير مخططاتهم الآثمة وإخراجها إلى حيّز الواقع.
ولقد جاءت حادثة أورلاندو الأخيرة لتضع الأميركيين، والعالم برمّته، أمام استحقاقات جديدة لأفراد لا يقيمون مكانيًا أو زمانيًا في دول يسيطر عليها تنظيم داعش، بل ينتشرون في كل البقاع والأصقاع، وعبر الأفكار المنتشرة التي يروجها «داعش» يحدث الالتقاء الفكري والنفسي، وتحدّث عملية «التطوع الذاتي» دون الحاجة إلى أداء القسم، كما كان الحال في عهد الجماعات السرية المتباينة التي عرفتها البشرية في العهود الماضية.
والثابت أنه حال حدوث «التجنيد الذاتي» عبر الإنترنت تحديدًا، يضحّي الباقي من أعمال الفتك والقتل يسيرا، ولا سيما في ظل إمكانية الحصول على أسلحة بسهولة في مجتمع كالمجتمع الأميركي، حيث مسألة حمل السلاح «ثقافة محلية» وكامنة في جذور النفس الأميركية. كما أن الدستور الأميركي لا يجرّمه، بل يعطي الحق للبعض في عدد من الولايات بحمله، أو عن طريق الاستعانة بما هو قائم من معلومات على الشبكة العنكبوتية لإعداد أسلحة تتراوح منا بين المتفجرات البدائية، وصولاً إلى القنبلة النووية، نظريًا، في حال وجدت المواد اللازمة لذلك.
كارثية «الذئاب المنفردة» تتصل بالصعوبة الكبيرة جدًا في تتبعهم ومراقبتهم، والتعاطي معهم بقوة القانون، وبمواده وبنوده. وبخاصة أنه لا توجد مواد قانونية ما تدين النوايا غير المعروفة، أو تستطيع تشخيصها والحد منها. وقد يحاجج البعض هنا بأن الأمر على هذا النحو يعود إلى مهارة «داعش» في تجنيد عناصره النائمة، وتحديد أهدافه بدقة، واختيار أماكن عملياته بمهارة لوجستية، ويحرص على أن تكون تلك العناصر من الخلايا غير المرصودة أمنيًا، والتي لديها ولاء وانتماء آيديولوجي لأفكار التنظيم الواردة في كتاب «إدارة التوحش»، الذي ينهل منه «الدواعش» جوانب كثيرة من معتقداتهم ويقع في 113 صفحة ضمّنها الكتاب ستة مباحث و10 فصول ومجموعة من المقالات.
ويذهب البعض الآخر، مثل مسؤول أمني سابق في مدينة سياتل الأميركية، إلى «أن السبب الرئيس وراء الإخفاق في إفشال حادث أورلاندو قبل حدوثه وقطع الطريق على عمر متين ومذبحته، يتصل بما يعرف قانونيًا بـ(السبب المحتمل) لفتح تحقيق كامل نص عليه التعديل الرابع في الدستور الأميركي»، ويعد السبب المحتمل معتقدًا قائمًا على حقائق تؤدي بأي شخص عادي إلى الاعتقاد بأن شخصا ما قد اقترف أو يعتزم ارتكاب جريمة، وهو المعيار الذي يجري من خلاله الحصول على كل صلاحيات الشرطة في الولايات المتحدة.
والمؤكد في كل الأحوال، أن غالبية من ارتكبوا هجمات إرهابية في الغرب خلال السنوات الأخيرة كانوا خاضعين للمراقبة والاستجواب، ومنهم عمر متين الذي خضع للاستجواب بسبب إدلائه بآراء مؤيدة للمتطرفين، وجرى وضعه رهن الاعتقال، لكنه أفرج عنه لاحقًا. والقصة ذاتها تكرّرت مع الأخوين البكراوي منفذي هجمات بروكسل في مارس (آذار) الماضي، ومن قبل مع «خلية باريس» صلاح عبد السلام وصديقه عبد الحميد أبا عود، وقد كانا معروفين لأجهزة الاستخبارات الأوروبية.
وبناءً عليه، هنا منازلة خطيرة بين العناصر الإرهابية وبين أجهزة الأمن حول العالم؛ إذ يستغل «داعش» وأخواته العالم الافتراضي والفضاء الإلكتروني من أجل الترويج لأفكاره لجذب أعضاء جدد، ومضاعفة المنتمين إليه. وساهم في نجاح ذلك صعوبة المتابعة الدقيقة واللصيقة لملايين الملايين من متابعين الإنترنت، بعدما وجد التنظيم عبرها «كعب أخيل» الذي مكنه من نشر أفكاره بين شباب الشرق والغرب على حد سواء. والحقيقة أن هناك من غير الأسوياء كثيرين أعجبتهم أفكار التنظيم، فقرروا الانضمام إليه جسديًا، أو الانضواء تحت لوائه روحيًا.
ولا يكتفي «داعش» بالبيانات السريعة التي يصدرها بعد كل عملية، بل يبدو أن هناك عقليات ضمن التنظيم تجيد إلى حد بعيد التعاطي مع العالم الخارجي إعلاميًا، وبث ما تريد له أن ينتشر عبر الصورة والكلمة والتسجيل بالصوت والصورة، وحديثًا بالبث المباشر. وخذ، على سبيل المثال، مجلة «دابق» التي يصدرها التنظيم، وعليك بالتمعن في قراءة سطورها، وتحليل وتفكيك فصولها، وساعتها ستدرك كيف تخاطب صورها العالم الغربي.
عندما يرفع راية «داعش» فوق المسلّة الشهيرة في ميدان الفاتيكان، وعندما ترسم السيف وتصرّ على أن «الإسلام دين السيف لا دين السلام».. إلى آخر الترويج الدعائي الذي صار يجيده، ويحاول الربط بين الصورة والهدف.
«داعش» استفاد من تجربة تنظيم «القاعدة» الذي حافظ على نشاط شبكاته على شبكة الإنترنت منذ عقدين أو يزيد، ليطور تقنيات تواصل أكثر تنسيقًا وتواصلاً؛ وهو ما جعل الخبير في قضايا الإرهاب الرقمي جيف باردين يخلص إلى أن «داعش» يجند شهريا أكثر من 3400 عنصر عبر حملات إلكترونية.
هذا، وبينما تنكبّ استخبارات دول غربية على تحليل المعطيات الخاصة بأعضاء مجموعات راديكالية إرهابية وفك خيوط عملياتها والاندساس داخلها بشكل يسمح بتفكيك مكوناتها، تبرع «الذئاب المنفردة» في التعاطي مع أدوات وأفكار حديثة، يكون من الصعوبة بمكان توقّعها. فمن كانت قريحته تجود – كما في حال «القاعدة» – بفكرة جهنمية كاستخدام الطائرات للاصطدام بناطحات السحاب في نيويورك أو قصف واشنطن؟
كذلك الأمر في حال «داعش»، فمن كان له أن يتصور استخدام ألعاب الـ«بلايستيشن» في تدبير هجمات باريس، وتواصل منفذيها فيما بينهم، والتخطيط للعملية المعقدة من دون أن تكتشفهم السلطات الفرنسية. وبحسب مجلة «فوربس» الأميركية الشهيرة، فإنه من المرجّح أن يكون جهاز «بلايستيشن 4» هو الوسيلة التي وفّرت الكثير من الطرق للتواصل بين المنفذين بسرية تامة، ومنها تبادل الرسائل بين اللاعبين. وربما لم يتبادل المنفذون رسائل مكتوبة أو مسجلة صوتيًا، بل تبادلوا رسائل سرية عبر ألعاب بعينها. ويرجع الخبراء أن تكون لعبة «سوبر ماريو» التي يجري فيها تبادل العملات ضمن قواعد اللعبة مع صديق آخر قد استخدمت شيفرةً في الكثير من العمليات التي وقعت في أوروبا أخيرًا.
ويمكن القول: إن «داعش» يحاول في تطويعه أدوات العصر أن يحاكي نسقًا أميركيًا؛ ذلك أن هوليوود وشاشاتها، كانت وما زالت جزءًا فاعلاً من أدوات الهيمنة والسيطرة على العالم. وعليه، فإن من يتابع الأفلام المصوّرة، التي يصدّرها «داعش» للعالم سيدرك تمام الإدراك ما نقول به، وإن كان ذلك لا يعني عدم اعتمادها بدرجة أكبر على الشبكة المعلوماتية. وهو ما جرى في أعقاب حادث أورلاندو الأخير؛ إذ نشرت حسابات تابعة لمناصري «داعش» صورًا تحمل المزيد بالتهديدات بعمليات إرهابية في أوروبا وأميركا، إحداها مع صورة كبيرة لعمر متين تقول: «اليوم في فلوريدا وغدا في برلين» و«اعلموا أن في عقر دار الصليبين المحاربين لا عصمة للدماء، ولا وجود لما يسمى بالأبرياء» و«الطريق إلى أميركا... حينما يتضح الأمر ويصل رجالنا إلى قلب واشنطن سيعلم المغفّل (الرئيس باراك) أوباما من يقاتل وكيف يقاتل، فالمعركة لم تبدأ بعد». أما الإمضاء فلوزارة الحرب - دولة الإسلام.
إنها معركة الصورة النفسية التي يسخّر فيها «داعش» الأدوات الأميركية الدعائية والتكنولوجية، تحديدًا، للتعاطي مع الغرب برمته، بمعنى «هذه بضاعتكم ردت إليكم!».
ثم يحدثنا البعض عن دور إدوار سنودن، عميل وكالة الأمن القومي الأميركي المنشق، وإن بطريق غير مباشر، في تعزيز قدرات «داعش» و«القاعدة» وغيرها من الجماعات المتطرفة، على التعاطي مع الإنترنت من دون أن تستطيع أجهزة الاستخبارات العالمية متابعته. وهو تحدث عن برمجيات جديدة منها برنامج «تايلز» الذي يكفل التخفي خلال نشر مواد معينة على الشبكة ويمنع اختراق أجهزة المستخدم. ولقد أرسل «داعش» وثيقة لمناصريه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 تحوي رسومًا تفصيلية عن البرنامج وتطبيقاته للاستفادة بها في تجنيد عناصر جدد ولتنفيذ ما هو آت من أعمال عدائية.
جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، قال أمام «مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك، وهو أحد أهم المراكز البحثية الأميركية، إن وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من الوسائل التكنولوجية: «جعلت من الصعب بدرجة كبيرة محاربة المتشددين الذين يستخدمون هذه التقنيات الحديثة لتبادل المعلومات وتنفيذ العمليات الإرهابية».
إلا أن هذا لم يمنع من أن تشنّ واشنطن حربًا شعواء في المقابل، من النوع نفسه ولكن في اتجاه مضاد. ذلك أن الجنرال الأميركي بيتر غيرستن أعلن في نهايات أبريل (نيسان) الماضي استخدام الجيش الأميركي قدرات إلكترونية هائلة في المعركة ضد «داعش». وتفيد المعلومات المتوافرة بأن الولايات المتحدة تشكل اليوم قوة قوامها نحو ستة آلاف جندي متخصّص في الحرب المعلوماتية، وضعت في الوقت الحاضر تحت سلطة الأميرال مايكل روجرز، رئيس وكالة الأمن القومي (NSA)، وهي وكالة الاستخبارات النافذة والسرية، بل المغرقة في سريتها والمكلفة التجسس الإلكتروني على العالم كله.
غير أن هناك معضلة ما في فهم التناقض الحاد في تصريحات برينان والجنرال غيرستن، وبين واقع حال علاقة «داعش» بالإنترنت. إذ كيف تكون واشنطن هي المقاوم الأول لـ«داعش» إلكترونيًا، وفي الوقت ذاته - والعهدة هنا على الموقع الأميركي «فوكاتيف» - تستضيف ثلاث شركات أميركية على الأقل المواقع التي يستخدمها أنصار «داعش» وجماعات إرهابية أخرى لنشر الأخبار والدعاية وتجنيد الأتباع».. هل نحن إزاء سيناريو تقسيم الأدوار، أم أنها إشكالية الثنائية الأميركية المتضادة الشهيرة تكافؤ الأضداد في الروح الواحدة»؟ وربما يكون الأمر متصلاً بإشكالية الحريات في تقاطعاتها مع متطلبات الأمن؛ الأمر الذي يجعل القائمين على مكافحة الإرهاب أميركيًا يخفقون في متابعة حالات بعينها كما حصل مع عمر متين.
جدير بالذكر أن موقع «تويتر» أعلن أخيرًا أنه أغلق نحو 200 ألف حساب، وإن كان في الواقع أغلق عددًا أكبر بكثير، وفي الوقت ذاته محا موقع «يوتيوب» ملايين تسجيلات الفيديو، وخصص موقع «فيسبوك» مئات الموظفين للعمل على مدار الساعة لإزالة المضمون المسيء، غير أن كل هذا لا يعني أن «الأصولية الإنترنتية» إلى زوال قريب. إذ ترى ريتا كاتز، مديرة شركة «سايت» الأميركية التي تهتم بمراقبة المواقع المتشددة والإرهابية، أن نشاطات التجنيد التي يبذلها المتشددون وأحاديثهم لم تتراجع على الإطلاق، وأن هؤلاء الأشخاص ما زالوا حاضرين على الإنترنت وما زالوا يجندون أعضاء جددًا.
أما مدير مكتب التحقيقات الاتحادية، جيمس كومي، فيشير إلى أنه بينما تراجع عدد الساعين إلى مغادرة الولايات المتحدة، تمهيدًا للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، فإن قدرة التنظيم على التحفيز وإثارة حماسة النفوس المضطربة ما زالت قائمة في الولايات المتحدة، وتقييم حالة الفرد على مسار التشدد تجري الآن من خلال استعراض ما يستهلكه من مواد على الإنترنت وبلورة رؤية عن احتمالات الانتقال إلى الفعل.
الخلاصة، أن العالم في حرب أصولية من نوع جديد. «أصولية إنترنتية» يبرع فيها الطرفان المتقابلان، ويفقد العالم أمانه، ضريبةً للعولمة والتكنولوجيا الحديثة وأشياء أخرى لا تغيب عن أعين الباحث المحقّق والمدقّق.